ستنظم أول رحلة تجريبية بحرية بين ميناءي تمنفوست والمسمكة شهر جوان القادم، في إطار إطلاق مخطط النقل الحضري البحري بالعاصمة، والذي من شأنه تخفيف الضغط الكبير الذي يعرفه قطاع النقل البري بالولاية، وأمهل وزير النقل السيد عمار غول، مسؤولي الملاحة البحرية أسبوعا كاملا لتسليم الملف المتعلق بالتحضيرات وإجراءات اقتناء سفن النقل الحضري، التي سيتم اعتمادها في هذا المخطط الذي يعد من بين أهم التوصيات التي تم الإلحاح عليها خلال جلسات النقل المنعقدة نهاية العام الماضي. وفي لقائه أمس، مع إطارات مؤسسة ميناء الجزائر، ألح الوزير على ضرورة التعجيل بإطلاق مخطط النقل البحري الحضري بولاية الجزائر، مشيرا إلى أن كل الوسائل المادية متوفرة وهو ما يترجم استعداد الحكومة الكامل للتكفل بالمشروع الذي ينتظره جميع الجزائريين للتخفيف من الاختناق المروري داخل المدن والطرق السريعة، مما أدى إلى إرهاق المواطن، وحدد الوزير منتصف شهر جوان القادم، لإطلاق أول رحلة تجريبية بين ميناء تمنفوست والمسمكة. وحسب الوزير فقد تم منح كل الاعتمادات الضرورية للعملية، كما تم ضبط وتحديد الإمكانيات والوسائل المادية والبشرية اللازمة لإطلاق أول رحلة بحرية لنقل المسافرين قبل توسيعها إلى رحلات لنقل البضائع والمركبات، ومستقبلا سيتم تسطير رحلات ذات بعد سياحي وترفيهي، وأعطيت لمصالح الميناء مهلة أسبوع لتسليم الملف للوزارة، ومنه الوزارة الأولى للمصادقة على المخطط الجديد للنقل الحضري البحري والبدء فيه بشكل تجريبي. وخلال جولة قادته أمس، إلى عدد من مؤسسات قطاع النقل بالعاصمة، قام السيد عمار غول، بتفقد مدى تطبيق الإجراءات المتعلقة بالتحضير لموسم الاصطياف 2014، والذي تشرف عليه لجنة وطنية خاصة قامت بدراسة الوضع الحالي، وسطرت إجراءات جديدة سيتم اتخاذها قبل موسم الاصطياف الذي سينطلق في 5 جوان القادم، في خطوة لتسهيل الإجراءات على الوافدين من الخارج وحتى الخارجين منهم، وحسب الوزير فإن هذا الموسم سيعرف بعض الخصوصية والاستثناء من جميع النواحي خاصة بالنسبة لأفراد جاليتنا بالخارج. وتطبيقا لجملة الوعود التي قطعها الوزير الأول، خلال زيارته الأخيرة إلى مرسيليا، ونزولا عند الطلبات الملحة للعائلات المغتربة تم اتخاذ إجراءات استعجالية فيما يخص التسعيرة المطبّقة بالنسبة للنقل البحري الذي سيعرف تخفيضا بنسبة 50 بالمائة خلال شهر رمضان، كذلك بالنسبة للنقل الجوي الذي تجري حاليا عملية دراسة كافة العروض الموجهة لجميع الشرائح والفئات سواء خلال شهر رمضان أو بعده، تضاف إليها عملية فتح خطوط نقل جوية جديدة نحو فرنسا وإيطاليا وإسبانيا. وبمطار هواري بومدين وتحديدا عند برج المراقبة، استمع الوزير مطولا إلى انشغالات العاملين به، واطّلع على ظروف العمل التي لا تتماشى والمعايير المتعامل بها دوليا، ولتكييفها وفق ما هو متعامل به أعطى الوزير، أوامر مستعجلة بتوسيع وتكثيف البرنامج الخاص برسكلة وتكوين التقنيين، كما وقف السيد غول، عند المجسّم الخاص بإنشاء محطة جوية جديدة بطاقة استيعاب تقدر بعشرة ملايين مسافر سنويا لتوسيع مطار الجزائر الدولي لتصل طاقته إلى 16 مليون مسافر، للعلم تبلغ الطاقة الحالية لمطارالجزائر "الجزائر الدولي هواري بومدين الذي دخل الخدمة في 2006، ستة ملايين مسافر سنويا. وأعطى الوزير تعليمات للتعجيل باستكمال كافة الإجراءات لإطلاق أشغال هذا المشروع المتوقع استلامه في 2018. علما أن تصميم مطار الجزائر الدولي الجديد أسند في نوفمبر 2012، إلى مجمع مكتب دراسات جزائري-إنجليزي-إسباني بمبلغ 4 ملايين أورو، فيما حددت مهلة إنجاز الدراسة ب11 شهرا، وتقدر تكلفة إنجاز مطار العاصمة الجديد ب330 مليون أورو، وسيتربع على مساحة قدرها 65 هكتارا لتقع بين المحطة الدولية الحالية والقاعة الشرفية الجديدة للمطار، وستدعم المحطة الجديدة بستة أروقة مغطاة للربط المباشر بين قاعات الانتظار، وكذا بمدرجات يبلغ طولها 3.660 متر وعرضها 45 مترا مما يمكنها من استقبال طائرات من الإيرباص طراز أ380. وبالمطار دائما طالب الوزير، القائمين على هذه المؤسسة بضرورة تهيئة كل الظروف الخاصة بالاستقبال والخدمات، التكييف، النظافة واحترام المواعيد، وهي العناصر التي من شأنها أن تدعم مساعي الحكومة، الرامية إلى تحسين الخدمة العمومية، وفي هذا السياق ثمّن السيد عمار غول، الإجراء الأخير الذي قامت به المديرية العامة للأمن الوطني، والمتعلق بإلغاء "بطاقة الشرطة" والذي كان له الأثر الواضح بالمطار وحتى بالميناء، حيث تراجعت وبشكل واضح الطوابير الطويلة للمسافرين.