عرف بأعماله التلفزيونية الكثيرة والمتميّزة حيث قاسم يسرا أحلامها العادية ونادية الجندي قصة "من أطلق النار على هند علام..."وقبل أن يعود إلى السينما التي فارقها منذ سنوات طويلة أوّلا كضيف شرف مع سندرا نشأت في "ملاك إسكندرية" تابع المشاهدون عمله الأخير "طبّاخ الريّس" رفقة الفنان الكوميدي طلعت زكرياء، رصيده من الجوائز لا يعدّ ولا يحصى.."المساء" "التقت الممثل المصري خالد زكي على هامش فعاليات الطبعة الثانية لمهرجان الفيلم العربي بوهران وأجرت معه هذا الحوار. -هل هذه أوّل زيارة لكم إلى الجزائر..؟ * أنا سعيد جدّا بزيارتي للجزائر وهي زيارتي الأولى وأشكر الشعب الجزائري الشقيق على كرم الضيافة وكلّ الحب الذي وجدته منذ أن نزلت على أرضها وحسن الاستقبال وهو شعور متبادل من القلب، أشكر أيضا إدارة مهرجان وهران التي أتاحت لي فرصة اللقاء وأتمنى للمهرجان كلّ النجاح والتوفيق.. سعادتي لا توصف بهذه الدرجة من نجاح المهرجان الذي وهو في طبعته الثانية كأنّه في طبعته العشرين. -ابتعدتم لسنوات طويلة عن السينما وانحصرتم في التلفزيون والآن نسجل عودة خالد زكي للشاشة الكبيرة،لماذا؟ *ليس هناك أيّ خصام بيني وبين السينما، المسألة مسألة اختيار، وليس مهما الكمّ الذي يقدّم ولكن الكيف، كان يمكن أن أقدّم عشرة أعمال سينمائية وتمرّ مرور الكرام ولكن المهم بالنسبة لي هو أنّ يترك العمل الذي أقدّمه بصمة وأن أحترم من خلاله الجمهور الذي يشاهدني وأحاول أن أطوّر نفسي في كلّ عمل، صحيح أنّ اشتغالي الكثير بالتلفزيون أبعدني عن السينما لكن ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى كوني مدقّق في أدواري وأسعى لأن تكون في مستوى الأدوار التي قدّمتها في التلفزيون.. عودتي إلى السينما كانت في دور شرفي مع سندرا نشأت في "ملاك إسكندرية" وبعدها توالت الأعمال. - أثار فيلمكم الأخير "طبّاخ الريّس" جدلا كبيرا عند عرضه في مصر وهناك من قال أنكم حاولتم تقديم شخصية الرئيس حسني مبارك؟ * لم نسع خلال هذا العمل إلى تقديم شخص الرئيس حسني مبارك بأيّ حال من الأحوال، ما قدّمناه لم يكن أشخاصا لكنّنا أخذنا المنصب، منصب الرئيس ولم نقلّد إطلاقا أيّا من الرؤساء، وعلى هذا الأساس اتّفقت مع الشركة المنتجة أن لا تقدّم صورتي على أفيشات الفيلم لأنّنا لا نرمز إلى شخصية بعينها وإنّما إلى منصب أكرّر ذلك. - لكنكم ومن خلال الحركات والإيماءات التي قدّمتموها كنتم قريبين جدّا من الرئيس مبارك؟ * الرؤساء في كلّ العالم لهم سمات معيّنة وبروتوكول معيّن ويتصرّفون وفقا لذلك، لم نقلّد وأخذنا الرئيس المنصب لنقدّم فيلما سياسيا كوميديا راقيا جدّا..