ودعت الجزائر، السبت، ابنتها البارة ووردتها العبقة التي كرست حياتها للفن ولإعلاء اسم الجزائر عاليا بعد ان رسمت لنفسها مكانة في العالم العربي تجاوزت في العديد من الأحيان مكانة الرؤساء والأمراء في العالم العربي، على غرار عمالقة الفن والطرب في العالم العربي الذي زلزلوا عرش الساحة الفنية العربية برحيلهم. في جو مهيب، ميزه الحزن والأسى على فقدان أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية، التي توفيت يوم الخميس اثر اصابتها بسكتة قلبية بشقتها، وسط حضور كبير، تتقدمهم وزيرة الثقافة خليدة تومي، مدير عام الديوان الوطني للثقافة والاعلام لخضر بن تركي، وزير الاتصال ناصر مهل، مستشار الملك المغربي محمد السادس، وهي البلد الوحيد الذي أوفد ممثلا لتقديم واجب العزاء للجزائر إلى جانب وفد السفارة الفلسطينية في الجزائر، المدير الأسبق لمؤسسة التلفزيون والسفير الجزائري في رومانيا الاعلامي حمراوي حبيب شوقي إلى جانب الأسرة الفنية الجزائرية والطبقة المثقفة يتقدمها وزير الاتصال السابق عز الدين ميهوبي، أمين الزاوي، محي الدين عميمور، سليمان بخليلي، الفنانة فلة الجزائرية، نعيمة عبابسة، زكية محمد، السيدة فريدة صابونجي، السيدة سلوى، وجموع غفيرة من الفنانين والفنانات الذين تأسفوا لفقدانها، كما لم يغب اصدقاء وأحباب الفنانة الراحلة الذين قدموا من باريس وعدد من الدول لإلقاء النظرة الأخيرة عليها وحضور جنازتها بمقبرة العالية إلى جانب الأسرة الاعلامية الوطنية وممثلي الصحف والتلفزيونات الأجنبية في بلادنا . المصريون الغائب الأكبر عن الجنازة كان الفنانون المصريون الغائب الأكبر عن جنازة أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية التي أقامت على مدار مسيرتها الفنية الحافلة بمصر، رغم ان الراحلة ومن شدة حبها لمصر واعتبارها دائما ان مصر وطنها مثل الجزائر بلدها، ورغم انه كانت تربطها علاقات وطيدة بالعديد من الفنانين المصريين على غرار نبيلة عبيد، فيفي عبدة وغيرهن، إلا أننا لم نلمح أحدا لدى استقبالنا لجثمانها الأول بمطار هواري بومدين الدولي، الأمر الذي أثار حفيظة الفنانين الجزائريين، فيما اكتفت السفارة المصرية بإيفاد القائم بالأعمال في السفارة المصرية بالجزائر، الذي ألقى كلمة قدم فيها العزاء للجزائريين رئيسا وشعبا بفقدان إحدى أيقونات الفن في العالم العربي، وكان الفنان الإماراتي حسين الجسمي، الفنان العربي الوحيد الذي حضر مراسيم جنازة الفنانة الراحلة، وسجل موقفا نبيلا بين بقية الفنانين العرب الذين تأخروا عن حضور جنازتها رغم انها كانت سندا لهم في طريقهم نحو الشهرة والنجومية. "الله أكبر، الله أكبر الله أكبر" على وردة الكرامة مئات العائلات الجزائرية التي لم تفوت فرصة الحضور إلى قصر الثقافة بحي العناصر بالقبة من اجل القاء النظرة الأخيرة على "الوردة" التي شرفتهم وتألقت في الغناء لأفراحهم وأعيادهم الوطنية طيلة عقود من الزمن، فأكرموها بالزغاريد خلال القاء النظرة الأخيرة على جثمانها، حيث كانت تتعالى بين الحينة والأخرى، كما تعالت اصوات بكاء محبيها وعويلهم طيلة مكوثهم في قصر الثقافة وزادت حدته لدى قدوم رجال الحماية المدنية الذين تولوا مهمة إخراج جثمانها لنقله إلى مقبرة العالية، اين ووري الثرى، لدرجة ان رجال الأمن وجدوا صعوبة في احتواء الوضع امام مسيرة ترجلت من قصر الثقافة إلى غاية الطريق الرئيسي، حيث كانوا يهتفون بحياة الفنانة الراحلة مرة، وينشدون الأناشيد الوطنية مرة اخرى إلى جانب أدائهم لأغنية "أدعوك يا أملي" التي أدتها وردة الجزائرية سنة 1972 بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال بطلب من الرئيس الراحل هواري بومدين. اطفال ونساء ورجال امام مدخل القاعة الشرفية بمطار هواري بومدين صادف تواجدنا بمطار هواري بومدين ليلة أمس الأول، لدى إنزال جثمان الفنانة الراحلة تواجد عدد معتبر من النساء والرجال من جمهور "الأميرة الراحلة" الذين مكثوا إلى ساعات متأخرة من ليلة الجمعة امام مدخل الباب الخلفي للقاعة الشرفية، الذين أصروا، أملا في الظفر بفرصة للدخول والتمكن من مشاهدة جثمانها، وحتى الأطفال لم يفوتوا الموعد، حيث حضروا حاملين الورد رغم انهم لا يعرفون منها سوى اسمها. ابنتها في غيبوبة ومرافقتها في حالة يرثى لها لاحظنا امس غياب وداد ابنة الفنانة الراحلة وردة الجزائرية عن مراسيم القاء النظرة الأخيرة على جثمان والدتها، ليقتصر الحضور على ابنها رياض وزوجته اللبنانية الأصل، وابن اختها وبعض افراد عائلتها، استفسرنا عن الأمر، غير ان احدى أعز صديقاتها اخبرتنا ان ابنتها وداد لم تتحمل الفاجعة، رغم خلافاتها مع والدتها سابقا، دخلت في غيبوبة، وهو الأمر الذي حال دون تمكنها من مرافقة جثمانها الى قصر الثقافة، نفس الشيء حدث مع مرافقتها "نجاة" التي رافقت جثمان الفنانة، لدرجة انها لزمت الفراش منذ قدومها إلى الجزائر. سخط على الشاب خالد ومامي ومحمد لمين أبدى العديد من الفنانات والفنانين استياءهم وتذمرهم من غياب بعض الفنانين الجزائريين عن مراسيم جنازة الفنانة الراحلة، وتساءلت الممثلة فريدة كريم عن سبب غياب الشاب خالد والشاب مامي وكذا محمد لمين عن الجنازة، منتقدة غيابهم بدون حجة.