زياية لا يعترف أمام المرمى إلا بزيارة الشباك وبعدها ينطلق للاحتفال بالتسجيل وكل مرة بطريقة خاصة• زياية صبر وأقنع أخيرا سعدان بأنه جدير بأن يكون اسمه ضمن قائمة ''الخضر'' للمنافسات القادمة وهذا ما قد يؤجل الفصل في احترافه إلى ما بعد ''الكان'' وحتى المونديال حتى يحرز على أفضل عرض• زياية في الوفاق يعني الأهداف والانتصارات للنسر الأسود، وهو ما يؤكد أن هذا الهدّاف الخطير ظاهرة جديرة بالدراسة وهو ما جعل ''الفجر'' تسلّط الضوء على المسيرة الكروية لعبد المالك زياية ''ملك هدّافي العالم'' للسنة الحالية والذي سجل اسمه كهدّاف في مختلف المنافسات الوطنية، القارية والإقليمية• الحلم الأكبر••• تحقق بالتفاتة من سعدان نبدأ من آخر المستجدات، فالحلم الذي طالما انتظره مدلل وفاق الجزائر تحقق وسنشاهده في ''الكان'' بأنغولا ومونديال جنوب إفريقيا إذا سارت الأمور كما يجب• فالحلم الذي تحقق لزياية سيحفز الكثير من اللاعبين المحليين على حذو حذوه بالعمل الجاد والصبر الكبير• بقي زياية يترقّب بفارغ الصبر الدعوة الرسمية من المدرب الوطني رابح سعدان للمشاركة مع ''الخضر'' في كأسي أمم إفريقيا والعالم، لأن تألقه اللافت هذا الموسم وتواجده في أوج العطاء والفورمة العالية دفع بكل المتتبعين إلى تداول اسمه بكثرة بل ومراقبة أدنى حركاته، فتعبيره عن آخر هدف وقّعه في مباراة شبيبة القبائل، الأسبوع الماضي، صاحبته تأويلات كثيرة ومثيرة•• لكن الشيخ سعدان قطع الشك باليقين وأكد ضم زياية ل''الخضر''• من هو زياية؟ عبد المالك زياية ينحدر من عائلة بسيطة، وهو أصغر الأبناء، ولما وضعته أمه -مليكة- ذات 23 جانفي 1984 لم تكن تتوقّع إطلاقا بأن آخر عنقودها سيصبح في المستقبل نجما كبيرا تشاهده على شاشات تلفزيونات العالم وليس أمامها في شوارع وساحة حي قهدور الطاهر بفالمة حيث كانت تقيم رفقة العائلة، لأن الأب عثمان المتعلق بالجلد المنفوخ منذ الصغر كان يراهن على ابنيه عمار (رحمه الله) ومحمد لكي يصبحا لاعبين كبيرين في فريقه المفضل ترجي فالمة؛ بينما كان عبد المالك مدلل الأسرة ولا أحد ينظر إليه بمنظار النجم الواعد ما دام الأبناء الأربعة يمارسون رياضة كرة القدم• فحتى فاتح الذي يعاني من إعاقة حركية في إحدى الرجلين أصرّ على تحدي العاهة وظل يتدرب بصفة منتظمة مع أواسط ترجي سريع بلدية فالمة بقيادة مدربه محمد جاوشي مع مشاركته بصفة منتظمة كل صائفة في الدورة الكبيرة لما بين الأحياء• عائلة كروية 100 بالمئة رغم أن الأضواء كانت في بداية التسعينيات مسلطة على الشقيقين عمار ومحمد اللذين تألّقا في هجوم ترجي فالمة بعد المساهمة الفعّالة في عودة السرب الأسود إلى حظيرة الوطني الأول، ليتحوّلا إلى جيل تبسة في تجربة كانت ناجحة على جميع الأصعدة ليحط بعدها عمار الابن الأكبر لعائلة زياية رحاله بقسنطينة من أجل حمل ألوان ''الموك'' في وقت كان فيه شقيقه الأصغر مالك قد بلغ من العمر 10 سنوات ويكتفي بالممارسة الكروية في ساحة الحي مع أترابه• خرّيج مدرسة السريع الفالمي لم تكن بداية المشوار الكروي للهدّاف الحالي لوفاق سطيف عادية، لأن عبد المالك زياية كشف في صغره عن عدم تعلّقه بالدراسة أو أي