كان الناخبون الجزائريون، في مختلف دول العالم، على موعد، أمس، مع آخر يوم من عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية، التي كانت بدأت السبت الماضي لتمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم طيلة ستة أيام. وفي هذا الإطار، توافد الناخبون الجزائريون بالمملكة المغربية، أمس، على مكاتب الاقتراع ال11 المهيأة على مستوى القنصليات الجزائرية في مدن العاصمة الرباط ومدينتي الدار البيضاءووجدة لأداء واجبهم الانتخابي في اليوم السادس والأخير من اقتراع الجالية في الخارج. وقال عامر بتقة، المكلف بالأعمال بقنصلية العاصمة الرباط، أن عملية التصويت التي استمرت على مدى ستة أيام تمت في "ظروف جيدة" ومكنت 11884 ناخبا مقيما بالمغرب من أداء واجبهم الانتخابي، مما يتوقع نسبة مشاركة أكبر من تلك المسجلة في تشريعيات 2012. وأرجع ذلك الى أهمية الاقتراع ورغبة أفراد الجالية في تأكيد تمسكهم بالجزائر واستقرارها وتنميتها". واعتبر ناصر الدين زاهر، القنصل العام بمدينة الدار البيضاء، أن "الجالية الجزائرية واعية بطبيعة رهان الانتخابات الرئاسية وخاصة في هذه المرحلة من حياة الأمة". وبمدينة وجدة حيث خصصت خمسة مكاتب اقتراع بما فيها المكتبان غير الممركزين بأحفير وتازة سجل توافد قوي للرعايا الجزائريين المقيمين بهذه المنطقة للإدلاء بأصواتهم "في شفافية تامة". وقال نور الدين خندودي، القنصل الجزائري بهذه المدينة، أن الجزائريين يفضلون التصويت في اليوم الأخير من الاقتراع المخصص للجالية الوطنية في الخارج. مشاركة قياسية في تونس وفي نفس الأجواء "الحميمية" تمت عمليات تصويت الجالية الجزائرية في مختلف الولاياتالتونسية، حيث عرفت مكاتب الاقتراع إقبالا كبيرا للناخبين الجزائريين. وقال مناد حباك، قنصل الجزائر العام في العاصمة تونس، أن الانتخابات التي جرت في مكاتب التصويت التابعة للمصالح القنصلية والتي تغطي 11 ولاية جرت في "أجواء عادية ولم يسدها أي اختلال يذكر". ومن جهته، قال احمد عمارة، قنصل الجزائر بولاية قفصة، أن نسبة المشاركة في الاقتراع الرئاسي الذي شرع فيه منذ يوم السبت 12 كانت "معتبرة" عبر المكاتب ال6 التي تغطي ولايات الجنوب التونسي في نفس سياق تأكيدات خير الدين حموم، قنصل الجزائر بولاية الكاف، الذي أكد ان عمليات التصويت جرت في "مناخ اخوي" يطبعه الإقبال المتزايد على صناديق الاقتراع طيلة 6 أيام كاملة. وبلغ عدد الناخبين المسجلين بالمصالح القنصلية الثلاث بتونس العاصمة والكاف وقفصة 16245 مسجلا من ضمنهم 10433 مسجلا بقنصلية تونس العاصمة و4201 مسجلا بقنصلية الكاف و1611 مسجلا على مستوى قنصلية قفصة. وأجمع عدد من الناخبين الجزائريين أن المشاركة المكثفة في هذه الانتخابات من شأنها "تكريس الاستقرار والأمن في البلاد وينعم الشعب الجزائري بالرفاهية والرقي". ومن جهتهم، أشاد أعضاء من الجالية الجزائرية بالإمارات العربية المتحدة بالتجربة الديمقراطية "الرائدة" في الجزائر ومكنت من تجاوز "السلبيات" التي تسببت فيها العشرية السوداء. وقال الصحفي الصغير سلام أن التجربة الديمقراطية في الجزائر حققت "نتائج كبيرة" بعد تضحيات دفعها الشعب الجزائري خلال العشرية السوداء، داعيا المجتمع المدني للمساهمة بجدية في ترسيخ المسار الديمقراطي في البلاد من خلال إصلاحات دستورية تعزز استقلالية العدالة وحماية حقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية وتقوية صلاحيات البرلمان. ومن جهته، قال علي لبشاشي المحلل السياسي والناطق باسم مجلس العمل الجزائري بالإمارات العربية المتحدة، أن التجربة الديمقراطية الجزائرية تبقى لحد الآن في بدايتها مقارنة مع الدول الرائدة ولكنه أشاد بالنتائج الايجابية التي تحققت في هذا المسار مقارنة مع دول الجوار. وألح على ضرورة حماية وحدة الوطن ومكافحة الفساد والمحسوبية والجهوية . ودعت الصحفية جميلة غربي بالعاصمة الإماراتية الى إشراك المرأة في سلطة اتخاذ القرار للتوصل الى تكريس المبادئ الحقيقية للديمقراطية من خلال القيام بعمليات التحسيس والتوعية في أوساط المجتمع لمكافحة "الذهنيات المتخلفة". لندن: عملية التحسيس جاءت بنتائجها وشهد مركز التصويت المخصص للجالية الجزائرية المقيمة بالعاصمة البريطانية لندن، في آخر يوم من الاقتراع، إقبالا كبيرا للناخبين، مقارنة مع الأيام السابقة. وقالت دليلة سماح، قنصل الجزائر، أن العدد الكبير من الناخبين "عادي" لأن الرعايا الجزائريين "يفضلون التصويت في نفس يوم تنظيم الاقتراع في الجزائر". وأضافت أن مصالحها واصلت عملها التحسيسي باتجاه الرعايا المسجلين بإرسال رسائل قصيرة عبر هواتفهم المحمولة اوبريدهم الالكتروني لتذكيرهم بواجبهم الانتخابي وبعنوان مركز الاقتراع. وأعرب الناخبون بعد أدائهم لواجبهم الانتخابي عن أملهم في أن "تستمر الجزائر في العيش في سلام واستقرار". يذكر ان عدد الناخبين الجزائريين المسجلين على القوائم الانتخابية بقنصلية الجزائربلندن 22.157 ناخبا. في مونتريال: التصويت من أجل الوطن أما الجزائريون المقيمون بمونتريال الكندية، الذين توجهوا إلى صناديق الاقتراع، فقد أكدوا أنهم قرروا التصويت من أجل وطنهم الأم من خلال المشاركة في مسار انتخابي "مصيري" بالنسبة لمستقبل الجزائر. وتراوحت أعمار معظم الناخبين الذين توافدوا على مقر القنصلية بين 40 و60 سنة الكثير منهم كانوا موجودين في الجزائر خلال المأساة الوطنية ويعرفون قيمة الأمن والسلم مما حفزهم على المشاركة في هذا الموعد الانتخابي. وقال عبد القادر مازيت البالغ من العمر 67 سنة المقيم بهذه المقاطعة الكندية منذ 21 سنة أنه يأمل في أن تستعيد الجزائر أمنها واستقرارها. وأضاف أنه بالرغم من اختلاف وجهات نظر أبناء الجالية الجزائرية في كندا حول الوضع السياسي الراهن في الجزائر وكوننا لا نصوت لنفس المترشح إلا أننا نتفق حول نفس الأماني للجزائر. للإشارة، فان عدد أفراد الجالية المعنيين بالاقتراع الرئاسي قدر هذه المرة بأكثر من مليون ناخب موزعين على 398 مكتب تصويت في مختلف عواصم وبلدان.