تلعب تشكيلة مولودية وهران، وبنسبة كبيرة، حظوظها في البقاء، عندما تستضيف نظيرتها مولودية العلمة. ذلك أن تحصيل النقاط الثلاث سيسمح لها بالخروج من عنق الزجاجة مؤقتا، وهو المطلوب منها إذا ما أرادت تفادي مقصلة السقوط. ولأجل ذلك حاولت التشكيلة التحضير جيدا لهذا الاختبار الحقيقي لوزن المولودية العلمية، التي تؤدي إلى حد الآن مشوارا أكثر من إيجابي، وتحلم بانتزاع مشاركة دولية في نهاية الموسم الكروي. لذلك لم يخطئ المدرب الوهراني عمر بلعطوي عندما وصف هذا اللقاء بمثابة المحك الحقيقي على مدى جاهزية لاعبيه للدفاع عن ألوان فريقهم؛ ”إنه لقاء لا ينبغي التفريط في نقاطه التي ستمنحنا ثقة كبيرة للمقابلات المتبقية. والفوز أمام العلمة ضروري كالانتصار في كل اللقاءات التي سنلعبها داخل قواعدنا لاحقا؛ لأن ذلك سيثبّت أقدامنا بقسمنا، وهذا ما نصبو إليه”.وكان الفريق الوهراني قد عاش أسبوعا عاصفا بسبب احتجاج اللاعبين على مستحقاتهم التي تماطل رئيسهم يوسف جباري في تسديدها لهم؛ ما تَسبب في غياب بعض اللاعبين وتدريب الآخرين ”فوق القلب” باعترافهم هم أنفسهم.وقد غضب المدرب بلعطوي من هذه المماطلة، وألح على المسيّرين تسوية هذا الأمر حتى لا يرهن هذا المشكل عمله كله الذي قام به إلى حد الآن، خاصة في تربص مدينة بني صاف، والذي ثمّنه كثيرا، ووصفه بالناجح بعدما وُفق في جر لاعبيه إلى العمل، وترك مشاكلهم جانبا حتى انقضاء هذا التربص على أمل قبض أموالهم. لكن زملاء بورزامة اصطدموا بتعنّت جباري الذي أجبرهم على العودة إلى احتجاجاتهم التي أتت أكلها هذه المرة، وتحصلوا على صكوك ضمان بمستحقاتهم أول أمس (الخميس)، لكنهم تذمروا مما تحصلوا عليه، وقالوا إنه لا يفي بالغرض، وإنه خيّب ظنهم في الإدارة التي وصفوها بالفاشلة وتمارس ”الحقرة”، وأنها تلاعبت بهم، وحمّلوها من الآن أي نتيجة سلبية قد تُسفر عنها مواجهة العلمة. أما المدرب عمر بلعطوي فعاد إلى تحفّظه بعدما كان عبّر عن ارتياحه من أن الساعات المتبقية عن لقاء اليوم، مكّنته من أخذ فكرة واضحة عن التشكيلة التي ستخوضه، والتي قد تضم، وبنسبة كبيرة، كلا من الحارس بلعربي، بورزامة، نساخ، بلعباس ومغربي الذي سيعوّض زميله بوتربيات بنسبة كبيرة، بعد إصابة هذا الأخير في اللقاء التطبيقي ليوم الأربعاء الماضي، وغياب عوامري المعاقَب.أما في خط الوسط فقد يقع اختياره على كل من العائد الإفريقي داغولو، الذي استجاب لطلب مدربه وعاد للتدرب مجددا مع فريقه بحسن نيّة عقب تلقّيه وعودا أكيدة بقبض جزء من أمواله، كوريبة، براجة وبوعيشة مكان عواد، الذي لم يتخلص بعد من آلامه التي اشتكى منها منذ تربص بني صاف. أما عن القاطرة الأمامية فتتشكل، على الأرجح، من قائدها الجديد الشاب فكيح منير، الذي أظهر في اللقاءين الأخيرين اللذين لعبهما، أنه يتمتع بحس تهديفي يحتاجه فريقه كثيرا، وهشام شريف الذي اجتهد كثيرا منذ معسكر بني صاف، حتى يتدارك تأخره من الجانب البدني. ويبقى بلعطوي منقبض القلب هو والأنصار الأوفياء؛ خشية فقدان اللاعبين تركيزهم بعد خرجة الإدارة، التي لم تسوّ كامل مستحقات اللاعبين، واستثنت خمسة منهم؛ ما تَسبب في فوضى كانت هي في غنى عنها، ليبقى الجميع يترقبون طلة زملاء بلعباس بعد زوال اليوم، والذي قال عنها هذا الأخير: ”لقاء لا يقبل القسمة على اثنين بالنظر إلى موقعنا في جدول الترتيب، لكن الظروف التي حضّرنا فيها لم تكن مواتية مائة في المائة، فالإدارة عوض أن تضعنا في ظروف جيدة أغضبتنا ب ”الحقرة” التي اعتمدتها في توزيع مستحقاتنا، فأغلبنا يدين بأجور عديدة، وتحصّلنا في نهاية المطاف على أجرة شهر واحد فقط؛ فهذه الخرجة تُحسب عليها”.وكانت الإدارة قد خرجت عن صمتها لتوضح بخصوص انتدابها للحارس السابق ناصر بن شيحة، حيث أوضحت بأنها حددت مهمته في مساعدة الحارس السابق أيضا وناس محمد، في تدريب حراس المرمى فقط، دون أن يتدخل في الأمور الفنية، التي تبقى من تخصص المدرب عمر بلعطوي دون غيره.