شيء آخر سوى ممارسة كرة القدم والتي كانت بمثابة هوس يومي بالنسبة له رغم إلحاح أفراد العائلة على ضرورة بذل أقصى المجهودات لتأدية مشوار دراسي ناجح• غير أن الفترة والسير على خطى الأشقاء جعله ينجح في وضع أولى لبنة في مسيرته الكروية، حيث إن مالك أمضى إجازته الرسمية الأولى كلاعب كرة قدم في مدرسة الترجي السريع لبلدية فالمة في شهر سبتمبر من سنة 1995 وذلك بعد وساطة من الأخ الأكبر عمار• حصل في صغره على إجازة استثنائية لم تكن المؤهلات الفنية الفردية لعبد المالك عائقا أمامه للظفر بمكانة في التعداد وإنما لعامل السن كون صغير عائلة زياية بدأ مسيرته في سن ال 11 غير المصنّف في فئة الأصاغر، مما استدعى تدخّل عمار - لاعب مولودية قسنطينة آنذاك - وإقناع زميله السابق في الترجي يوسف ترايكية بضم ''مليك'' إلى تعداد أصاغر السريع رغم أن سنه مدرج في صنف المبتدئين• وقد أصدرت له الرابطة الولائية لكرة القدم بفالمة إجازة استثنائية ••• هذه الحقيقة المثيرة التي لا يعلمها إلا القليلون جدا كانت البداية لسيناريو مؤثر وكأن القدرة الإلهية شاءت أن يلعب عمار دور الوسيط لتمكين شقيقه الأصغر من إمضاء أول إجازة، وبالتالي تسليمه المشعل الذي راهن عليه الأب عثمان والأم مليكة، كيف لا والعائلة عاشت حادثة مأساوية بوفاة عمار يوم 31 ديسمبر 1995 بمستشفى عنابة بعدما قاوم الإصابة الخطيرة على مستوى الرأس لقرابة شهرين عقب تعرضه لحادث سير مروّع عند مدخل مدينة فالمة أثناء عودته من قسنطينة رفقة زميله في ''الموك'' حسين بلعادة - رحمهما الله - والذي كان قد توفي بعين المكان بعد ساعتين فقط من مساهمة الثنائي الفالمي في صنع أفراح أنصار المولودية القسنطينية بقهرها طيور العلمة برباعية كاملة• بداية حزينة••• شاء القدر أن تكون بداية المشوار الكروي لعبد المالك زياية قبيل أيام معدودات من فقدان شقيقه الأكبر، الذي كان كل المتتبعين يتنبّأون له بالانضمام إلى المنتخب الوطني في سيناريو دراماتيكي حمل في طياته رسالة مشفّرة إلى صغير العائلة ومدلّلها عبد المالك، لتسلم الأمانة وحمل المشعل للسير على درب الأخ الأكبر، لاسيما وأن محمد على مشارف الاعتزال بعد مسيرة كروية مميزة مع كل من السريع والترجي الفالمي، جيل تبسة واتحاد الشاوية• رغم أن العنقود الأخير لعمي عثمان كان في تلك الفترة صغير السن ولم يطفئ بعد شمعته ال11 مما يعني بأن المسؤولية كانت كبيرة على ''مليك'' وهي نفس السنة التي أحيل فيها والده عثمان على التقاعد بعد سنوات طويلة قضاها في حراسة مستشفى ابن زهر وسط مدينة فالمة• حلمه كاد يغتال في المهد مشوار عبد المالك زياية في ملاعب وساحات ولاية فالمة كان مليئا بالصعوبات، حيث إنه قرر مغادرة السريع الفالمي بمجرد التحاق مدربه ترايكية بصفوف الجيش الوطني الشعبي لتأدية واجب الخدمة الوطنية، ليمضي إثرها زياية ''الصغير'' إجازة مع فريق مستقبل فالمة، الذي كان يتشكّل من أبناء حي قهدور• لكن تجربة ''مليك'' مع هذا الفريق كانت فاشلة، ليلتحق بأصاغر ترجي فالمة في بداية موسم 1998 / 1999 وتحت إشراف مدربه يوسف ترايكية• وفي إحدى مباريات ''السرب الأسود'' بملعب بومهرة أحمد تعرّض زياية لكسر على