كشف الوزير المنتدب المكلف بالجالية الوطنية المقيمة في المهجر السيد حليم بن عطاء الله، أمس، عن تخفيض مدة انتظار المسافرين بميناء الجزائر من 8 ساعات إلى 3 ساعات ونصف، بعد اعتماد مجموعة من التدابير الجديدة المتعلقة بفتح مكاتب جديدة لشرطة الحدود والجمارك لتسهيل كل المعاملات. وبغرض التكفل بالمسافرين المعطلين، منذ أول أمس، بمطار الجزائر الدولي بسبب إضراب عمال شركة الخطوط الجوية الجزائرية، أعلن الوزير عن تكفل الشركة الجزائرية للنقل البحري بالمسافرين، حيث تم نقل أكثر من 40 منهم عبر باخرة طارق بن زياد في رحلة العودة إلى مارسيليا. وخلال الجولة التفقدية التي قادت ممثل الحكومة إلى ميناء الجزائر صبيحة أمس، للوقوف على ظروف استقبال أبناء الجالية الجزائرية المقيمة في المهجر بعد وصول باخرة طارق بن زياد، تقرب الوزير من المسافرين للاستماع لانشغالاتهم التي كانت تصب في مجملها حول ارتفاع سعر التذاكر التي بلغت 700 اورو للكرسي الواحد و1800 لعائلة من ثلاثة أشخاص زائد السيارة، وبعين المكان أوضح الوزير أنه يعترف ضمنيا بارتفاع أسعار التذاكر بسبب العوائق التي تعرفها شركة النقل البحري للمسافرين التي لا تنشط اليوم إلا بثلاث بواخر وتلجأ إلى تأجير البواخر خلال موسم الصيف، بالإضافة إلى الديون المتراكمة عليها والتي زادت عن 14 مليار دج، منها 5 ملايير دج تخص ديون الاستثمار، وهو ما حال دون تخفيض أسعار التذاكر، علما أن الشركة مطالبة ابتداء من سنة 2013 بتسديد 2 مليار دج، بالإضافة إلى هذه المعوقات يبقي سعر الوقود مرتفعا جدا حيث يتم احتساب الطن ب54 ألف دج، ويتوقع الوزير أن تقوم المؤسسة في الأشهر القادمة برفع طلب لدى مجلس الحكومة للمطالبة بدعم من الدولة للنهوض بنشاط الشركة التي تضم اليوم 5 بواخر اثنتان منها متوقفتان عن النشاط. وردا على انشغالات عدد من المسافرين ممن قارنوا الأسعار الجزائرية بالمغربية والتونسية أكد الوزير أن الأسعار المغربية مرتفعة هي الأخرى حيث يتم احتساب سعر جلب سيارة وشخص واحد ب1170 اورو. وبخصوص التعليمات التي وجهها الوزير لمسؤولي شرطة الحدود خلال الزيارة السابقة للميناء منذ أكثر من شهر، كشف مسؤول المصلحة عن انجاز ثلاثة مكاتب خلال 24 يوما، تضم 15 شباكا، ويتم حاليا الرفع من الطاقة الكهربائية لتشغيل أجهزة الإعلام الآلي والمكيفات الهوائية داخل المكاتب التي ساهمت بشكل كبير في خفض المدة التي كان يقضيها المسافرون خلال إتمام معاملات شرطة الحدود. من جهتها تقوم مصالح الجمارك بإنجاز أربعة مكاتب جديدة بالإضافة إلى موزع آلي للنقود تابع لبنك القرض الشعبي الوطني. وقد حرص السيد حليم بن عطاالله على الوقوف شخصيا على الوقت القياسي الذي حققته مصالح كل من شرطة الحدود والميناء والجمارك للتخفيض من مدة الانتظار التي انتقلت من 8 ساعات في العام الفارط إلى 3ساعات ونصف، وأشار ممثل الحكومة إلى أن مصالحه تسعى جاهدة لتحسين ظروف استقبال أبناء الجالية، حيث أكد السيد بن عطاء الله على توزيع قبعات والمياه الباردة على المسافرين مع تخصيص 6 دورات للمياه في انتظار فتح حنفيات عمومية، مشددا على مصالح الجمارك الإسراع في فتح المكاتب الجديدة. من جهتهم أعرب المسافرون الذين زاد عددهم عن 1007 و308 سيارة عن استسحانهم لظروف الاستقبال وإجراءات المرافقة من طرف أعوان شرطة الحدود ومصالح الجمارك التي تسهر منذ بداية موسم الاصطياف على التقرب من المسافرين من خلال الإعداد لعمليات الجمركة الأولية بالباخرة قبل أن تتم كل الإجراءات خلال عملية الإنزال، في حين يبقى الانشغال المطروح هو توفر الميناء على جهاز سكانير واحد ورصيف واحد للمسافرين، وهو الانشغال الذي سيتم حله حسب مسؤول الميناء الذي أكد ل''المساء'' أن عملية التوسيع وصيانة رصيف المسافرين ستنطلق شهر سبتمبر على أكثر تقدير بعد التعاقد بصيغة التنازل بالتراضي مع مجموعة من المؤسسات الوطنية في مجال الأشغال العمومية بغرض فتح رصيف ثان للمسافرين وتهيئة عدد من البنايات الشاغرة المقابلة لتوسيع قاعة الاستقبال. شركة النقل البحري للمسافرين تتكفل بمسافري ''الجزائرية'' وعن عملية التكفل بالمسافرين المحتجزين بالمطار الدولي هواري بومدين بسبب إضراب عمال الخطوط الجوية الجزائرية، أشار الوزير إلى اتصالات حثيثة مع مصالح وزارة النقل بغرض تحسين توجيه المسافرين وإعلامهم. وعن التكفل بهم أشارت ممثلة الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين السيدة حموتان عن اتصالات ما بين المؤسسة ونظيرتها ''الجزائرية'' للتكفل بالمسافرين، حيث تقرر لغاية اللحظة استقبال أكثر من 40 مسافرا لنقلهم عبر باخرة طارق ابن زياد خلال رحلة العودة المقررة مساء أمس، وبخصوص المعاملات وإمكانية دفع أقساط إضافية بخصوص التذاكر، أكدت المتحدث أنه لم يتم التوصل بعد إلى صيغة ومن المتوقع أن تدفع ''الجزائرية'' الفارق في تكاليف التذاكر وبخصوص التكفل بعملية نقل المسافرين من المطار إلى الميناء أكدت المتحدثة أن ذلك مرتبط بالاتفاق الذي سيبرم بين المؤسستين، مشيرة إلى أن باخرة ''طارق بن زياد'' في خدمة المسافرين الراغبين في العودة إلى مارسيليا هروبا من الضغط الذي يعرفه المطار خاصة بالنسبة لأبناء الجالية المرتبطين بمواعيد عمل محددة.