كانت مسألة بناء جمهورية “متجددة”، والتحذير من الفتنة التي قد تفرّق بين أبناء الوطن وتفتح الباب على مصراعيه أمام التدخل الأجنبي لإضعاف الدولة، أهم النقاط التي تضمّنها اليوم الثاني من الحملة الانتخابية للمترشح الحر السيد عبد العزيز بوتفليقة؛ حيث حذّر مدير حملته الانتخابية السيد عبد المالك سلال أكثر من مرة، من السقوط فيما سماه “فخ الإحباط الذي يولد الفتنة، مثلما تريده بعض الأطراف التي تتآمر للمساس بقوة الجزائر”. شدّد السيد عبد المالك سلال في ثالث تجمّع له منذ انطلاق الحملة الانتخابية، نشّطه أمس بالقاعة متعددة الرياضيات بولاية البليدة، على ضرورة تقوية اللحمة الوطنية بين أبناء الجزائر؛ حفاظا على المصلحة العليا للبلاد؛ حيث حرص على دعوة الحضور لعدم الانسياق وراء من يهدف إلى زعزعة الاستقرار من خلال زرع الإحساس بالإحباط الذي قد يولد الفتنة، مشيرا إلى أن الظروف الحالية لا تسمح بإثارة فتنة تفرق بين الشعب، وتمهّد الطريق أمام من يريدون الاستثمار في تشتّته للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، يضيف السيد سلال، موضحا أن أي انزلاق يمس بالأمن والاستقرار سيتيح الفرصة مباشرة للتدخل الأجنبي والاستعمار. ولم يفوّت المتحدث الفرصة للتذكير بموقف الدولة الجزائرية وحرصها على حماية استقرارها الذي دفعت ثمنه غاليا، وحرصها أيضا على تأمين حدودها، متوعدا كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الجزائر، بأن يلقى مصيرا لا شفاعة فيه، مؤكدا بصريح العبارة أن “كل من يحاول إلحاق الضرر بالجزائر سيكون مصيره أسوأ بمئات المرات من مصير الجماعات الإرهابية، التي تم القضاء عليها في تيقنتورين؛ حيث أثبت الجيش الجزائري احترافيته، وأعطى درسا لا يُنسى لكل من ينوي أو يفكر في المساس بالجزائر من داخل أو خارج الوطن”. ولتفادي هذه المؤامرات والحفاظ على أمن واستقرار الجزائر، دعا السيد سلال الحضور للالتفاف وراء برنامج المترشح عبد العزيز بوتفليقة، واصفا إياه بالرجل الجدير بقيادة البلد في الوقت الراهن لاستكمال برنامج المصالحة الوطنية بين كل الجزائريين، وبناء جمهورية “متجددة” تضمن الاستمرارية؛ حفاظا على المكاسب المحققة، وليس جمهورية “جديدة”، يوضح السيد سلال، الذي تعهّد أمام الحضور خاصة الشباب، بأن السيد بوتفليقة وفي حال تجديد الثقة فيه، سيلتزم ببناء دولة عصرية، تكون في مستوى تطلعات الشعب، مشيرا إلى أن الجزائر تتوفر على كل الإمكانات التي تؤهلها لذلك، غير أنها تنقصها الثقة للانطلاق نحو الأمام. وذكّر السيد سلال سكان البليدة بما عانته المنطقة خلال التسعينيات؛ حيث كانت مسرحا للدموع والدماء التي خلّفتها آلة الإرهاب، وخاطب سكانها قائلا: “من منكم لا يتذكر الشهيد بوسليماني والشيخ محفوظ نحناح، الذي وقف وقفة رجل إلى جانب الرئيس بوتفليقة، لإطفاء نار الفتنة من خلال قانون الوئام الوطني. ورغم كل هذا - يقول سلال تمكنت الجزائر من استرجاع الطمأنينة بفضل سياسة الوئام الوطني والمصالحة الوطنية التي أقرها رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أنه رغم هذه النجاحات فإن الجزائر بحاجة اليوم إلى استرجاع قوّتها نهائيا؛ لتكون قوة في القارة الإفريقية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. وهو السياق الذي استطرد من خلاله السيد سلال، بأنه إذا منح الشعب ثقته للمترشح الذي يتحدث باسمه، فستتجسد كل هذه الوعود في الميدان، وأن السيد بوتفليقة سيرد الجميل لمن منحوه هذه الثقة بالاستجابة لتطلعاتهم. وذكر السيد سلال بأن السيد عبد العزيز بوتفليقة و«بالرغم من حالته الصحية التي لم تكن تسمح له بالترشح، فإنه لبّى النداء للترشح ومواصلة مشاريعه التنموية وضمان استقرار البلاد”. وفي حديثه عن المؤهلات الاقتصادية التي تتوفر عليها ولاية البليدة التي تُعد منطقة صناعية بضواحي العاصمة، تعهّد السيد سلال ببذل المزيد من الجهود خلال العهدة الرئاسية المقبلة؛ لجعلها قطبا صناعيا بامتياز؛ لتنويع الاقتصاد وتوفير مناصب الشغل، والاستثمار في القطاع الفلاحي؛ كون الولاية تصنَّف ولاية فلاحية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، خاصة في مجال الخضر والفواكه. ومن ولاية البليدة التي قال إنها منطقة حظ، تمكن فيها الفريق الوطني لكرة القدم من التأهل لمونديال البرازيل، دعا السيد سلال سكان الولاية وخاصة الشباب خلال هذا التجمع الشعبي الذي حضره اللاعب الدولي رابح ماجر والملاكم محمد بلقاسمية، للتوجه بقوة يوم 17 أفريل ومنح أصواتهم للمترشح عبد العزيز بوتفليقة؛ كون الجزائر بحاجة ماسة لإعادة انتخابه.