في مبادرة تعد الأولى من نوعها، وباقتراح من وكالة التوعية والاتصال ”أوليس”، تم تخصيص فضاء للأطفال في الصالون الوطني للمرأة الحرفية، لتعريفهم رفقة ذويهم بالمقصود من الحرفة التقليدية وأهميتها كموروث يعكس أصالة المجتمع الجزائري، وعرفت التظاهرة توافد عدد كبير من الأطفال للمشاركة في مختلف الورشات التي نظمت بالمناسبة والاطلاع على الكتاب الذي أُعد حول الحرف التقليدية وحمل اسم ”الحرفي الصغير” في طبعته الصفر. التعريف بالتراث الوطني والتوعية بأهمية الحفاظ عليه لدى فئة مهمة في المجتمع، وهي شريحة الأطفال، كان المبدأ الذي تبنته وكالة الاتصال ”أوليس” لدى مشاركتها في صالون الحرف، تقول نجاة بلعباس ممثلة الوكالة: ”في كل مرة يتم تنظيم معارض وطنية أو دولية حول الصناعة التقليدية لا يعطى فيها اهتمام للطفل، رغم أهمية أن يفهم ويعرف ما المقصود من الحرف التقليدية، وفيما تتمثل أهمية الحفاظ عليها، لذا اقترحنا على الجهات المعنية أن نقوم بإعداد كتاب حول الصناعة التقليدية يأخذ شكل القصة، يتم توزيعه عبر كل الولايات التي تحتضن فعاليات الصناعة التقليدية، حتى تعم الفائدة ويستفيد منه كل الأطفال، وانطلاقا من القصة ارتأينا تخصيص فضاء للأطفال في صالون الحرف، لأن المعروف أن زوار الصالونات والمعارض على اختلاف مضمونها يصطحبون أبناءهم، وحتى لا يشعرون بالملل من منطلق أنهم لا يستوعبون المقصود من المعرض وما يحويه من معروضات موجهة طبعا للبالغين، قمنا بتخصيص فضاء يستجيب لتطلعاتهم، ومنه تحقيق غايتنا التي تعمل على إكسابهم ثقافة عامة حول ماهية الحرف التقليدية المحلية. ولعل أهم ما ميز الجناح الذي خصص للأطفال وحمل اسم (الحرفي الصغير)، كثرة الأنشطة الترفيهية التي يحبها الأطفال وجاءت في شكل ورشات حية، منها ورشة الرسم والتلوين، وكان موضوعها حرفة تقليدية وورشة الأقصوصة، حيث تقوم الحكواتية بسرد قصص تصب دائما في موضوع الحرف وورشة الفخار التي يتعلم فيها الأطفال رفقة الحرفية فارس حورية كيفية صناعة بعض الأواني الفخارية خطوة بخطوة، وهو ما يفسر إقبال هذه الشريحة الكبير عليها”، وتقول محدثتنا: ”من منطلق أن طفل اليوم هو رجل المستقبل، وحتى تكون المنفعة ملموسة ومحسوسة، رغبنا في جمع الحرف التقليدية في قصة صغيرة ممولة من غرفة الصناعات التقليدية لولاية الجزائر، تتناول بالتفصيل في قالب خطابي بسيط زينته رسومات شخصيات عربية، كيفية صناعة بعض الحرف التقليدية خطوة بخطوة، إذ خصصنا الطبعة صفر للحديث عن الفخار بصفة عامة حتى يتمكن الطفل من استيعاب ما يقرأ، فيما تأتي الطبعات الأخرى للكشف عما تزخر به الجزائر من تنوع وثراء كصناعة الحلي، نسج الزرابي وحياكة البرنوس”. إدراج الصناعات التقليدية في قصة صغيرة موجهة للأطفال، من شأنه أن تربط الطفل بالمقروئية ويمكنه من اكتشاف ما يزخر به وطنه من صناعات تقليدية بطريقة مبسطة، وحتى لا تكون المبادرة موسمية تقول محدثتنا: ”قررنا المشاركة في مختلف المعارض الخاصة بالصناعات التقليدية المزمع تنظيمها على مدار السنة عبر كامل التراب الوطني، ففي الأيام المقبلة، يجري تنظيم معرض خاص بالصناعة التقليدية حول الفخار بولاية القليعة، وآخر بولاية البويرة خاص بالحلي الفضية، وعن طريق هذه المعارض نتمكن من ربط الطفل بكل ما له علاقة بالتراث والتقاليد”. ولقيت مبادرة الحرفي الصغير ترحيبا كبيرا من قبل زوار الصالون الذين وصفوا الجناح المخصص لهذه الشريحة بالمميز وأثنوا على فكرة تعريف الأطفال بالصناعة التقليدية بطريقة مبسطة عن طريق كتيب أخذ شكل الأقصوصة.