حملت انتخابات أعضاء الأمانة التنفيذية للمركزية النقابية مفاجآت من العيار الثقيل بعد أن تجددت تركيبتها بأكثر من 50 بالمئة، وفشلت وجوه معروفة في الظفر بالقدر الكافي من الأصوات لشغل منصب العضوية في الأمانة.ولم تنته عملية انتخاب أعضاء الأمانة التنفيذية ال12 للمركزية النقابية إلا في منتصف ليلة أول أمس، وأفرزت احتفاظ أربعة وجوه قديمة بمنصبها ونجح سبعة آخرون في تجاوز عقبة الانتخابات. وجرت عملية الاقتراع التي احتضنتها قاعة عبد الحق بن حمودة بفندق السفير بالعاصمة وتنافس فيها 26 مترشحا في أجواء تميزت بأعصاب مشدودة، خاصة من جهة القيادات السابقة الطامحة إلى حصد أصوات تؤهلها لشغل منصب في الأمانة التنفيذية لعهدة جديدة مدتها خمس سنوات. واحتفظ كل من عبد القادر مالكي، وصالح جنوحات وبن موهوب الهاشمي وعجابي صالح بعضويتهم في الأمانة بالإضافة إلى الأمين العام عبد المجيد سيدي سعيد الذي يعتبر عضوا في الأمانة بحكم منصبه. وعرفت التحاق ولأول مرة كل من صقر سليمان عن الجنوب الشرقي، وجبار براهيم ومسوس عبد القادر وحاج مصطفى عن منطقة الغرب وتلي عاشور وقطيش أحمد عن الوسط وحمارنية محمد الطيب ومعيزة حسين عن منطقة الشرق. وفشلت أسماء لم يكن يتوقع رحيلها في حصد القدر الكافي من الأصوات التي تؤهلها لشغل منصب في الأمانة ويتصدر هؤلاء المكلف بملف الوظيف العمومي سابقا علي مرابط، والمكلف بالمنازعات بوعلام بوزيدي، ومسؤول العلاقات الخارجية رحمة بوجمعة والمكلف بالتضامن كروم الأخضر والمكلف بالإعلام بلجيلالي علي. وأفرز صندوق الانتخابات حصد مسؤول التنظيم سابقا صالح جنوحات العدد الأكبر من الأصوات من خلال حصوله على ثقة 182 عضوا في اللجنة التنفيذية. وجاءت التركيبة الجديدة للأمانة التنفيذية للاتحاد العام للعمال الجزائريين بلون سياسي غالب يتمثل في التجمع الوطني الديمقراطي حيث أن اغلب الأعضاء من مناضلي الحزب من بينهم نائبين في المجلس الشعبي الوطني عن الارندي هما صالح جنوحات عن الجزائر العاصمة واحمد قطيش عن ولاية المدية، في حين لم يتمكن المحسوبون على حزب جبهة التحرير الوطني من حصد نصف الأعضاء. وفي كلمة ألقاها بعد إعلان النتائج وصف الأمين العام السيد عبد المجيد سيدي السعيد العملية الانتخابية بالتاريخية كون الاقتراع جرى في جو من "الشفافية سمح بتعيين أمانة وطنية متضامنة" . ويذكر انه لأول مرة في تاريخ انتخاب أعضاء الأمانة التنفيذية للمركزية النقابية يتم فيه الاحتكام الى الصندوق بدل التعيين. وأضاف "علينا استخلاص عبر حقيقية من هذه الدورة حيث سادت روح الديمقراطية علاوة على جو الأخوة الذي طبع هذه الانتخابات". ودعا السيد سيدي السعيد في هذا السياق التشكيلة الجديدة للأمانة الى المشاركة "جماعيا لتكريس مكانة الاتحاد العام للعمال الجزائريين في المجال النقابي" واكد ان "الهدف الوحيد الذي يجتمع حوله أعضاء الاتحاد يتمثل في خدمة العمال والجمهورية". وأشار الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين أن "هذا الحدث طبعته الروح الجماعية والأخوية"، داعيا في السياق الفريق الجديد المسير للاتحاد تغليب العمل الجماعي الذي يعد الضمان الوحيد للنجاح". وحول برمجة أول اجتماع للأمانة رجحت مصادر أن يكون ذلك مع نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع القادم، غير أن ذلك مرتبط بقرار الأمين العام عبد المجيد سيدي سعيد ومدى تقدم المشاورات التي سيجريها مع الاعضاء الجدد قصد توزيع المناصب خاصة وأن اغلب الاعضاء سيمارسون مهامهم ضمن هذه الهيئة لأول مرة.