كعادته، سطّر المعهد الفرنسي بالجزائر برنامجا ثقافيا متنوّعا طوال شهر ماي الجاري، ويتضمّن محاضرات ومعارض وحفلات موسيقية، ونشاطا خاصا بالأطفال. والبداية كانت أمس بمحاضرة للأستاذ جان لو أمسال بعنوان ”فرنسا في واجهة الإغراءات الجهوية”، تناول فيها مسألة الهوية بفرنسا؛ حيث فشلت مسألة الاعتراف الفعلي بتعدّد الثقافات والهويات في المجتمع نفسه، لتبقى إشكالية علاقة هوية الأغلبية بهوية الأقليات مسألة شائكة. المحاضرة الثانية للمعهد ينشّطها كلّ من جيرار ريو ومريم معاشي معيزة حول ”العمل الجزائري لفيرنان بويون”، الذي أنجز بالجزائر عدّة مشاريع سكنية ومدارس وقاعات للسينما وفنادق وأحياء جامعية على أكثر من مليوني متر مربع في الجزائر. وفي هذا السياق، تنظّم مريم معرضا للصور حول إنجازات هذا المهندس الفذ على أرض الشهداء."خمسة أوجه للتحرير الجزائري” هو عنوان محاضرة أخرى بالمعهد، يتناول فيها الأستاذ ميشال كال شخصيات من القرن العشرين، كانت لها علاقة وطيدة بالجزائر، وهي جيرمان تيليون وأندري ماندوز من فرنسا، وألفريد بيرانجي وشارل كوينغ وبيار كلافري من الأقدام السوداء. وفي جعبة المعهد محاضرتان أخريان للشهر الجاري، هما ”سفر الكلمات” لألان راي، والثانية ”أصول التوارق، آثار، تاريخ وأساطير” للأستاذة مليكة حشيد. ويتطرّق ألان راي لجملة من الكلمات العربية التي دخلت قارة أوروبا وأثرت لغاتها وقواميسها. أمّا حشيد فستتناول وبالتفصيل أصول ”التوارق، فرسان الصحراء”.وينظّم المعهد محاضرة مقترنة بورشة حول ”البانوراما العالمية الجديدة لاقتصاد الموضة”، من تنشيط جيلداس مانفييل؛ حيث سيتمّ التطرّق للمناطق الأكثر إنتاجا في فرنسا وكذا للممارسات الجديدة في عالم الاستهلاك ودور الأسواق الناشئة ونماذجها الجديدة للنمو. أمّا الورشة فهي حول استعمال الضوء في التقاط صور عن الموضة، من تنشيط دومينيك أمفونيسين. بالمقابل، يحتضن المعهد معرضا للفن التشكيلي للمين دكمان حول الفن التركيبي، بعنوان ”نعال الهواء”. وفي هذا يقول لمين إنه التقى في حياته أناسا اتّخذوا من المشي وسيلة للسفر والتعرّف على العالم، وإنه تعلّم منهم أنّ فن المشي يمكن أن يدفعنا إلى الآفاق، ويمنحنا أجنحة لكي نطير بها ونصل إلى مبتغانا”.وسيعرض المعهد مجموعة من الأفلام الحائزة على جوائز في طبعات مهرجان كان السينمائي، والبداية بفيلم ”الطفل الكبير” الفائز بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي سنة 2004. والفيلم من كوريا الجنوبية، وإخراج بارك شان ووك. كما سيعرض الفيلم الأمريكي ”الفيل”، الذي فاز بالسعفة الذهبية لكان عام 2003، للمخرج قاس فان سانت. وفيلم ”نصيب الملائكة” للمخرج كان لواك، الذي تحصّل على جائزة الحكّام لمهرجان كان 2012، وكذا فيلم ”باريس تكساس” الحائز على جائزة المهرجان لعام 1984. أمّا في مجال الحفلات الموسيقية، فينظّم المعهد عدة حفلات، الأولى للفرقة الصوتية ”بيكولو”، وحفل ثان مع الموسيقى الكلاسيكية بالنادي الثقافي ”عيسى مسعودي”، مع مجموعة ”الحرفيّون المجانين”، وهذا في إطار الطبعة الخامسة عشرة للمهرجان الثقافي الأوروبي، بينما يتعلّق الحفل الثالث بالموسيقى العالمية مع حجاز بقاعة ”ابن خلدون”. أما فيما يخصّ النشاط المتعلّق بشريحة الأطفال، فسيتم عرض كتاب ”طريقة الاتصال” من تقديم زهية، التي تُبرز للأطفال كيف يمكن التواصل مع الآخر ونقل المعلومة إليه. أمّا يزيد وفاطمة فسيقصّان عليهم قصصا من ”ألف ليلة وليلة” وقصة ”من ذهب بعيدا يعود بعدها”.