لذلك سعيت إلى الاستعداد بشكل جيّد لهذه الشخصية من حيث المظهر والوقار في الأداء وتركيبة الشخصية وإشاراتها وإيماءات، لأنّها هامة جدّاً في الشخصية، والأداء كان محسوباً جدّاً من حيث المشية، وطريقة الحوار، ونظرة العين وقد أرهقت جدّاً عصبياً لأنّ التركيز في كلّ مشهد كان شديداً جدّاً وحرصت على أن أقدّمه دون أن أقع في فخ التقليد كما حدث مع تقديم شخصيات الرؤساء من قبل، أنا قدّمت الشخصية بروح الفنان لذلك فأنا سعيد للغاية بمشاركتي في هذا العمل الذي اعتبره من أهمّ أدوار عمري خاصة وأنّ الشخصية مهمّة ولها حساسية شديدة، والعمل ككلّ يتمتّع بجرأة والحمد لله أنّنا وفّقنا في إنتاجه. -لكنّكم حاولتم تقديم صورة ملائكية لهذا الرئيس؟ * وهل لابدّ أن نقدّم صورة سيئة عن الرؤساء، نحن نقدّم عملا سينمائيا له ضرورات فنية، فإذا كانت الضرورة الدرامية تحتّم علينا أن نقدّم فيلما عن رئيس سيء السمعة لفعلنا ذلك، ولكنّنا قدّمنا فيلما عن رئيس دولة مثالي ولكنّه لا يعرف عن أمور دولته الكثير، ولهذا يستعين بطبّاخه ليكون مرشدا له وعينه على الشعب.. وعلى العموم الفيلم يتناول منصب الرئيس وليس شخصية الرئيس، فأنا مجرّد رئيس جمهورية في فيلم سينمائي، ولست رئيس جمهورية فعلي وواقعي، وأرجوا أن نركّز على الفيلم كعمل فني بعيدا عن السياسة. - قلتم أنّكم غبتم عن ملصقة الفيلم لاتفاق مسبق مع الجهة المنتجة لكن هناك من أكّد أنّ غياب صورتكم أغضبكم كثيرا؟ * هذا غير صحيح، غياب صورتي عن الملصقة كما ذكرت كان بناء على رغبتي الشخصية وذلك لسببين رئيسيين هما أوّلا أنّ موكب الرئيس في ملصقة الفيلم يدلّ على منصب الرئيس وهذا هو الأهم في الفيلم، ثانيا والكلّ يعلم بأنّني من يقوم بالشخصية فيه تحفيز أكبر لدخول ومشاهدة الفيلم، والأهمّ من هذا وذاك أنّ في ذلك دلالة واضحة على أنّنا نتكلّم عن منصب الرئيس وليس عن رئيس بعينه. -لكن بالمقابل وجه الفيلم انتقادا للمواطن البسيط؟ * نحن تناولنا في المنطلق العلاقة بين الحاكم والشعب من خلال مواقف طريفة وراقية والعمل نال إعجاب الجميع في مصر وفي كلّ البلدان التي عرضنا فيها الفيلم والحمد الله. - قلتم أنّ هذا الدور يعدّ من أهمّ أدواركم، هل لأنّه تناول شخصية الرئيس ؟ * صحيح هذا الدور يعدّ من أهم الأدوار التي قدّمتها وكان سيصبح أهمّ دور لأيّ فنان يؤديه، لأنّه ولأوّل مرة في تاريخ السينما المصرية والعربية يقدّم هذا الدور، فيلم بطله رئيس جمهورية من بدايته إلى نهايته.. هذا شيء أنا أفتخر به وأقدّره ويسعدني ويشرفني أنّه يوضع في سجلي الفني. - في حديثه خلال الندوة الصحفية التي نشّطها في إطار المهرجان لم يستهجن الفنان محمود عبد العزيز عرض الأفلام المصرية في إسرائيل واعتبر ذلك يندرج ضمن تعريف الآخر بنا، فما رأي خالد زكي في هذا الموضوع؟ * التطبيع بين الشعوب يجب أن يتمّ بإرادة الشعوب لا يمكن أن نطبّع وهناك أناس سلبت أرضهم، وآخرون لا ينفذون ولا يحترمون اتفاقياتهم فيقتلون الأطفال والنساء والشيوخ، أنا ضدّ التطبيع الثقافي مع إسرائيل إنّما هناك تطبيع بين الحكومات وهذا يدخل في إطار السياسات العليا التي ليس لنا علاقة بها. - ما رأي الفنان خالد زكي في موقف نقابة الفنانين المصريين من الفنانين العرب ؟ * هذا الموضوع في رأيي أسيء فهمه، أهلا بكلّ فنان والنقابة نفسها ترحّب بكلّ فنان عربي في مصر، وفي مصر اليوم إنتاج مشترك كبير وهناك فنانون عرب كثيرون مشاركون في هذه الأعمال، وربّما تمّ فهم بعض التصريحات بطريقة خاطئة.. القرار وجد لتنظيم العمل داخل النقابة وليس له علاقة بالجنسيات فمثلا مسلسل "الطارق" الذي شاركت فيه السنة الماضية شهد مشاركة العديد من الفنانين من سوريا، لبنان والمغرب وهو عمل ضخم جدّا وحصل على 11 جائزة في مختلف المهرجانات، وحاليا نحن نصوّر أكثر من عمل يضمّ العديد من الفنانين والكيانات الفنية المنتجة والتي تنتمي لعديد من الدول العربية، ونجاح أيّ فنان عربي هو نجاح لنا جميعا وللسينما العربية وانطلاق نحو العالمية. - ورغم ذلك أثار اختيار الفنان السوري تيم حسن لدور "الملك فاروق" السنة الماضية جدلا كبيرا في مصر؟ *لا، بالعكس اختيار تيم حسن لم يثر أي حزازات، وتيم حسن يصوّر هذه الأيام في مصر فيلما سينمائيا، ليست هناك أي حزازات إطلاقا. - هل يمكن أن تقيّموا لنا ما ينتج في السينما المصرية خاصة والعربية بشكل عام؟ * هناك تفاوت في الأعمال المقدّمة من الجيّدة إلى الأقل جودة، لكن عموما هناك رقي وطفرة في الأعمال المقدّمة بشكل ايجابي جميل. - هل ندمتم يوما عن دور أديتموه أو لم تؤدوه؟ * ندمت مرة واحدة فقط، عندما اعتذرت عن مسلسل "بابا عبده" وكنت مرشّحا لدور "ماجد" ابن الطبيب الذي يحمل مشاعر العنف والكراهية تجاه والده ويعامله بقسوة، وكان وقتها رصيدي الفني 4 أعمال فقط فخشيت من ردّ فعل الجمهور تجاه الشخصية وأنا في بداية حياتي الفنية، فبالإضافة إلى أنّني رفضت العمل قبل قراءته حتى النهاية وكنت مطالبا بسرعة الردّ، وقعت في خلاف مع مخرج المسلسل محمد فاضل بسبب هذا الرفض واستمر هذا الخلاف لأكثر من 20 سنة. -هذه أوّل زيارة لكم للجزائر كما قلتم، هل ستثمر هذه الزيارة أيّ عمل مشترك مع الجزائر؟ * ليس عملا واحدا فقط بل عملين، خلال حضوري إلى مهرجان وهران ناقشت مشاركتي في عملين سينمائيين بالجزائر، لكن لن أتكلّم في التفاصيل حتى تتّضح الأمور أكثر. - رأيناكم في رمضان الماضي في مسلسل "من أطلق النار على هند علام"، أين سنراكم في رمضان القادم؟ *هناك دور جديد لا أريد أن أتكلّم عنه، وأفضّل أن أتركه مفاجأة للجمهور، أمثّل فيه شخصية قوية تقاسمني فيه البطولة الفنانة سمية الخشّاب، العمل من إخراج جمال عبد الحميد وسيناريو وحوار فتحي رضوان، وليس هذا فقط بل لدي عدّة أعمال أخرى مع تونسوالجزائر.