تعرف بعض المشاريع المدرجة في إطار الاستعدادات للتظاهرة الثقافية الكبرى ”قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015” بعض التأخّر، وهو ما أزعج السلطات المحلية، وحتى على مستوى وزارة الثقافة التي تعمل على قدم وساق بالتنسيق مع مديرية السكن والتجهيزات العمومية من أجل احترام الآجال المحدّدة من طرف الشريك الأجنبي، لتكون هذه المشاريع جاهزة خلال سنة 2015. لعلّ أبرز مشروع يعرف تعطّلا في الانطلاقة ولم تشرع به الأشغال بعد؛ مشروع قصر المعارض بمنطقة زواغي سليمان بمحاذاة المطار الدولي ”محمد بوضياف”، الذي يبقى أرضا جرداء، في ظلّ تماطل مكتب الدراسات الإسباني عن تقديم دراسة للهياكل القاعدية، كما أنّ مشكل ظهور مياه جوفية تحت أرضية المشروع هو الآخر ألقى بظلاله على تقدّم أشغال المشروع الذي خصّصت له الدولة غلافا ماليا يقدر ب 1.2 مليار دج، وكلّف بمتابعة أشغاله مكتب دراسات جزائري سبق له أن شارك في متابعة عدّة مشاريع في إطار ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2011”، ومنحت صفقة إنجازه للشريك الأجنبي المتمثل في المجمع الإسباني الذي من المفترض أن يسلّمه قبل نهاية هذه السنة، حسب التوقّعات التي قدّمتها وزيرة الثقافة في آخر زيارة لها لولاية قسنطينة. بلغ مشروع قاعة العرض بالقرب من قصر المعارض، التي تتّسع ل 3 آلاف مقعد وانطلقت بها الأشغال بعين الباي خلال شهر أكتوبر الفارط حوالي 40 %، تنجز من طرف مؤسسة إنجاز صينية تدخل في إطار إنشاء قطب ثقافي متكامل، حيث تعتزم الشركة الصينية المكلّفة بالإنجاز وضع الهياكل المعدنية لهذا المشروع الضخم في بداية هذا الصيف، حسبما تم تأكيده من طرف المسؤولين الصينيين، وسيتم تسليمها القاعة شهر فيفري من سنة 2015 إلى وزارة الثقافة من أجل تجهيزها بالمعدات اللازمة من الصين الشعبية، قبل بداية استغلالها مع انطلاق التظاهرة الثقافية العربية في 16 أفريل من نفس السنة. حسب الشروحات التي قدّمتها الشركة الصينية لوالي قسنطينة الذي كان مرفقا بمستشارة من وزارة الثقافة في زيارة تفقدية مؤخرا، لمتابعة أهم المشاريع التي تدخل في إطار التحضير لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية 2015 عن قرب، حيث أبدت ممثلة الوزيرة انزعاجها من السير البطيء لبعض المشاريع، على غرار مشروع ترميم قصر الثقافة ”مالك حداد” الذي خصّص له مبلغ 300 ميلون دج، وأمرت مستشارة وزيرة الثقافة بمضاعفة عدد العمال في الورشة من أجل ربح المزيد من الوقت وإنهاء المشروع في وقته المحدّد بعد انسحاب الإسبان منه، كما طالبت ممثلة السيدة خليدة تومي من الجهات المعنية ببعض مشاريع الترميم، على غرار ”المدرسة بشارع العربي بن مهيدي التي ستتحوّل إلى مركز للشخصيات التاريخية والثقافية بغلاف مالي قدره 300 مليون دج، وأوكلت الأشغال إلى مجمع جزائري، وكذا مقر الفضاء التجاري ”مونو بري” سابقا، بشارع 19 جوان (ري دو فرانس) سيتم تحويله إلى متحف للفنون العصرية وأوكلت الأشغال إلى مكتب دراسة وإنجاز جزائري له خبرة دولية في مثل هذه المجالات، وتم تخصيص مبلغ 350 مليون دج لهذه العملية، كما أمرت بتسريع وتيرة المعالجة الإدارية للملفات الخاصة بهذه المشاريع من أجل إتمامها في الوقت المحدّد، لأنّ قسنطينة دخلت في سباق مع الزمن لإنهاء على الأقل 60 % من المشاريع تزامنا مع موعد 16 أفريل 2015، تاريخ انطلاق التظاهرة. للإشارة، استفادت قسنطينة، حسبما كشفت عنه مؤخرا وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي من غلاف مالي قدره 6 آلاف مليار سنتيم من أجل إنجاز 25 مشروعا جديدا في إطار هذه التظاهرة، وترميم 74 منشأة قديمة، بالإضافة إلى مشاريع التحسين الحضري التي سترافق هذه المشاريع.