كشفت رئيسة الجمعية الوطنية لتحسيس المجتمع حول التبرع ونقل الأعضاء "بيلوبا"، المختصة حميدة شايمي، أن 50 بالمائة من الجزائريين ليسوا ضد التبرع بالأعضاء وهم مستعدون لذلك في أي وقت، مضيفة أن هؤلاء أبدوا موافقتهم على التبرع بأعضائهم بعد وفاتهم. وأوضحت المختصة في أمراض الكلى، خلال نزولها أمس، رفقة عدد من المختصين ضيفة على فوروم يومية "المجاهد"، أنها تحصلت على هذه المعطيات انطلاقا من نتائج تحقيق ميداني قامت به الجمعية، والذي أظهر كذلك أن الجزائريين ليسوا ضد التبرع كما يشاع عنهم. وحسب المتدخلة فإن التبرع بالأعضاء في المجتمع الجزائري لا يزال محتشما، وهو بعيد كل البعد عما تحقق في العديد من الدول، وعن توصيات المنظمة العالمية للصحة، وهو ما يعقّد وضعية العديد من المرضى ويرهن مصيرهم. وذكرت المتحدثة على سبيل المثال المرضى الذين يعانون من القصور الكلوي المسجلون في قائمة الانتظار للحصول على كلية، حيث يقدر عددهم ب1137 مريضا ينتظرون من يتبرع لهم بكلية، فيما أشار الأطباء وأعضاء الجمعية الذين حضروا الندوة إلى العدد الكبير من المرضى الذين ينتظرون من سيجود عليهم بعضو وبالتالي ينقذ حياتهم. وأجمع المشاركون بالمناسبة على أهمية التحسيس من أجل إقناع الجزائريين بالتبرع بأعضائهم وتخليصهم من الخوف والقلق، وبعض المعتقدات التي تجعلهم يعزفون عن ذلك، بالإضافة إلى تحسيس العائلات وأولياء الأشخاص المتوفين، وهو الدور الذي يجب أن يلعبه الجميع لاسيما أئمة المساجد. وفي هذا السياق ذكّر إمام مسجد حيدرة، جلول كسول، بالفتوى التي أصدرتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف سنة 2003، والتي لا ترى مانعا بنزع عضو من جثة الشخص المتوفى لإنقاذ حياة شخص آخر، مؤكدا أن العملية تعتمدها العديد من الدول الإسلامية بصفتها صدقة جارية. وتضيف رئيسة جمعية "بيلوبا" أن هذه الأخيرة سطرت برنامجا كبيرا ستواصل من خلاله أعمالها التحسيسية التي قالت المتحدثة إنه سيتم توسيعها لتشمل جميع ولايات الوطن، سعيا منها للقضاء على بعض الذهنيات السائدة في المجتمع والمتعلقة بعملية التبرع بالأعضاء، وتعزيزا للعمل التضامني الذي يوصي به ديننا الحنيف الذي يقدس كل خطوة تؤدي في الأخير إلى إنقاذ حياة شخص، وتقديم يد المساعدة لمريض ليستعيد عافيته.