أخيرا اتخذت وزارة الداخلية، القرار الصائب لإزاحة كابوس كبير كان حاثما على صدور المواطنين الذين تسحب منهم رخص السياقة خارج ولاية إقامتهم، حيث كان المواطن إذا زار تمنراست مثلا وارتكب فيها مخالفة سير وسحبت منه رخصة السياقة، يجد نفسه مجبرا على تحمّل مشقة السفر ثانية للمثول أمام لجنة سحب الرخص بنفس الولاية! وكم كان المواطنون يشتكون من هذا المشكل دون أن يجدوا آذانا صاغية تخفّف عنهم عناء السفر ومشقته، وكذا المصاريف الإضافية، واليوم، تفطنت وزارة الداخلية لهذا الخلل وقررت رفع هذا الغبن عن المواطن، بحيث أينما تسحب منه رخصة السياقة فإنه لن يمثل إلا أمام اللجنة المعنية بالولاية التي يقيم فيها، ابتداء من يوم الأحد القادم. ويندرج هذا القرار في إطار الإجراءات الرامية إلى تحسين الخدمات وتقريب الإدارة من المواطن، حيث سبق هذا القرار، قرارات أخرى وفي مقدمتها سحب النسخة الأصلية لشهادة الميلاد من أي بلدية دون التنقل إلى البلدية مسقط الرأس. إنّ مثل هذه القرارات من شأنها أن تستعيد ثقة المواطن في إدارته، من خلال تخفيف الإجراءات الإدارية كخطوة نحو القضاء على البيروقراطية وما يترتب عنها من آفات اجتماعية وفي مقدمتها الرشوة والفساد.