"جئت لأدلي بصوتي من أجل بلادي أولا، وثانيا لأن الانتخاب حق وواجب"، هي القناعة التي اتفق حولها العديد من الشباب الذين صوتوا في بلدية القبة بالجزائر العاصمة، وحملت في مضمونها معاني عميقة ودلائل قوية أكدت مدى وعي الشباب الجزائري وغيرته على هذا الوطن والذي يستحق الأفضل. صورة هذا الوعي والحماس الكبير لمسناه بقوة لدى زيارتنا لعدد من مراكز الاقتراع ببلدية القبة والتي كان سكانها، أمس، مدركين لأهمية الحدث، وتوافدوا بقوة على مكاتب الانتخاب للإدلاء بأصواتهم واختيار رئيس للبلاد بكل حرية وسط ظروف عادية لم تتخللها أي خروقات أوهفوات بشهادة الناخبين أنفسهم الذين عبروا عن ارتياحهم لسير العملية الانتخابية. وقد التقينا بابتدائية "محمد جعفر" بالعديد من الناخبين من مختلف الأعمار والمستويات التعليمية والذين كان قاسمهم المشترك هذه المرة هو أداء واجبهم الانتخابي وأملهم في جزائر قوية يسودها الأمن وينعم شعبها بخيراتها وثرواتها. للإشارة فإن ابتدائية "محمد جعفر" خصصت للناخبين الرجال الذين بلغ عددهم 5209 مسجلا وزعوا على 13 مكتب انتخابي. نفس أجواء الانتخاب عاشتها مدرسة "مليكة خرشي" التي خصصت للعنصر النسوي، حيث بلغ عدد المسجلات على مستوى هذا المركز 3730 مسجلة وزعن على 10 مكاتب. وأكد لنا رئيس المركز، الذي رفض ذكر اسمه، أن إقبال النساء على التصويت بدأ منذ الساعات الأولى التي افتتحت فيها مكاتب الاقتراع أبوابها ولكنه شهد حركية مكثفة ابتداءا من الساعة العاشرة صباحا لتبلغ ذروتها في الفترات المسائية بعد انتهاء معظم النساء من الأعمال المنزلية. ونحن بمركز "مليكة خرشي" التقينا بسيدة في عقدها الرابع كانت رفقة زوجها جاءت للإدلاء بصوتها في هذا الاستحقاق الرئاسي الهام. وقالت السيدة خديجة أنها دفعت بزوجها إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع للأداء بصوته للمشاركة في خدمة هذا البلد ولا يترك صوته يتلاعب به أحد. وقد صادف تواجدنا في هذا المركز وجود ملاحظين أجانب من بينهم أتراك وأفارقة والذين عبروا عن ارتياحهم للظروف الحسنة والتنظيم المحكم لعملية الاقتراع. للإشارة فإن بلدية القبة تعتبر من بين بلديات العاصمة التي تتوفر على هيئة ناخبة مهمة قدر عددها في هذه الانتخابات ب 75 ألف و292 مسجل وذلك بزيادة تقدر بحوالي 9 آلاف مسجل جديد مقارنة بآخر موعد انتخابي. وقال السيد جميل، الأمين العام لبلدية القبة، أن عدد مكاتب الانتخاب بلغ 195 مكتبا موزعين على 19 مركز اقتراع.