فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: مجزرة بيت لاهيا إمعان في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ونتيجة للفيتو الأمريكي    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    التزام عميق للجزائر بالمواثيق الدولية للتكفّل بحقوق الطفل    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ولاية الجزائر بين 1999 و2008
الإنجازات فكت العزلة وحركت التنمية
نشر في المساء يوم 17 - 02 - 2009

أثرت الظروف الأمنية التي مرت بها الجزائر مطلع التسعينيات، على واقع العاصمة المعيشي والتنموي، فبالإضافة إلى الدمار الذي لحق بمنشآتها التحتية ومرافقها القطاعية، تحولت الولاية منذ ما يقارب العشرين سنة إلى نقطة جذب ونزوح من مختلف ولايات الوطن، مما ضاعف من الاحتياجات التنموية بها في قطاعات السكن والتعليم والتربية والتكوين والشغل والقطاعات ذات الصلة بالبني التحتية، التي عادة ما تتأثر بالكثافة السكانية، منها الأشغال العمومية، النقل، التهيئة...
وفي ظل هذه المعطيات وتأثير ذلك على واقع التنمية المحلية، اقترح رئيس الجمهورية منذ توليه شؤون البلاد في 1999، برنامجا كان يرى فيه منافسوه للرئاسة آنذاك، برنامجا صعب التحقيق، بالنظر إلى ما كان مطروحا ببلادنا من مشاكل ونقائص على مختلف الأصعدة.. لكن البرنامج تجسد على أرض الواقع وتم بفعل المشاريع الإنمائية والمشاريع الكبرى التي تدعمت بها العاصمة في جميع القطاعات، من تغيير وجه هذه المدينة نحو الأحسن ومحو آثار التخلف التنموي وآثار الدمار الذي ألحقه الإرهاب بمختلف المنشآت القاعدية والمرافق العمومية، وحسب ما يؤكد عليه العام والخاص، فإن ما تحقق بالعاصمة يكاد يرتقي بها إلى مصاف عواصم المتوسط، وهو الهدف الذي ما فتئ يؤكد عليه الرئيس، خاصة وأن عددا كبيرا من المشاريع لا تزال مفتوحة، منها ما هو في طور الإنجاز ومنها ما هو قيد الاكتمال.
عرفت ولاية الجزائر منذ تولي السيد عبد العزيز بوتفليقة شؤون البلاد في أفريل 1999، حركة تنموية واسعة النطاق، جاءت لتستجيب لاحتياجات عميقة وكبيرة كانت مطروحة في جميع المجالات، ولحل المشاكل الكبيرة التي كانت تشهدها العاصمة على غرار ولايات الوطن الأخرى. ويتجلى مستوى التنمية التي وصلت إليه العاصمة مقارنة بما كانت عليه قبل 1999، في الواقع الملموس وما تحمله المعطيات الإحصائية الإيجابية الخاصة بالمؤشرات الاقتصادية المسجلة بين 1998 و2008...
واستنادا إلى هذه المعطيات، عرفت الحظيرة السكنية ارتفاعا من 400 ألف وحدة سكنية خلال 1998 إلى أكثر من 500 ألف خلال 2008، وارتفعت شبكة الطرق الوطنية من 247 كلم خلال 1998 إلى 293 كلم في 2008، وشبكة الطرق الولائية من 101 كلم إلى 254 كلم والطرق البلدية من 102 كلم إلى 1200 كلم. وتفيد ذات المؤشرات ببلوغ العاصمة نسبة 56 بالمائة من إجمالي نسبة التهيئة المسجلة على المستوى الوطني، وتصل نسبة شغل المساكن فيها إلى 5.4 بالمائة من المجموع المسجل على المستوى الوطني، ونسبة الربط بمحطات تصفية المياه إلى 92 بالمائة من المجموع الوطني، وتصل نسبة الربط بشبكة الصرف إلى 87 بالمائة و96 بالمائة من نسبة التزود بالكهرباء و36 بالمائة نسبة الربط بشبكة الغاز.
تزويد 85 بالمائة من السكان بالمياه 24/24 ساعة
الحديث عن قطاع الري واقتصاد المياه، هو الحديث عن المسائل المرتبطة بالتزود بالمياه الصالحة للشرب وربط السكان بمحطات تصفية المياه، والتوصل إلى توفير الصرف الصحي وحماية العاصمة من تأثيرات الفيضان وحماية مياه البحر والأودية من التلوث، وهي مسائل وجدت الحل اعتبارا من سنة 2000، والأكثر من ذلك، فإن السياسة المعتمدة في هذا الجانب من شأنها ضمان إنتاج المياه الصالحة للشرب على مدى 30 سنة القادمة وضمان معالجة جميع المياه المستعملة في حدود سنة 2012.
