أكد مطرب الشعبي رضا دوماز أن الأغنية الشعبية في الجزائر تدخل ضمن الثوابت الوطنية، خاصة بعد تأسيس مهرجان وطني لهذا اللون الغنائي الأصيل الذي مايزال يحتاج إلى عناية خاصة من طرف الجهات المعنية، خصوصا في ظل بروز الأغاني الهابطة. قال دوماز : ”الشعبي طابع فني له رنة ولحن وإيقاع مميز، لذا استطاع هذا الفن أن يجد مكانته في الجزائر، كما أن الأغنية الشعبية المرتكزة على الشعر الملحون موجودة في الوطن العربي، فرغم اختلاف الإيقاعات والتناول الموسيقي، إلا أن ذلك زاد من شهرتها، بما فيها الشعر الأندلسي الممزوج بالموشحات والأزجال”. وأضاف رضا في حديثه ل”المساء” بأن الركض وراء المادة هو الذي فتح باب الغناء التافه، وعليه طغت هذه الأغاني على المجتمع رغم أنها لا تحمل أية رسالة أو رؤية أو هدف، كما طغت الأغنية الساقطة على كل الأماكن وأصبحت مستعملة في لغة الشارع، علما أنها تخدش الحياء. أما عن وجود تراث شعبي عصري، فنفى دوماز ذلك مؤكدا أن الأغنية الشعبية الأصيلة مستوحاة من التراث ولغة الأمهات، وعليه فإن هذا الطابع غير مرتبط بالإيقاعات والآلات العصرية، لأن الشعبي الأصيل خرج عن إطار الطقطوقات الخفيفة باعتباره يتوفر على قصائد مرممة، ومدائح دينية ذات جمالية خاصة. وعلى صعيد آخر، أكد دوماز أن الغناء في الجزائر وحده لا يؤمن حياة الفنان، فأنا شخصيا أستمد عيشي من ثقافتي الواسعة، منها المسرح، السينما وكتابة المقالات في بعض الصحف الوطنية، لذا فإن الفن وحده غير كاف لتعزيز حياة أي فنان. كما طالب السيد رضا بضرورة تطبيق مرسوم الفنان من أجل حمايته والمحافظة على التراث الشعبي من الاندثار والنسيان، إلى جانب حمايته من المتطفلين. وعن مشروعه الحالي، صرح دوماز أن في حوزته ألبوما جديدا يدخل ضمن تكريس الفكر المتصوف في الوطن العربي، وفي الجزائر بصفة خاصة، هو ألبوم له إيقاع خاص يعرف ويحدد أصول الإمام البوصيري رضي الله عنه. ليضيف المتحدث أن هذا الألبوم سيفصل في شكوك بعض الجهات التي تظن أن دوماز يخلط في الأداء والموسيقى المقدمة في ألبوماته القديمة، وعددها 5 ألبومات، بعد 40 سنة من المسيرة الفنية، إلى جانب تحضيره لسلسلة ألبومات قيد الإنجاز لدى وزارة الثقافة.