مستوى الرجل اليمنى وعدم اهتمام إدارة النادي به كاد أن يكلفه توقف مسيرته الكروية مبكرا، لأن الإصابة كانت خطيرة جدا واستدعت إخضاعه لعلاج مكثف ومطول تكفل به شقيقه محمد• ومع ذلك، فإن تعلّق عبد المالك بكرة القدم ووالده عثمان بترجي فالمة جعل هذه الحادثة تمر مرور الكرام، بدليل استئناف اللاعب مسيرته مع الأشبال في الموسم الموالي• المدرب جيرود منحه أول فرصة رغم أن مالك زياية اعتاد على التدرب واللعب في الميادين الترابية ''التيف''، إلا أن الصدف شاءت أن يكون أول ظهور رسمي له مع أكابر ترجي فالمة بملعب الشهيد حامدي علي بعين البيضاء المغطاة أرضيته بالعشب الطبيعي عندما قرر مدرب الترجي - آنذاك - عبد الحق جيرود منح الفرصة لكل من زياية وفوزي براهمية عقب تألقهما اللافت في صنف الأواسط مع السعي لتحضيرهما للموسم الموالي• وهي المباراة التي كانت قد انتهت بالتعادل بهدف لمثله وكانت بمثابة نقطة الانطلاق الحقيقية لمشوار اللاعب عبد المالك زياية، لأنه كسب ثقة المسيرين والجماهير وعمره لم يكن يتجاوز ال 18 سنة ليصبح إثر ذلك من البيادق الأساسية في تعداد الفريق الفالمي• عاشق الشباك الأول الموسم الكروي 2003/2004 كان تاريخيا بالنسبة لهذا اللاعب، كونه ساهم بشكل كبير في صعود الترجي الفالمي إلى حظيرة ما بين الجهات مع تصدّر زياية لائحة هدّافي رابطة عنابة الجهوية لذلك الموسم بعد نجاحه في الوصول إلى شباك المنافسين في 26 مناسبة، الأمر الذي فتح باب النجومية على مصراعيه أمام زياية ''جينيور'' والذي لم يتردّد في تجديد عقده في الموسم الموالي مع الترجي الفالمي على أمل تحقيق حلم الأنصار والصعود إلى الوطني الثاني• وبالفعل، فقد أدى السرب الأسود موسما كبيرا وجانب العودة إلى دوري الدرجة الثانية في الجولات الأخيرة في الموسم الذي سطع فيه نجم زياية كقوة ضاربة في الهجوم بتوقيعه 21 هدفا وتصدّره لائحة الهدّافين• وبدأت العروض تتهاطل تهاطلت العروض على النجم الجديد في منتصف موسم 2003/2004 خاصة وأنه كان يحمل إجازة صنف الأواسط ولم يكن بحاجة إلى ورقة التسريح للانضمام إلى فريق آخر• وقد خطف رئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار الأضواء عند حضوره شخصيا إلى فالمة ومتابعة ثلاثة لقاءات للترجي ضد كل من اتحاد تبسة، اتحاد عين البيضاء ومستقبل الرويسات بغرض الوقوف على المؤهلات الفردية لهذا اللاعب• شهادة تقدير من بلومي كان ''جيبيلي'' نجم الكرة الفالمية لسنوات السبعينيات، مصطفى سيريدي، المدعو ''التيوة'' المقام بتاريخ 8 ماي 2005 فرصة سانحة لبعض الوجوه الكروية البارزة لاكتشاف المهارات الفردية العالية التي يمتلكها الشاب عبد المالك زياية، لاسيما وأنه شارك مع الترجي في مباراة افتتاحية سبقت المقابلة الاعتزالية ل''التيوة''• وقد اعترف النجم لخضر بلومي بمكانة هذا اللاعب في فريق من الدرجة العليا قبل أن تأخذ الأمور مجرى آخر، حيث إن ملعب سويداني بوجمعة تحوّل إلى مكان مفضل لتقديم العروض على الساخن لزياية• وقد كان مزيان إيغيل أكبر المهتمين بالمهاجم الفالمي، إذ أنه طلب منه الموافقة على العرض المقترح عليه من طرف إدارة نصر حسين داي من أجل إدراجه ضمن