أسدل الستار بقاعة ”الميدياتيك” بوهران، على فعاليات الحولية الثالثة للفن المعاصر تحت شعار ”الآخر”، حيث عرفت مشاركة 40 فنانا جزائريا وأجنبيا، فيما سجل الصالون غياب عدد من الفنانين الأجانب لارتباطات أخرى، بينما شاركت أعمالهم وعاشت الباهية على مدار ثلاثة أيام على وقع الريشة والألوان. هذه التظاهرة الفنية التي ترعاها جمعية ”حضارة العين”، عمل خلالها المنظمون على إرساء أسس التفتّح على الآخر، بما أن العالم حاليا أصبح قرية صغيرة، إلى جانب كسر الحواجز بين الفنانين التشكيليين من خلال المناظرات الفنية والورشات التي برمجت على هامش الحولية، على غرار الورشة الأولى حول ”فن التصوير المعاصر”، والثانية حول ”التصوير الفوتوغرافي والرسم المعاصر”. وفي هذا الإطار، أشار السيد رئيس جمعية ”حضارة العين” الجهة المنظمة، السيد علي شاوش توفيق، إلى أن المعاصرة إذا كانت باللغة اللاتينية تعني رسما يعاصر الزمن مثله مثل الطبوع الفنية الأخرى كالموسيقى والغناء وغيرهما، أما الرقمنة فهي تعريف تشكيلي سمعي بصري، حيث رأينا أن اللوحة التشكيلية في القديم كانت ترسم بالألوان الزيتية، فهي القاعدة الذهبية - يضيف المتحدث - لكن تطورت حاليا اللوحة ليصبح لها أثر على عين المشاهد، لأن وسائل الأنترنت والصورة في الوسائط الحديثة، على غرار ”الأيفون”، اللوحة الإلكترونية، ”الفايسبوك”، ”التويتر” وغيرها من الوسائط الحديثة التي باتت مروجا للفن التشكيلي حاليا، حيث أصبح ضروريا على الفنان أن يعبر عن نفسه بهذه الوسائل أو الوسائط البصرية، كما يوجد فنانون جاؤوا بأعمال أنجزوها بهذه التقنيات والوسائل، حيث ستعرض أشرطة فيديو على الجمهور. وفي هذا الإطار، أشار رئيس جمعية ”حضارة العين” إلى أن هناك عرض لصورة رقمية من قبل فنان جاء من إنجلترا ولديه قصة مع مدينة وهران التي ولد فيها، وجاء إلى وهران في إطار مهمة عمل مع المعهد الثقافي الفرنسي بوهران، وانتهز الفرصة وأخذ صورا لوهران وحولها على شكل صورة رقمية. سمح هذا الموعد الثقافي لهواة الفن التشكيلي باكتشاف لوحات فنية من مختلف أنواع الفن المعاصر، بما فيه فن التركيبات الذي مافتئ يلقى رواجا كبيرا خلال السنوات الأخيرة في الجزائر، حيث تم عرض نماذج فنية تعتمد أساسا على مواد مسترجعة، كما تم تخصيص فضاء للسينوغرافيا، وصرح بذلك ل«المساء” رئيس جمعية ”حضارة العين ”علي شاوش توفيق. ويعتبر المعرض فضاء رحبا للفنانين الجزائريين ونظرائهم الأجانب للاحتكاك وتبادل الأفكار والخبرات والتعرّف على التجارب الحديثة في الفن المعاصر والمواضيع الأكثر تناولا في هذا النوع من الفنون، حيث يشهد تطورا كبيرا في البحر المتوسط، خاصة ما تعلق بمجالات الصورة والتصميم أو ”الديزاين”، بالإضافة إلى السمعي البصري والرسم في وسائل الإعلام متعدّدة الوسائط، كما نوه رئيس الجمعية بالدعم المادي الذي تلقته الجمعية من الولاية والبلدية، فيما تخلّفت مديرية الثقافة. ميّز هذه التظاهرة الفنية حضور فنانين تشكيليين من مصر، فلسطين، المغرب، إيران، الولاياتالمتحدة، باكستان، تايلاندا، فرنسا، البرتغال والنرويج، وتأتي هذه الحولية في وقت ولج فيه اسم الجزائر سجل المؤسسة الدولية للحوليات الفنية، بعدما كانت المملكة المغربية البلد العربي الوحيد المسجل، بفضل حولية مراكش ذات الشهرة العالمية، حسبما أوضحه محافظ التظاهرة الفنية؛ الفنان التشكيلي كريم سرقوة، وبمناسبة هذه الحولية، سيقوم استوديو الإنتاج ”فايف بروديكشن” بعرض 25 شريط فيديو لفنانين ذوي طراز عالمي بعنوان ”أحاسيس”، كما برمج المنظمون معرضا للأعمال الفنية ببهو أو ”الديوان” ببلدية وهران. للإشارة، عرفت الطبعة الثانية من الحولية المتوسطية للفن التشكيلي المعاصر مشاركة 30 فنانا تشكيليا من داخل وخارج الوطن، والجدير بالذكر أن ”جمعية حضارة العين” استقبلت 180 ملف مشاركة في الفعالية، تم قبول 20 فنانا تشكيليا جزائريا ومشاركة 20 أجنبيا.