لم يفوت سكان بلدية المدنية، إحدى بلديات أعالي العاصمة، فرصة الانتخابات الرئاسية للمشاركة فيها واختيار الرئيس الذي يحكم الجزائر خلال الخمس سنوات القادمة، وكلهم أمل في أن تعود هذه الانتخابات بمزيد من الأمن والاستقرار والرفاهية للبلاد والعباد. وتأكد ذلك من خلال ما لمسته ”المساء” خلال جولة قادتها إلى عدد من مراكز الاقتراع العشر الموزعة على تراب البلدية والتي تضم 88 مكتبا. ومنذ الساعات الأولى من انطلاق عملية التصويت، بدأ الناخبون يتوافدون على مراكز الانتخاب التي شهدت حركية كبيرة، خاصة في المراكز التي خصصت للنساء اللواتي توافدن بكثرة خلال الفترة الصباحية، ولم يختلف الأمر كثيرا في مراكز الانتخاب المخصصة للرجال. ومالفت انتباهنا خلال جولتنا، أن الناخبين من المختلف الأعمار والفئات كانوا في الموعد، بدليل تلك الحركية الكبيرة التي شهدناها بمدرسة عبد الكريم العقون للبنات التي خصصت فيها ست مكاتب اقتراع لم تخل من ممثلي المترشحين الستة الذين أكدوا على السير الحسن للعملية الانتخابية. والتقت ”المساء” خلال جولتها بسيدة عجوز بلغت عقدها السابع، وأدت واجبها الانتخابي بقناعة أنه حق أيضا وبأن الإدلاء بصوتها في هذه الانتخابات سيقطع الطريق أمام دعوات المقاطعة التي اعتبرت بأنها لن تفيد في خدمة البلاد في موقف شاطرتها فيه مجموعة من النسوة وفتيات انتخبن لأول مرة. والمشهد نفسه تكرر بمدرسة عبد الكريم العقون للبنين، التي ضمت 2424 مسجل وزعوا على 8 مكاتب اقتراع، حيث استقبلنا رئيس المركز بالترحيب وقادنا إلى عدد من المكاتب التي تجري فيها العملية الانتخابية في ظروف جد عادية. وأكثر من ذلك، شاهدنا طابورا مشكلا من الشباب والرجال الذين كانوا يبحثون عن أسمائهم، كلهم عزم على أداء واجبهم الانتخابي. ولأن تواجدنا بهذا المركز الانتخابي كان في حدود الساعة الحادية عشر والنصف، سألنا رئيس المركز عن نسبة المشاركة، فأكد بأنها بلغت 20 بالمئة في مؤشر على الاهتمام الذي يوليه الناخب لهذا الاستحاق الهام. وبمركز مدرسة عمر ياسف بحي ديار السعادة والمعروفة أيضا باسم مدرسة ديار السعادة للبنات، شهدت هي الاخرى توافدا للناخبات اللواتي أبينا إلا أن يشاركن في هذا اليوم الانتخابي ويصوتن على المترشح الذي يرونه الأنسب لقيادة البلاد للخمس سنوات القادمة. ولم يختلف الأمر كثيرا عن المدرسة المجاورة التي خصصت للناخبين الرجال، حيث كانت كل الظروف مهيأة لإجراء عملية انتخاب في ظروف جد عادية لم تشبها أية طوارئ. للإشارة، توجهنا إلى مقر بلدية المدنية للحصول على معلومات إضافية حول عدد الهيئة الناخبة بهذه البلدية، إلا أن المسؤولين رفضوا تزويدنا بالرقم من منطلق أن ذلك لا يفيد في شيء وأن ما يهم هو الوقوف على سير العملية الانتخابية والتأكد من أنها تجري في ظروف حسنة وعادية.