تنطلق، غدا، الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل 2014، وسط نداءات إلى احترام قواعد المنافسة السياسية والسعي لاكتساب أصوات الناخبين بمحتوى البرامج وليس بالتطاول لا على الأشخاص ولا على قناعاتهم ولا على مؤسسات الدولة في جميع مستوياتها. فالمواطن اليوم ينظر إلى المستقبل ويبحث عن البرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي الذي يجعل منه مواطنا قادرا على مواجهة تحديات الحياة في جميع مناحيها، ولا يرغب في خطابات بكائية على الماضي لأنها لا تغني ولا تسمن من جوع. كما يدرك المواطن الذي جاء المترشحون يخطبون وده أن الماضي البعيد منه والقريب، يجب أن يبقى حاضرا في الذهن لتجاوز سلبياته وتصحيحها وهي كثيرة بدون شك، وأكثر من ذلك، استثمار إيجابياته وهي كثيرة كذلك واعتمادها قاعدة لإضافة لبنات أخرى يسمو بها الوطن وينتفع بها المواطن أكثر فأكثر. وملامح هذا المستقبل القريب على الأقل ستتضح بالتأكيد من خلال البرامج المتنافسة في هذا الاستحقاق الرئاسي الذي يطالب المواطن هو الآخر بأن يتعامل معها بالعقل بعيدا عن أي اصطفافات أخرى وبعيدا عن الحسابات الأنانية الضيقة التي يعمل الكثيرون في مثل هذه المواعيد المصيرية على ترويجها لها بكل ما أوتوا من حيلة ومن وسائل. ذلك أن المصلحة العامة ومصلحة الوطن فوق ذلك تقتضي أن ينتصر المتنافسون والناخبون إلى المصلحة العليا للوطن ولو على -بل على- حساب المصلحة الشخصية.فالكرة إذا في ملعب الناخبين حتى 17 أفريل القادم.