الممثل الكوميدي بختي زكريا أو كما يحبذ جمهوره أن يطلق عليه ”زكي”، من مواليد 1992 يزاول دراسته الجامعية بكلية العلوم الاقتصادية، يملك موهبة فذة في خلق مساحة لإضفاء روح الدعابة في وسطه ومحيطه الاجتماعي والدراسي، يصنع من صعوبات الحياة سكاتشات تحمل الكثير من العبر والدروس، ينتقل من قول النكت إلى التمثيل بسلاسة مطلقة ويتمتع بمرونة فائقة في تقمص الشخصيات، في جلستنا الحوارية اكتشفنا موهبة هذا الشاب الذي لا يزال يزاول دراسته بالجامعة، وجعل من موقع التواصل الاجتماعي ”فايس بوك” وسيلة لإيصال موهبته للآخرين ليكوّن بذلك جمهورا عريضا أحبه، وشجعه للمضي قدما في هذا الطريق. المساء: كيف اكتشفت موهبة التمثيل والفكاهة؟ زكي بختي: منذ طفولتي كنت أقلد الكثير من الأشخاص في طريقة كلامهم بشكل فكاهي، وتميزت بطريقة التلاعب بالكلمات بطريقة جد مسلية، كما أنني كنت أسرد العديد من الحكايات في المناسبات العائلية والرحلات والحفلات المدرسية. ثم باشرت كتابة النكت القصيرة والطويلة، بالإضافة إلى السكاتشات التي نشرتها عبر الفايس بوك، وقمت برسم الكاريكاتير أيضا في عدة صحف. هل تلقيت تشجيعا من محيطك؟ يروق للعديد من الناس ما أقدمه لهذا السبب أتلقى يوميا التشجيع والتحفيز، سواء من أناس أعرفهم أو من آخرين لا أعرفهم وذلك عبر رسائل تأتيني في البريد الإلكتروني، أو من خلال الدعم الذي أتلقاه من أفراد عائلتي وأصدقائي الذين يدفعونني باستمرار إلى الالتحاق بالمسرح، بالإضافة إلى أساتذتي بالجامعة الذين يشيدون كثيرا بما أصنع. ما هي نوعية المواضيع التي تقدمها؟ أنا أقوم بكتابة النكت والسكاتشات باستمرار رغم المشاكل الشخصية والظروف المؤلمة التي مررت بها، في الغالب أؤلف النكت القصيرة والسكاتشات الطويلة المكتوبة في الصورة، كما أسجل الفيديوهات المونولوغية أيضا. ما هي المواضيع التي تقدمها وكيف تقوم باختيارها؟ أقدم مواضيع اجتماعية، وأخرى حول علاقات الشباب، الشارع والعقلية الجزائرية، كما أكتب عن المواقف اليومية التي أعيشها بطريقة فكاهية وأقدمها على شكل سكاتشات من نوع المونولوغ. ما هي الأعمال التي قدمتها؟ نشرت بعض الفيديوهات على موقع التواصل الاجتماعي ”يوتوب”، ولكنني ركزت كثيرا على نشر النكت والحكايات الفكاهية على طريقة ”السكاتش-الصورة” وهو نوع جديد ابتكرته ليسهل على المتتبعين مشاهدة ما أقدمه لأنني لاحظت أن جلّ الناس يقبل على متابعة الصور أكثر من الفيديوهات. ماذا أضافت مواقع التواصل الاجتماعي لموهبتك؟ لقد أضافت لي الكثير وساهمت في التعريف بموهبتي لعدد أكبر من الناس، كما أنني بت أعطي اهتماما أكثر لما أقدم للمتتبعين لأعمالي الذين يتواصلون معي عبر الفايس بوك ويتفاعلون معي على اليوتوب لقد كونت جمهورا حقيقيا أمدني بالتشجيع للمضي قدما، وبفضل نصائحهم أعمد لصقل موهبتي مع الأيام. هل من مشاريع مستقبلية في الأفق؟ حاليا أسعى إلى إعادة تسجيل المونولوغات السابقة وتحديث تقنية صورتها وصوتها، كما أسعى هذه الأيام إلى نشر العديد من النكت المصورة بالإضافة إلى فيديوهات جديدة، أما فيما يخص المسرح فلم أقرر بعد إن كنت سألتحق به أم لا. هل تلقيت دعما من قبل المسؤولين عن الشأن الثقافي في سيدي بلعباس؟ لقد تلقيت دعما من قبل دار الثقافة بولاية سيدي بلعباس، التي اهتم القائمون عليها كثيرا بما أقدمه وهم مشكورون على ذلك. تعرف سيدي بلعباس بكونها حاضنة للثقافة كيف تقيم المشهد الثقافي فيها؟ لقد ساهم ”العبابسة” بشكل لافت في رفع راية الغرب في الميدان الثقافي سواء في مجال المسرح أو الطرب وحتى الرواية والشعر والفن التشكيلي أيضا، ولكن يجب على الجميع بذل المزيد من الجهود في ظل تواجد الإمكانيات والمواهب المتعددة وذلك من أجل المساهمة بصورة كبيرة في إنعاش الميدان الثقافي محليا، وطنيا وحتى دوليا لم لا. معروف أنك تحب التنكيت، كيف قمت بتنمية هذه الهواية؟ كما أخبرتكم سابقا لقد أتقنت موهبة التقليد حيث كنت أقلد العديد من الأشخاص في طريقة كلامهم كالصحفيين والمطربين مثلا، ثم بدأت ألاحظ أنه بإمكاني كتابة الحكايات والطرف وسردها، فشرعت فيما بعد في كتابة مواقفي اليومية التي أتعرض لها سواء في المنزل، أو الشارع أو الحافلة أو حتى الجامعة التي أدرس بها، وأحولها بعد ذلك إلى مشاهد طريفة. يقال أنه من الصعب إضحاك الجمهور، هل أنت مع هذا الطرح؟ كما نعرف، للكوميديا والفكاهة أنواع وألوان وللناس أذواق مختلفة، وقد تختلف الحالات النفسية والشخصية للناس من متفاعل ومنفتح إلى متشائم ومنطو، لذا يجب على الفكاهي الاندفاع والمواجهة، كما يجب عليه أن يتسم بالصبر والمرونة، فأنا شخصيا قبل أن أشرع في تسجيل ”السكاتش” وقبل نشر النكت أقوم بعملية المراجعة والتصحيح عدة مرات. طموحات زكي بختي مستقبلا؟ أتمنى أن أوفق وأن يكون لي اسم في الفكاهة الجزائرية في المستقبل القريب. نحن مقبلون على موعد استحقاقي مهم في 17 من هذا الشهر هل ستنتخب؟ نعم، بطبيعة الحال، أنا لم أفوت أي موعد انتخابي، منذ وصلت إلى السن القانونية، فأنا شاب ولابد من ممارسة حقي في الانتخابات الرئاسية لأختار من أجد فيه الخير للشباب ولوطني الجزائر. كلمة أخيرة في ختام هذا اللقاء؟ في الأخير، أود أن أشكر كل من شجعني للوصول إلى هذه المرتبة، كما أود أن أقدم شكري الخاص وتحياتي الخالصة والعطرة إلى أفضل أساتذتي.. خاصة أستاذتي الغالية ”سلامة” التي تعتبر من أفضل أساتذة الاقتصاد الذين عرفتهم، وشكرا للجريدة لأنها فتحت لي صفحتها.