وما يجب ذكره أن العاصمة عرفت لأكثر من خمسة عقود أزمة حادة في التزود بالمياه الصالحة للشرب، وزادت مرحلة الجفاف التي مرت بها الجزائر مطلع التسعينيات من حدة الوضع بالعاصمة، بفعل تراجع منسوب الآبار المتوزعة عبر إقليمها وغياب مصادر التزود بالمياه، مما أدى بالإدارة المكلفة بتسيير هذا القطاع قبل 1999 إلى تمديد الأيام التي يتم فيها تزويد السكان بالمياه مرة واحدة كل 10 أيام، بعد أن كانت مرة واحدة كل 6 أيام.
وحسب مدير الري لولاية الجزائر، السيد إسماعيل عميروش، فإن سنة 2001 شهدت اعتماد حلول جذرية لتوفير هذه المادة والاستجابة لجميع الانشغالات المطروحة وتمكين سكان العاصمة من التزود بالماء الشروب، منها مشروع تحلية مياه البحر انطلاقا من 4 محطات صغيرة بكل من زرالدة واسطاوالي وبرج الكيفان وعين البنيان، ومن هنا انطلقت فكرة إنشاء محطة الحامة التي تم تدشينها مطلع سنة 2008 والتي تتسع الآن لتحلية 200 ألف متر مكعب يوميا، وتم بالموازاة مع هذه المشاريع إعادة هيكلة شبكة التوزيع وانجاز21 خزانا ضخما سعة كل واحد 5 آلاف متر مكعب، وإعادة هيكلة الآبار ومحاربة إنجاز الآبار العشوائية، وبحلول 2003 تمت تهيئة الشبكة التي تربط سد تاقصبت الواقع بولاية تيزي وزو بالعاصمة لضخ العاصمة ب 180 ألف متر مكعب يوميا، كما تم تشغيل منشآت عديدة مكنت من تحسين مستوى التغطية من الماء الشروب ورفع حصة التزود بها وتوزيعها.
وحسب مدير الري، فإن هذه المشاريع التي تم إنجازها مجتمعة، مكنت الولاية من تنويع مصادر التزود بالمياه وتوفيرها بكميات بلغت 1.2 مليون متر مكعب يوميا، وهي سعة تتعدى بكثير الاحتياجات، مما مكن من تزويد 29 بلدية بالمياه الصالحة للشرب بمعدل 24 ساعة على 24 ساعة وتزويد 19 بالمائة من سكان الولاية بالمياه بمعدل 6 ساعات إلى 20 ساعة في اليوم و9 بلديات تقطنها 19 بالمائة من إجمالي سكان العاصمة بمعدل 6 ساعات إلى 16 ساعة في اليوم، ويصل إجمالي عدد السكان الذين يتم تزويدهم يوميا بالمياه الصالحة للشرب إلى 2.620 مليون نسمة يمثلون نسبة 84 بالمائة، في حين أن 300 ألف نسمة فقط تعرف تذبذبا في التزود بالمياه.
من جانب آخر، وفي مجال التطهير، تم التوجه إلى حل مشكل غياب شبكة لائقة للتطهير بالعاصمة، من خلال اعتماد المخطط العام للتطهير الذي جاء للحفاظ على شروط النظافة والصحة ومحاربة تلوث مياه الأودية والبحر والوقاية من الفيضانات وإعادة تأهيل وتكييف الشبكات الموجودة. كما مكن المخطط من إعادة تشغيل محطة التصفية ببراقي لتصفية المياه المستعملة ل 900 ألف نسمة وإنجاز محطة أخرى بالرغاية لتصفية مياه 400 ألف نسمة ومحطة ببني مسوس لتصفية مياه 250 ألف نسمة، بالإضافة إلى إنجاز 30 محطة للرفع وثلاثة أحواض للحفظ بكل من سيدي يحيى وباب الزوار وميناء الجزائر وإنجاز مجمع رئيسي للمياه المستعملة بطول 120 كلم.
وقد مكن المخطط العام من تحسين نسبة الربط بشبكة التطهير التي انتقلت من 95 بالمائة في 2006 إلى 96 بالمائة في 2007، وجمع ومعالجة المياه المستعملة وإعادة استغلالها في النشاط الفلاحي، والقضاء على الصرف المباشر للمياه المستعملة في البحر، وإنجاز نظام خاص لإعادة استعمال المياه المطهرة وتصحيح مسارات أودية العاصمة.
