ووري جثمان الراحلة نورة، التي وافتها المنية الأحد الماضي إثر مرض عضال عن عمر يناهز 72 عاما، الثرى يوم الخميس بمقبرة سيدي يحيى بأعالي العاصمة، بحضور جمع كبير من فنانين وعائلة وأصدقاء ومحبي الفقيدة.وكان جثمان الفنانة الراحلة، السيدة نورة، سجي بالعلم الوطني بقصر الثقافة مفدي زكريا، أول أمس، لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، حيث ودعها جمهورها ورفقاء دربها الذين استحضروا ذكرياتها الجميلة التي تبقى معهم بعد الرحيل. وضع النعش بوسط القاعة الشرفية للقصر، حيث توافدت عليه جموع المودعين الذين ألقوا عليه النظرة الأخيرة وكان يبدو عليهم الأسى والتأثر وخانت بعضهم العبرات وهم يترحمون عليها. في مقدمة مستقبلي الجثمان كان زوج الراحلة، الأستاذ كمال حمادي، وابناه: السيدة ماجدة والسيد جمال، وكذا وزيرة الثقافة السيدة نادية لعبيدي الذين تلقوا تعازي الحاضرين. وحضر التشييع كوكبة من الفنانين خاصة الذين عرفوا الراحلة عن قرب، منهم السيدة ثريا وآكلي يحياتن وسلوى والعماري وزهير عبد اللطيف، إضافة إلى أسماء ثقيلة على الساحة الفنية الجزائرية وعلى رأسها الفنان الكبير لونيس آيت منقلات والسيدة نرجس وغيرهما. تقدم السيد رابح حمدي، المفتش العام لوزارة الثقافة، لإلقاء الكلمة التأبينية التي من ضمن ما جاء فيها قيمة الانجازات الفنية التي حققتها الراحلة نورة والتي خلدتها في قلوب محبيها، مضيفا ”أننا نشيع نورة بالدموع بعدما خلفت إرثا فنيا لا يستهان به، وإنه لموقف جلل تعجز عنه الكلمات ورحيلها هو خسارة لذاكرتنا الفنية فهي شمعة أضاءت دروب الفن الجميل”. وميزت القاعة الشرفية تلاوات من الذكر الحكيم، وبالمقابل كانت الكلمات تخرج رغما عن أصحابها وهم يستحضرون ذكرياتهم مع هذه القامة الفنية، كان الجميع يشهد لها بالأخلاق والتواضع قبل الشهادة لها بالتمكن الفني الذي كسبت به قلوب آلاف المحبين بالمغرب الكبير، وبديار الهجرة، والتي طرب لصوتها الوطن العربي وصفق لها الجمهور الغربي في أوروبا وأمريكا. ورغم كل ما حققته لم يصبها الغرور بل زادها كل ذلك قربا من جمهورها وحبا لوطنها الذي تمسكت في كل مشوارها بأصالته. وتحدث الحضور أيضا عن نورة الزوجة والأم التي تفيض حنانا، بعضهم أشار إلى أنها تعرضت لوعكة صحية، وفي زيارتها الأخيرة للجزائر عبرت عن ارتياحها لجو بلدها العليل فأوصت بأن تدفن في بلدها وبمقبرة سيدي يحيى وراحت وكأنها تخطط لمراسم جنازتها.وقد استمر التوافد منذ الصباح وحتى نقل الجثمان بعد منتصف النهار بقليل في اتجاه مقبرة سيدي يحيى حيث ووري التراب. ما لاحظته ”المساء” هو التوافد الكبير للمواطنين كان أغلبهم يتجاوز الستين وهم من عشاق الراحلة التي لم ينسوها وأرادوا توديعها بأنفسهم كتحية أخيرة، كذلك الحال مع الفنانين فأغلبهم من جيل نورة أو من جيل أواخر السبعينيات بينما كاد الغياب يسجل بالنسبة لفناني اليوم.