منحت الجزائر الضوء الأخضر لقاضي التحقيق الفرنسي في قضية تيبحيرين، مارك تريفيديتش، للقدوم إلى الجزائر ومباشرة التحقيقات في مقتل الرهبان السبعة، حيث ينتظر أن يكون مرفوقا ب4 محققين و9 عناصر من الأمن والشرطة والقضاء الفرنسي، للإشراف على عملية تشريح جماجم الرهبان حسبما كشف عنه أمس، راديو فرنسا الدولية. وكان وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، قد أكد خلال زيارته للجزائر، أن قاضي التحقيق الفرنسي مارك تريفيديتش، المكلف بمتابعة قضية الرهبان الذين اغتالتهم جماعة إرهابية عام 1996، في منطقة تيبحيرين بولاية المدية، سيعود خلال الأيام القليلة القادمة إلى الجزائر من أجل استكمال مهمته. وتأتي تصريحات الوزير الفرنسي، لتنفي تصريحات القاضي الفرنسي و التي مفادها أن الجزائر منعت دخوله إليها، وهو ما نفاه أيضا وزير العدل حافظ الأختام، الطيب لوح، على هامش عرض الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، لمخطط عمل الحكومة بالمجلس الشعبي الوطني. وأكد وزير العدل في هذا الصدد "لا يوجد أي خلاف بين الجزائروفرنسا بشأن التحقيق في قضية اغتيال الرهبان السبعة لتيبحيرين"، مضيفا أن "القاضيين الجزائري والفرنسي المكلفين بالملف يتعاونان فيما بينهما للوصول إلى الحقيقة". كما أشار السيد لوح، بالمناسبة إلى وجود "اتفاقية تربط البلدين في مجال القضاء للتعاون في هذا الملف وأيضا التعاون في قضايا أخرى". وكانت بعض وسائل الإعلام قد تداولت مؤخرا خبرا مفاده أن القاضي الفرنسي المكلف بالتحقيق في قضية اغتيال الرهبان السبعة، قد أجّل زيارته إلى الجزائر بسبب عدم تلقيه دعوة رسمية من السلطات الجزائرية، علما أنه كان من المفروض أن يحل بالجزائر يوم 30 ماي الماضي. من جانبها نفت وزارة الخارجية الفرنسية، فور تداول الخبر أن تكون الجزائر قد رفضت استقبال القاضي الفرنسي، مشيرة إلى أن الزيارة تم تأجيلها فقط لموعد لاحق كون القاضي لم يحصل على الترخيص الرسمي بذلك. وكان الناطق باسم "الكيدورسي" رومان نادال، قد أوضح أن السلطات القضائية الجزائرية والفرنسية على اتصال من أجل تحضير زيارة تريفيديتش إلى الجزائر، مؤكدا في هذا الصدد أن "مبدأ الزيارة لم يتم التراجع عنه". وإذ قال نادال، إنه من مصلحة الجميع معرفة الحقيقة خاصة الظروف التي تم فيها اغتيال الرهبان، فقد أكد أنه على ثقة في نوعية الشراكة والتعاون القضائي بين الجزائروفرنسا. وكان القاضي الفرنسي المتخصص في قضايا الإرهاب، مارك تريفيديتش، قد تحصل على موافقة الجزائر في نهاية سنة 2013، بمعية وفد من المختصين لتشريح جماجم رهبان تيبحيرين، قبل أن يتم تأجيل الزيارة في شهر فيفري الماضي من قبل الحكومة الجزائرية.