لم يفوت رئيس الجمهورية، مناسبة ذكرى أحداث 8 ماي 1945، ليذكّر بأمر بالغ الأهمية في هذه المرحلة بالذات التي تمر بها الجزائر، ألا وهو تضافر جهود الجميع سلطة ومعارضة من أجل بناء جزائر قوية وعصرية. فالظرف الدولي والإقليمي بالخصوص يستدعي الحرص أكثر من أي وقت مضى على الحفاظ على المصالح العليا للبلاد، ولن يتأتى ذلك في ظل الخلافات والأحقاد والتنافر بين الطرفين، بل بطيّ صفحة الأحقاد والخلافات، ووضع اليد في اليد مادام الأمر يتعلق بالجزائر. لا يمكن أن ننكر أن هناك اختلافات وتباينا في وجهات النظر والرؤى حول المشاريع المطروحة، سواء تعلقت بإصلاحات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وهي اختلافات قد تكون ذات فائدة للمجتمع إن طرحت ونوقشت في إطارها الديمقراطي الذي يفرض احترام الآخر. فالممارسة الديمقراطية تضمن ذلك إذا التزم الجميع بشروطها، لكن الخطر يكمن في تحول هذه الاختلافات إلى خلافات تكرّس التنافر وتغذّي الأحقاد التي لا تخدم المجتمع ولا المصالح العليا للوطن. وقد دعا رئيس الجمهورية، الجزائريين على اختلاف انتماءاتهم السياسية والحزبية إلى تجاوز كل الخلافات ووضعها جانبا من أجل تكريس التضامن والتعاون، والتعامل مع بعض لبناء الجزائر، وذلك اقتداء بأحداث 8 ماي 1945، التي كانت نموذجا لوحدة الكلمة عندما يتعلق الأمر بمصير أمة ووطن. إن التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجهها الجزائر اليوم، جرّاء ما يحدث في العالم وعلى حدودنا، تتطلب من الجميع وفق القواسم المشتركة ترك الأحقاد والخلافات جانبا، والتمسك بالمعارضة البنّاءة التي لا هدف لها سوى الحفاظ على المصالح العليا للبلاد، ودعم كل الجهود الخيّرة والإرادات الصادقة للذود عن هذا الوطن، والسير به إلى أرقى مراحل الازدهار، والغد المشرق وكسب رهان المستقبل.