اندلعت أزمة دبلوماسية مفاجئة بين الأردنوسوريا، بشكل متسارع بلغت حد القطيعة النهائية عندما قرر البلدان طرد سفيريهما في إطار التعامل بالمثل. وأعلنت السلطات السورية أمس، أنها ستطرد المكلف بالأعمال الأردني ردا على قرار نظيرتها الأردنية طرد السفير السوري من عمان. وجاء القرار السوري مباشرة بعد إعلان عمان أمس، أنها منحت السفير السوري بهجت سليمان مهلة 24 ساعة لمغادرة الأراضي الأردنية بسبب "إهاناته المتكررة" ضد المملكة الهاشمية. وقالت صباح الرفعي، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأردنية أن "هذه الأخيرة وبأمر من الوزير ناصر جوده قدمت للسفير السوري مذكرة بقرار الحكومة الأردنية باعتباره شخصية غير مرغوب فيها، وطالبته بمغادرة البلاد في اقل من 24 ساعة. وبررت المسؤولة الأردنية قرار الطرد بما وصفتها ب "الاهانات المتكررة من قبل الدبلوماسي السوري، وتصريحاته العدائية إزاء المملكة وقادتها ورموزها ومواطنيها التي كان يدلي بها خلال لقاءاته الشخصية وكتاباته التي كان ينشرها في مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي". وتأسفت الناطقة باسم الخارجية الأردنية كون الدبلوماسي السوري لم يستمع للتحذيرات المتكررة للسلطات الأردنية التي طالبته بعدم الإخلال بمبادئ الضيافة الأردنية. ونفت السلطات السورية التهم الموجهة لسفيرها، وأكدت أن طرده جاء من خلال قرار مفاجئ وغير مبرر وهو ما جعلها تعتبر القائم بالأعمال الأردني هو الآخر شخصية غير مرغوب فيها في دمشق. يذكر أن الأردن كان أعلن شهر جوان 2013، أنه وجه آخر إنذار للسفير السوري وهددت بإعلانه شخصية غير مرغوب فيها في حال واصل تصريحاته المسيئة. وكان وزير الخارجية الأردني، اعتبر أن السفير سليمان، انتهك كل المبادئ الدبلوماسية من خلال تصرفاته وتصريحاته ضد الأردن. وذكر من بينها تلك التي أدان من خلالها المشاركين في اجتماع لمجموعة "أصدقاء سوريا" المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد، والداعمة للمعارضة المسلحة كانت احتضنته عمان شهر ماي 2013. ووصف السفير السوري آنذاك كل المشاركين بأنهم "أعداء سوريا أو أصدقاء إسرائيل". ويعد الأردن الذي يؤوي قرابة 600 ألف لاجئ سوري عضو في مجموعة أصدقاء سوريا التي تضم دولا غربية وأخرى خليجية مناهضة لنظام الأسد، لكن سلطاته كانت تؤكد دائما أنها تريد الحفاظ على نفس المسافة بين الطرفين المتصارعين في سوريا.