استمتع الجمهور التونسي، مساء أوّل أمس، بقصر العبدلية بالمرسى، بأداء الممثلة الجزائرية وهيبة بوعلي، بعرضها المسرحي ”نوارة” القريب للوان مان شو، وخلقت أجواء رائعة للفرجة والضحك بنص عماده الكوميديا السوداء، والعمل من إنتاج الجمعية الثقافية للفنون الدرامية ”صرخة الركح” لولاية تمنراست وإخراج عزوز عبد القادر. في سطح البيت حيث تنشر ”نوارة” غسيلها تبدأ في البوح بمعاناتها اليومية وسط عائلتها التي تشبه كل العائلات العربية المتميزة بتنكرها لفضل البنت والمقدسة للولد، وتسترسل في تفكيك معادلة يستحيل حلها وتتساءل في كل مرة لم المرأة تتكبد كل انشغالات البيت والعائلة، ولم تقصى كلما أبدت آراءها وأفكارها؟ وذلك بأسلوب تهكمي وكوميدي هادف، استمتع به الحضور بمناسبة مهرجان ”مرا” للمسرح النسوي. الموهبة الخلاقة للممثلة وهيبة باعلي بانت في تجسيدها لدور نوارة التي تحكي الواقع العربي انطلاقا من الأوضاع الموجودة في البيت والذي تعيشه بصفة يومية، بإسقاط ذكي على الشؤون السياسية والتكتلات وتبرز نقطة مهمة تتمثل في غياب الحوار بين الأشخاص وبين المسؤولين والشعب وبين أفراد العائلة الواحدة، وإشراك المرأة في هذا الحوار ضروري إذ تشكل جزءا من تركيبة المجتمع. ويوضح العمل المسرحي ”نوارة” أهمية الحوار والاستماع لجميع الأطراف، فغيابهما سبيل لتعميق هوة الفوضى، وهي مسرحية سياسية وتنقد الأنظمة العربية انطلاقا من البيت الذي تحيا فيه نوارة، ففي كيفية تسيير البيت أو الحي كذلك ترى نوارة مسيرة العالم. من ناحية السينوغرافيا، ارتكز العمل على ديكور بسيط يتمثل في حبل غسيل وسلة ملابس تستعملها الممثلة في كل مرة لتجسيد الأدوار التي يحملها النص، مع موسيقى ترقية لإعطاء بصمة لهوية المرأة نوارة، واستعمل المخرج أضواء مركزة على نوارة بين فقرة وأخرى من عمر العرض.