احتضنت قاعة ابن زيدون نهاية الأسبوع الفارط قعدة شعبية تكريما لفقيد الأغنية الشعبية الفنان الهاشمي قروابي بمناسبة الذكرى الثانية لوفاته. حضر الحفل إلى جانب أفراد أسرة الفقيد ووزيرة الثقافة جمهور غفير من محبي الفن الشعبي ، وتم عرض فيلم وثائقي و صور تجسد المسيرة الفنية لقروابي ،و تعاقب على المنصة العديد من المغنين و من بينهم مصطفي ابن الفقيد و ديدين كروم وعبد الرحمان القبي على المنصة ليكرموا الفنان من خلال أداء مجموعة من أغاني الفنان الذي يعتبرمن أبرز مغنيي موسيقى الشعبي، بدأ مشواره عام 1950 وأخذ يتردد اسمه اعتبارا من 1954 بعد أن غنى مرارا في المسرح الوطني بالعاصمة وشارك في مسرحيات غنائية وأوبريتات. ومع استقلال الجزائر عام 1962 كان قروابى أحد تلامذة الحاج محمد العنقاء عميد هذا النوع من الموسيقى قبل أن يدخل عليه حداثة باستخدام آلات غير معهودة في فنه وأغاني خفيفة خرجت عن القصائد الطويلة المعهودة. عاش قروابى بضعة أعوام في فرنسا يغنى بين المغتربين الجزائريين هناك قبل أن يعود إلى الجزائر ليغادرها مجددا اعتبارا من نهاية الثمانينات وخلال سنوات الإرهاب. وبالرغم من مرضه وحالته الصحية الهشة واصل الغناء بفضل قوة وشجاعة استمدهما من ولعه بأغنية الشعبي. رحل قروابى بعد مشوار متألق ارتقى به درجات المجد يوم الاثنين 17 /07/2006 عن عمر يناهز 68 عاما. وقد بلغ قمته ب "يوم الخميس" و " بالله يا بن الورشان" ليصل إلى ذروة الخلود مع " الحراز" أو "حارس عويشة" للشاعر المغربى الشيخ الحاج بن قريشى الذى يروى مغامرات شيخ من الحجاز "العربية السعودية" قدم الى المغرب و كذا مع أغنية " يوم الجمعة" للشاعر مبارك السوسى من المغرب كذلك تغنى فيها بجمال نساء مدينة فاس العتيقة،في السبعينيات و عملا بنصائح الفقيد محبوب باتى توجه الهاشمي قروابى الى نوع جديد من الأغاني يصفه المتشددون ب"الطقطوقة" "الأغنية الخفيفة" و كان ذلك بمثابة المنعرج الحقيقي في مشواره الفني. واشتهر خلال هذه الفترة بأغنيات مثل " البارح كان عمري عشرين" و"آلو، آلو" التي تغنى فيها باسم المغتربين بكافة أحياء العاصمة وخصوصا حارة صباه القصبة وغيرها من الأغاني الخفيفة التي لفت رواجا كبيرا،توفي الهاشمي قروابي في 16 جويلية 2006 إثر مرض عضال عن عمر يناهز 69 عاما و قد ووري التراب بمقبرة المدنية بالعاصمة حيث مسقط رأسه.