قائمة المنتخب الأولمبي في الوقت الذي أعرب فيه رئيس اتحاد العاصمة السعيد عليق عن نواياه الجادة في الاستفادة من خدمات هذا المهاجم• دهاء سرار أقنعه بالإمضاء لسطيف ظل رئيس وفاق سطيف سرار يتابع التطورات عن قرب من دون أن يتدخل كطرف بارز في المعادلة، غير أنه وظّف حنكته لإتمام الصفقة بعد نحو أسبوع فقط من الدورة الاعتزالية لسيريدي، لأن عبد المالك زياية تنقّل إلى سطيف رفقة شقيقه محمد ليمضي عقدا لمدة 3 سنوات مع نسور الهضاب• مزيان إيغيل حرمه من المشاركة في ألميريا 2005 دفع زياية ثمن إمضائه لسطيف غاليا، فهذا الاختيار حرم المهاجم الفالمي من المشاركة مع المنتخب الوطني الأولمبي في ألعاب البحر الأبيض المتوسط في نسختها العاشرة التي أقيمت سنة 2005 بمدينة ألميريا الإسبانية، لأن رفض زياية الالتحاق بنصر حسين داي دفع بالمدير الفني الوطني - وقتذاك - إيغيل مزيان إلى شطبه من القائمة بعد آخر تربص إعدادي سبق السفر إلى إسبانيا في الوقت الذي لم يتردّد فيه عليق عن الكشف عن تحسّره عن ضياع هذه الصفقة من بين يديه، حيث جدّد الطلب لكن بعدما أصبح زياية رسميا في وفاق سطيف• موعد مع الثعلب بورحلي التنقل مباشرة من قسم ما بين الجهات إلى الوطني الأول لم يسمح لزياية بالتأقلم بسرعة مع الوفاق، حيث كانت بدايته صعبة للغاية، لأن المهاجم الفالمي ظل احتياطيا في أغلب مباريات موسمه الأول في سطيف من دون أن ينجح في تسجيل ولو هدف واحد طيلة الموسم• الأمر الذي جعل البعض يتنبّأ بإمكانية تسريحه على غرار ما تم العمل به مع ابن بلدته سعيدي، الذي تنقّل برفقته إلى الوفاق السطايفي• لكن الرئيس سرار قرر الاحتفاظ بزياية ضمن التعداد للموسم الثاني على التوالي رغم العروض التي تلقّاها• وكأن ''حكوم'' كان يدرك جيدا بأن خرّيج مدرسة الترجي سيفجّر طاقته الكامنة وقد أكد زياية في هذا الصدد بأنه كان يحظى بدعم معنوي منقطع النظير من المهاجم يسعد بورحلي، الذي كان دوما يحثّه على التركيز على العمل الميداني وقد ذهب بورحلي إلى حد التنبؤ لزياية بخلافته كهدّاف للفريق السطايفي• باكورة غيثه مع زماموش رغم أن عدّاد المهاجم الفالمي كان في تلك الفترة العصيبة متوقفا، فقد انتظر أنصار النسر الأسود مباراة الجولة السابعة لبطولة الوطني الأول لموسم 2006 / 2007 لرؤية أول هدف يحمل توقيع زياية في مرمى حارس اتحاد العاصمة، زماموش، بطريقة فنية رائعة احتفظ بها الكثيرون في أشرطة الفيديو ليكون ذلك هدف ''باكورة'' فتوحات ''البيلدوزر'' الفالمي في عاصمة الهضاب، لأنه توّج مع الوفاق في ذلك الموسم بلقب البطولة الوطنية وكذا دوري أبطال العرب مع نجاح زياية في كسب ثقة الأنصار والمسيرين رغم وجود مهاجمين ذوي خبرة طويلة من حجم بورحلي وطويل لأن ''مليك'' تمكّن من تسجيل أهداف حاسمة جعلت تنبؤات ''ثعلب المساحات'' بشأنه تتجسّد على أرض الواقع ويصبح زياية رأس الحربة الأساسي في تشكيلة الوفاق• 60 هدفا والبقية تأتي المتتبع لمسيرة زياية في الوفاق يقف للوهلة الأولى على أنه اختصاصي في تسجيل الثنائيات وحتى الثلاثيات في مقابلة واحدة• وهو السيناريو الذي تكرّر مع هذا المهاجم في العديد من المناسبات خلال الأشهر ال 15 الأخيرة