يحتضن سينماتيك العاصمة الأحد الرابع ماي، ابتداء من السابعة مساء العرض العالمي الأوّل لفيلم “لوبيا حمرا” للمخرجة ناريمان ماري بن عامر، بعد مشاركته في العديد من المهرجانات الدولية افتك من خلالها جوائز هامة. الفيلم من إنتاج جزائري فرنسي، يرصد فترة مهمة من تاريخ الثورة التحريرية المجيدة، حيث يسلّط الضوء على فترة نهاية عهد الاحتلال بالجزائر من خلال قصة مجموعة من الأطفال (ذكور وإناث) الجزائريين الذين ولدوا وعاشوا تحت ظلّ هذا الاستعمار البغيض، كانوا ينطلقون ويجرون بقرب شاطئ البحر تماما كما ينطلقون في البيوت والشوارع، إلى أن يكتشفوا الجيش الفرنسي فيقرّرون سرقته، لتشمل هذه السرقات الزيت والسكر والدقيق والشوكولاطة وغيرها، بل ويسرقون حتى أسيرا تعاطفا معه، علما أنّ عناصر الجيش تكون منشغلة باشتباك مع أعضاء في المنظمة السرية. للإشارة، أثار الفيلم جدلا واسعا عند عرضه في بعض المهرجانات الدولية، خاصة من حيث تصنيفه، فالبعض صنّفه كفيلم وثائقي مطوّل لأنه يروي سنوات الاستعمار، ويعتمد على شخصيات حقيقية، أمّا نقّاد آخرون فرأوا أنّ “لوبيا حمرا” اعتمد على التقنيات التجريبية المستعملة في سرد الروايات، مما يجعل الفيلم فيلما روائيا، زد على ذلك فإنّ الفيلم خيالي يحمل الكثير من الحقيقة التاريخية المتعلّقة بحرب التحرير، ناهيك عن وجود الصورة الجمالية والإيحائية، فالفيلم يبدأ وينتهي بنفس المشهد الخاص بالبحر الأبيض المتوسط الذي احتضن براءة هؤلاء الصغار المتمرّدين على واقعهم الصعب. حاز الفيلم على جائزة أحسن فيلم وثائقي في مهرجان كوبنهاغن الدولي للفيلم الوثائقي سنة 2013، وتحصّل على 3 جوائز في الدورة ال24 للمهرجان الدولي للسينما بمرسيليا “فيد” العام الماضي. للتذكير، فإنّ المخرجة من مواليد سنة 1969، وأنجزت أوّل فيلم لها سنة 2001 بعنوان “الإحصائي”، ونالت به جائزة “جان فيغو” بفرنسا سنة 2010، ويبقى فيلم “لوبيا حمرا” هو أول فيلم مطول لها.