شرع الناخبون بولاية غرداية هذا الخميس وفي ظروف مؤمنة في أداء واجبهم الإنتخابي في أجواء ربيعية مشمسة يطبعها الهدوء لاختيارالمترشح الذي سيقود البلاد خلال العهدة الرئاسية القادمة من بين المترشحين الستة الذين تقدموا لهذا الإستحقاق الرئاسي . ولوحظ منذ الساعات الأولى توافد أشخاص مسنون الذين انتظروا أمام مراكز التصويت قبل فتحها وأحيانا كان بعضهم جالسا تحت أشعة الشمس وهم ينتظرون أن يضعوا ورقة التصويت داخل الصندوق لانتخاب الرئيس الجديد للجزائر. ووسط حي ثنية المخزن فقد رافقت بداية الإقتراع أجواء من الفرحة التي تخللتها زغاريد النسوة وطلقات البارود حيث توافد الناخبون وهم مقتنعين بأن انتخابهم سيكون له هذه المرة "معنى" . كما شرعت أفواج من الناخبين في الإقبال على مكاتب التصويت التي تم تأمينها في ظروف عادية. وفي تصريح لوأج أوضح والي غرداية محمود جامع أن الإقتراع يجري في "ظروف جيدة بحضور الملاحظين الدوليين وممثلي المترشحين" . ومكنت جولة عبر مختلف مكاتب الإنتخابات بسهل وادي ميزاب مدى حيوية المواطنين وحرصهم على أداء واجبهم الوطني. ومن بين عديد الأشخاص الذين كانوا ينتظرون أمام مدرسة للبنات التي تضم مكتب انتخاب بحي ثنية المخزن أوضح طبيب (55 سنة) أن "أفضل شئ يتعين على الجزائريين فعله هو المشاركة في اختيار رئيس في هدوء" قبل أن يضيف "أنا قادم من أجل التصويت لمستقبل الجزائر وأتمنى أن يتم ذلك في ظروف قانونية". كما عبر من جهته عمي عمر تاجر بمدينة غرداية الذي اعتبر هذه الإنتخابات بمثابة "عيد" وهو يصلي من أجل "السلم والطمأنينة في الوطن". ومن جهته أعرب أستاذ في التعليم المتوسط أول من أدلى بصوته بمكتب الإقتراع وريدة مداد بوسط مدينة غرداية عن "أمله في أن يتحلى سكان ميزاب بالوعي اللازم والتصويت لصالح أحد المترشحين الذي سيخرجنا من هذه الوضعية (في إشارة منه إلى الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة) والتي أصبحت غير مقبولة". وبدوره أعرب جمال (طالب 19 سنة) بعد أداء واجبه الإنتخابي "لأول مرة" عن "سعادته الكبيرة للإدلاء بصوته". ويتبادل الناخبون في طوابير طويلة بأحد مكاتب التصويت بحي الحاج مسعود الشعبي آراء ونقاشات عادية في أجواء يسودها الهدوء. وأشار أحد الشباب بالمناسبة "أن سكان ميزاب مجندون منذ أمس الأربعاء وبقوة للإنتخابات الرئاسية المنعرج الأكثر أهمية في تاريخهم" مشيرا بأن التوترات التي شهدتها مؤخرا المنطقة التي تعد نموذجا للتعايش إلى حد الآن "قد طرحت مخاوف لإنزلاق الوضع إلى درجة أنها زرعت فينا الخوف". هذا وينتظر أن يدلي نحو 209.993 ناخبا وناخبة بغرداية بأصواتهم عبر 549 مكتب اقتراع موزعا عبر 123 مركز انتخاب التي تم تسخيرها على مستوى هذه الولاية لانتخاب أحد المترشحين الستة.