إلى درجة أن أغلب أهداف وفاق سطيف أصبحت مرتبطة باسم هذا اللاعب، ولن نبالغ إذا قلنا بأن كل مستفسر عن نتيجة النسر الأسود لم يعد يتردّد في السؤال عن حصة زياية من الأهداف في أبسط اعتراف من المتتبعين بالمكانة المرموقة التي بلغها هذا المهاجم في القاطرة الأمامية للوفاق، حيث إن رصيده الإجمالي ارتفع إلى عتبة ال 60 هدفا منذ التحاقه بعاصمة الهضاب• 6 أهداف في أسبوع واحد بغض النظر عن الثنائية الأخيرة أمام شبيبة القبائل، فقد سبق لزياية أن أحرز ستة أهداف في أسبوع واحد وفي ثلاث منافسات مختلفة بثنائية في شباك شباب باتنة في إطار البطولة الوطنية وثنائية أخرى في مرمى الرجاء البيضاوي في لقاء العودة من نصف نهائي كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة، لتكون خاتمة حصاد زياية في ''الويكاند'' ثنائية ثالثة على التوالي وفي مرمى نادي الملعب المالي في ذهاب نهائي كأس الاتحاد الإفريقي• تتويج قاري رغم خسارة الوفاق لكأس الكاف إلا أنه تألق قاريا بتتويجه قبل الأوان بلقب هدّاف النسخة الأخيرة برصيد قياسي بلغ 15 هدفا بفارق 7 إصابات كاملة عن ملاحقه المصري أحمد رؤوف، فضلا عن كون ''مليك'' كان قد سجل في منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا دون تجاهل إنجازاته الشخصية في منافسة دوري أبطال العرب خلال الدورات الثلاث الأخيرة• ويكفي التذكير بأنه موقّع هدف الفوز على حساب الوداد البيضاوي في نهائي 2008 وهو حصاد تاريخي ووفير لشاب يبلغ من العمر 25 سنة• جداوي قدّره بعشرة ملايير أصبح زياية نجم النجوم وجلب اهتمام مناجيرات بعض النوادي الفرنسية كلوريون وسوشو، فضلا عن عروض النوادي السعودية• لكن هذه الأمور تبقى في الوقت الراهن خارج انشغالات المهاجم الفالمي، لأن هناك أطرافا مكلفة بالتفاوض في هذه القضايا وقيمته في السوق لن تقل عن 10 ملايير سنتيم حسب المعطيات الأولية التي تحصّل عليها بعد عملية المعاينة التي قام بها الناخب الوطني الأسبق عبد الغني جداوي مؤخرا لما قدم إلى سطيف كممثل لإدارة نادي سوشو الفرنسي، حيث كان توضيح مسؤولي الوفاق بأن صفقة بيع زياية لن تنزل عن 10 ملايير سنتيم• رسالة في كل مباراة لسعدان بعيدا عن حلم الاحتراف، فإن الحلم الأكبر كان تحقيق حلم والده عثمان، الذي طالما تضرّع إلى الله عز وجل برؤية أحد أبنائه ضمن المنتخب الوطني للأكابر، لأن مدينة فالمة أنجبت الكثير من اللاعبين الذين حملوا الألوان الوطنية في مختلف الأصناف الشبانية• لكن اللعب في صفوف أكابر ''الخضر'' كان حليف سبعة فقط من أبناء الولاية ال24 ويتعلّق الأمر بنور الدين سويداني، الذي لعب لمنتخب جيش التحرير الوطني إبّان الحقبة الاستعمارية، ليليه بعد الاستقلال الثلاثي الذهبي مصطفى سيريدي، نور الدين حشوف وعبد الوهاب إيصالحي، ثم الحارس كمال غفار في منتصف ثمانينيات القرن الماضي وبعده لاعب وسط الميدان عبد الغني جابري والمهاجم المتألق فريد غازي في بداية الألفية الجارية• وعليه، فإن زياية أصبح ثامن خرّيج لمدرسة ترجي فالمة الذي يحظى بشرف تقمّص ألوان المنتخب الوطني أكابر، خاصة وأن كل هدف يسجله كان رسالة صريحة للمدرب الوطني•••يا سعدان نحن هنا•