وتم لأول مرة منذ نشأة الاتحاد العام للعمال الجزائريين اعتماد الانتخاب السري بدلا من الانتخاب بموجب قائمة مسبقة يعدها الأمين العام، ويتم التصويت عليها في اجتماع علني تعقده اللجنة التنفيذية.وبحسب مصادر من داخل الاتحاد، فإن عبد المجيد سيدي السعيد سعى جاهدا لإيجاد نوع من التوافق داخل النقابة، فيما يخص انتخاب الأعضاء ال 12 للأمانة الوطنية، من خلال الاتفاق على مجموعة من الأسماء، إلا أنه فشل في ذلك، ما جعله يستسلم للأمر الواقع، ويخضع العملية للاقتراع السري.وبدا تخوف سيدي السعيد من نتائج العملية الانتخابية وخشيته من إخضاعها لتصفية الحسابات ما بين إطارات الاتحاد، داعيا، في كلمة مقتضبة ألقاها صبيحة أمس عند افتتاحه اجتماع اللجنة التنفيذية، إلى الحكمة والتبصر، وإلى تخلي كل عضو فيها عن أنانيته.ويعد لقاء أمس الذي تم بفندق "السفير" بالعاصمة، أول اجتماع تعقده اللجنة التنفيذية للمركزية النقابية، بعد مؤتمرها الحادي عشر الذي تم تنظيمه نهاية شهر مارس الماضي، حيث فضل الأمين العام للمركزية تأجيل الدورة إلى غاية هدوء الأنفس، وتلاشي الأجواء المشحونة التي طبعت مؤتمرها الحادي عشر.وحاول سيدي السعيد توعية أعضاء اللجنة التنفيذية بأهمية اللقاء، قائلا لهم: "عليكم أن تتخلوا عن طموحاتكم النقابية، وأن تفكروا أولا في المصلحة الجماعية للنقابة"، مضيفا: " يجب أن يتعالى كل واحد منكم عن أنانيته، وأن تفكروا بأن العمل داخل المركزية النقابية مبني على الأخوة والمحبة". وبحسب سيدي السعيد، فإن جلسة أمس لها وزن ثقيل، لأنها سمحت للاتحاد العام للعمال الجزائريين بتدعيم نشاطه النقابي، على اعتبار أن تعطيل انتخاب الأمانة الوطنية أدخل النقابة في مرحلة من الجمود والركود.وأفاد الأمين العام للمركزية النقابية بأن الدورة الأولى للجنة التنفيذية للمركزية النقابية ليست أبدا مناسبة للصراع، قائلا :" إن المسؤولية الملقاة على عاتقكم اليوم هي جد ثقيلة"، مصرا على أن يتجاوز الجميع المشاكل الهامشية، ويقصد بذلك المشاكل والصراعات الشخصية التي قامت بين قياديي المركزية بعد وعقب المؤتمر. وتميز الاجتماع الأول للجنة التنفيذية بحالة الترقب التي ظهرت على كافة أعضائها، خصوص الذين ترشحوا للأمانة الوطنية، من بينهم أعضائها السابقين، عبد القادر مالكي وصالح جنوحات وعلي مرابط.ففي حين شرع أمين فيدرالية العاصمة صالح جنوحات في محاولة استقطاب مناضلي العاصمة لصالحه، بدا على أعضاء الأمانة السابقين، من بينهم عبد القادر مالكي نوعا من الارتياح، موضحا :"إنني لا أريد أن أوتر نفسي طالما أن الصندوق هو الفاصل"، وهو نفس الانطباع الذي أبداه علي مرابط.وقد سارع سيدي السعيد إلى مغادرة قاعة الاجتماعات لفندق السفير، فور افتتاحه الاجتماع، لكنه عاد إليه بعد حوالي ساعتين لترقب الأجواء. ولم تنطلق العملية الانتخابية إلا في الفترة المسائية في حوالي الساعة الخامسة مساء، وجرت قبيل انطلاقها لقاءات مصغرة بين الأعضاء ال 264 للجنة التنفيذية، في حين رفض بعض الأعضاء الانضمام إليها، معبرين عن شعورهم بالارتياح، طالما أن الانتخاب تم بكيفية سرية. انتخاب سبقته حالة من التشنج وسبق انتخاب الأمانة الوطنية حالة من التوتر والتشنج، بسبب التنافس الشديد ما بين أعضائها، حيث سعى صالح جنوحات إلى جمع مناضلي العاصمة حوله، مصرا على التمسك بمنصب الأمين العام المساعد، وهو ما ظل يصر سيدي السعيد على رفضه، ساعيا إلى جعله مجرد مادة في القانون الأساسي للتنظيم دون أن تطبق على أرض الواقع، وهو ما أكده عبد القادر مالكي، أمس.