شكل الصالون الدولي السادس عشر للصناعة التقليدية الذي اختتمت فعالياته مؤخرا بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، فضاء لترويج وتسويق منتجات الصناعة التقليدية المحلية، وفرصة لتبادل التجارب والخبرات بين الحرفيين الجزائريين بشهادة الكثير منهم. كما شكل من جهة أخرى فرصة لجمهور المواطنين للتعرف عن قرب على الحرفي وعلى حرفته والوقوف على ابتكارات وإبداعات الحرفين، خاصة وأن مثل هذه الصالونات تتيح فرصة اِلتقاء بين الصانع والزبون. ''التعريف بتقاليدنا'' هو الشعار المختار هذه السنة لصالونات الصناعة التقليدية التي حملت خلال المعارض الجهوية المقامة عبر كامل التراب الوطني طيلة نوفمبر المنصرم، هدف الحفاظ على التراث الحرفي والعمل على استمراريته باعتباره جزء من هويتنا الوطنية، إلى جانب التعريف والترويج بمختلف الحرف التقليدية، وكذا تحفيز وتشجيع الحرفيين على بذل المزيد من الجهود في مجال الابتكار والإبداع. والملاحظ خلال زيارة ''المساء'' للصالون اِستقطابه لعدد كبير من الزوار بمختلف مهنهم وشرائحهم وفئاتهم العمرية، والذين يعربون في كل زيارة عن سعادتهم ورضاهم تجاه مثل هذه المعارض التي تعنى بجانب هام من الهوية الوطنية الأصيلة، ومنها الحرفة اليدوية التقليدية. اختلاف يغذي فضول الزوار وبصالون الصناعة التقليدية، تحاورت ''المساء'' مع عدد من المواطنين الذين قدموا من مختلف جهات الوطن، سألتهم عن الهدف من زيارتهم للمعرض فكان أن أجابنا شاب كان يتجول رفقة صديق له بقوله أنه يزور الصالون لكونه حرفي في الفخار ولكنه لم يسجل نفسه بعد بالغرفة الجهوية للصناعة التقليدية بولاية إقامته البليدة، وأضاف أن الفضول دفعه لزيارة الصالون بهدف الاطلاع على جديد الحرف خاصة صناعة الفخار، بهدف تبادل الخبرات مع غيره من الحرفين بغرض تطوير نفسه وحرفته. وقالت مواطنتان أنهما مواظبتان على زيارة مختلف المعارض التي تقام بالعاصمة بين الفترة والأخرى، وقد رحبتا كثيرا بفكرة الجمع بين الخدمات في معرض واحد أي التنويع بين ديكور المنازل من مفارش وزرابي تقليدية وتحف مصنوعة بإتقان سواء من الخزف أو الزجاج أو حتى الخشب، إلى الملابس التقليدية التي أدخل بعض حرفييها لمسات عصرية أضفت عليها مزيدا من الجمال والأناقة. وأردفتا بأن زيارة صالون مماثل يمكنهما من الاطلاع على جديد كل حرفة بزيارة واحدة قد تدوم عدة ساعات لمكان واحد.. ولمست ''المساء'' شغفا لدى النساء على وجه الخصوص للوقوف على حرف لطالما مارستها الجدات في الخفاء على غرار الطرز والنسيج وصناعة البرانيس وكذا الخياطة التي تشهد من جهتها ابتكارات جميلة، إلى جانب صناعة الحلويات والحلي التقليدية وغيرها.. واتضح من حديث بعضهن لنا أن الهدف من زيارتهن للصالون كان بغرض الاطلاع على ابتكارات الحرفيات على وجه الخصوص أو لتبادل الأفكار على اعتبار أن من الزائرين كذلك حرفيون ومبدعون قصدوا المكان للزيارة ولمآرب أخرى...