انتخب أعضاء اللجنة التنفيذية الوطنية للاتحاد العام للعمال الجزائريين أمس، بالاقتراع السري، تركيبة الأمانة التنفيذية المشكلة من 12 عضوا، بعد تأجيل دام أكثر من ثلاثة أشهر. وترأس الأمين العام للمركزية النقابية السيد عبد المجيد سيدي سعيد، أمس، بقاعة عبد الحق بن حمودة بفندق السفير بالعاصمة، أشغال أول دورة للجنة التنفيذية المشكلة من 264 عضوا، خصصت لدراسة بند واحد هو انتخاب أعضاء الأمانة الوطنية. ولم تكن أشغال الدورة خالية من "عمل الكواليس" بل كانت مليئة بالتحركات والتحركات المضادة من قبل الطامحين إلى شغل منصب في الأمانة التنفيذية، ومباشرة بعد الكلمة التي ألقاها السيد سيدي سعيد في افتتاح الأشغال بدأت حملة الترشيحات للعضوية في الأمانة وظهرت رغبة لدى العديد من الأعضاء في الترشح ونيل المنصب الشيء الذي دفع بالقيادة القديمة إلى الدخول في مفاوضات قصد إقناع البعض عن العدول عن الترشح لتجنب تشتت الأصوات ومن ثم حدوث مفاجآت قد يكون الأمين العام للمركزية النقابية لم يحسب لها حساب كون الأمانة التنفيذية تعد بمثابة الفريق الذي يشرف على تنفيذ خطة العمل المرسومة خلال المؤتمر ال11 المنعقد نهاية مارس الماضي رفقة المسؤول الأول على النقابة. وأحصت لجنة الترشيحات 26 مترشحا من بينهم وجوه شغلت مناصب في الأمانة التنفيذية على غرار مسؤول العلاقات العامة عبد القادر مالكي ومسؤول التنظيم السيد صالح جنوحات والمكلف بملف الوظيف العمومي علي مرابط، ووجوه أخرى جديدة طامحة للمنصب. ولم تنطلق عملية الاقتراع السري إلا في حدود الرابعة مساء، واستمرت لساعات متأخرة من المساء. وكان السيد سيدي سعيد تفطن للحراك الذي عرفته القاعة قبل وقوعه وألقى كلمة دعا فيها أعضاء اللجنة التنفيذية إلى انتخاب أمانة وطنية متضامنة ومتجانسة لمواجهة التحديات، تكون قادرة على خدمة العمال والجمهورية" . وحثّ أعضاء هذه الهيئة إلى "الابتعاد عن الحسابات الشخصية وجعل مصلحة النقابة والجزائر فوق كل اعتبار والابتعاد عن المصالح الضيقة" في دعوة واضحة الى ترك الحسابات الهامشية والحساسيات الناجمة عن إفرازات المؤتمر الأخير التي برزت على خلفية تجميد منصب الأمين العام المساعد وظهور معارضة شديدة لمسؤول التنظيم السابق السيد صالح جنوحات المرشح لشغل ذلك المنصب. وأبرز المسؤول الأول على المركزية النقابة أهمية هذه الانتخابات التي ستفرز كما قال فريقا يعمل من أجل الدفاع عن مكاسب ومصالح العمال والمساهمة في عملية التنمية التي تخوضها الجزائر، وحذر من "خطورة الصراعات والتجريح والطموح غير المعقول" وألح على ضرورة جعل هذه الانتخابات "عرسا للعمال" وقال "هذا الاجتماع ليس لتصفية الحسابات أو لإحياء الجرح، ولكن هو اجتماع يهدف الى إتمام تنصيب هياكل النقابة" . وأكد السيد سيدي سعيد على ضرورة الحفاظ على المصداقية التي يتمتع بها الاتحاد العام للعمال على الصعيدين الوطني والدولي من خلال الإبقاء على النقابة دائما في مقدمة التنظيمات الوطنية. ويذكر أن أعضاء الأمانة الوطنية ال12 موزعين حسب الجهات الأربع للوطن، حيث يمثل فيها 3 من الوسط و4 أعضاء من منطقة الشرق و4 عن منطقة الغرب وواحد عن منطقة الجنوب.