يسمح "نادي المحقق الصغير" لدار الشباب ببلدية السويدانية لمحبي مهنة المتاعب من الأطفال، بتحقيق حلمهم دون أن تطأ أقدامهم باب الجامعة، فبإمكانهم إنجاز تحقيق أو ربورتاج أو حتى إجراء حوار مع من يختارون.. ومنذ أربع سنوات، عمر هذا النادي، تم اكتشاف مواهب صغيرة أثبتت إرادتها للعمل في الميدان الإعلامي بكل مهنية مثل سارة وأحمد وأميرة. من قال أن مهنة الصحافة هي حكر على خريجي الجامعات، ومن قال أن الأطفال لا يقدرون على هذه المهنة التي سميت بمهنة المتاعب؟ سؤال لا يمكن أن يجيب عنه سوى سارة وأحمد وأميرة وزملائهم، الذين استطاعوا بدار الشباب ببلدية السويدانية تحقيق حلمهم فأصبحوا صحفيين بكل ما تحمله الكلمة من معنى، عددهم 22 برعما يلقبون ب "المحققين الصغار" يجوبون أحياء العاصمة يتنقلون إلى المؤسسات لاستجواب الناس وتغطية بعض المناسبات وإجراء روبورتاجات وتحقيقات. بدأت هذه المغامرة الجميلة منذ أربع سنوات عندما أنشئ "نادي المحقق الصغير" بدار الشباب لبلدية السويدانية بالعاصمة، وحلم العديد ممن اقبلوا على تسجيل أنفسهم في النادي، هو نقل المعلومة والاحتكاك بعامة الناس وتنوير الرأي العام. تخرج سارة وأحمد وأميرة كل في اتجاهه ليبدأ العمل ميدانيا، لكن قبل ذلك على المحققين الصغار تحضير الأسئلة وعرضها على المربي المكلف بمهمة تصحيحها. بفخر كبير تحدث هؤلاء عما أنجزوه طيلة انخراطهم في النادي، فقال أحمد "لقد أنجزت عدة تغطيات، كما أنني أجريت بعض الروبوتاجات والتحقيقات الميدانية، ولا يمكنني أن أنسى تلك اللحظات التي حاورت فيها أطفالا في سني بمناسبة عيد الطفولة ومجاهدين بمناسبة عيد الاستقلال وعيد العمال.. أما أميرة، فترى أنها حققت جزءا من حلمها في انتظار استكمال كليا عندما تتحصل على الشهادة الجامعية، لتدخل بها قاعات التحرير بالتلفزيون أو الإذاعة الوطنية أو إحدى الجرائد اليومية المفضلة لديها. أعمارهم تتراوح بين التاسعة والثانية عشر، أبدوا جميعا الرغبة في أن يصبحوا مستقبلا صحفيين محترفين، تنشر أسماؤهم في الصحف أو تسمع أصواتهم عبر الأثير أو يدخلون بيوت العائلات من خلال شاشة التلفزيون. فأميرة لا تنتظر إلا اليوم الذي تصبح فيه مثل إحدى الصحفيات مقدمة نشرة الأخبار التلفزيونية التي تكرر اسمها على لسانها مرات عديدة ونحن نحاورها.. "لقد تعلمت الكثير في هذا النادي الذي أصبح بمثابة بيتي الثاني، فأصبحت أتقن صياغة الأسئلة وطرحها، كما أنني اكتسبت ثقة كبيرة في نفسي بسبب محاورة الناس من جهة واحترامهم لي عند ممارسة عملي ميدانيا" تضيف أميرة، التي بدأت مغامرتها مع نادي المحققين منذ سنتين.