تحقيق 1884 مشروع فلاحي بين 2000 و2008
أخذ قطاع الفلاحة اهتماما بالغا في برنامج رئيس الجمهورية، وتم منذ سنة 2000 تخصيص دعم مالي للفلاحين بلغ 2.19 مليار دينار تم توجيهه لمختلف المتدخلين في القطاع الفلاحي. وحسب السيدة وزنة عبادي مسؤولة الإنتاج بمديرية الفلاحة لولاية الجزائر، فإن برنامج الدعم شمل عملية تأهيل وعصرنة المستثمرات الفلاحية وتم تسجيل انخراط 1280 فلاح من مجموع 3980 فلاح محصى بالعاصمة. وحسب المتحدثة، فإن أكثر من نصف المستثمرات الفلاحية المعنية بالدعم تقع بمنطقة المتيجة المعروفة بأراضيها الخصبة وتمثل 56 بالمائة من إجمالي المساحات، وتتوزع باقي المستثمرات المعنية بالدعم بين الساحل والمناطق الأخرى للولاية.
وبلغ عدد المشاريع المنجزة في إطار الدعم المذكور 1884 مشروع تم من خلالها تسجيل انخراط 794 مستثمرة في مشاريع خاصة بمجال السقي، و576 أخرى في مجال الغرس، و334 مستثمرة في مجال تربية النحل و116 مشروع في مجال إنتاج الحليب. ولم يستثن الدعم الذي تم تخصيصه لدفع القطاع الفلاحي بالولاية المستثمرات ذات المساحة الصغيرة. وحسب السيدة عبادي، فإن البرنامج دعم 491 مستثمرة فلاحية تقل مساحتها عن 5 هكتارات، و241 تتراوح مساحتها بين 5 و10 هكتارات، و266 مستثمرة بين 10 و20 هكتارا، و222 مستثمرة بين 20 و50 هكتارا و63 أخرى تفوق مساحتها 50 هكتارا.
وتؤكد مسؤولة الإنتاج بمديرية الفلاحة، بأنه بين سنوات 2000 و2008 تم غرس 1000 هكتار بأشجار الحوامض و700 هكتار بالكروم و40 هكتارا خصصت للبيوت البلاستيكية، بالإضافة إلى انجاز130 وحدة لحفر الآبار، وتم فتح 31 غرفة تبريد بسعة إجمالية تقدر ب 38 ألف متر مكعب قادرة على تخزين 15 ألف طن من المواد الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع، وتم خلال نفس الفترة إنشاء 14 مشتلة بمساحة 34 هكتارا وتطوير قدرات إنتاج النحل إلى 10 آلاف خلية، وإنجاز وحدة لتقطيع الديك الرومي تتسع لتقطيع مابين 40 إلى 50 ديكا روميا في الساعة، ومكنت هذه المشاريع مجتمعة من استحداث 1700 منصب شغل دائم.
من جانب آخر، وحسب مدير الفلاحة لولاية الجزائر، السيد حمداوي لعبيدي، فإن برنامج الدعم الموجه للفلاحين بولاية الجزائر، تضمن كذلك برامج تكميلية لإدماج صغار المستثمرين في مشاريع جوارية حول المستثمرات، وقد عرفت هذه المشاريع إقبالا كبيرا من طرف المهتمين بالاستثمار في المجال الفلاحي، وبلغ عدد الملفات المودعة على مستوى اللجنة المكلفة بالملف 212 طلبا، تم قبول 168 ملفا منها، لإنشاء 31 وحدة للاستشارات الفلاحية،و 12 وحدة لتربية الديك الرومي،و7 وحدات متخصصة في الصحة النباتية والمكننة، ووحدة لإنتاج الأعلاف، وحاضنة بيض، و6 مجمعات لإنتاج الحليب، و5 مكاتب نظافة، ووحدة متخصصة في إنتاج الصناعة الغذائية وأخرى في زراعة الفطريات، ووحدة لإنتاج العجائن، ومخبر لتحليل التربة وآخر لصيانة الفلاحة ووحدة للسقي.
وبالنظر إلى ما تم تحقيقه من إنجازات في قطاع الفلاحة بولاية الجزائر مقارنة بما كان مسجلا قبل سنة 2000، فإن الإنتاج الفلاحي المنتظر تحقيقه في آفاق سنة 2013، سيعرف حسب السيد لعبيدي، ارتفاعا سنويا محسوسا يقدر ب 8 بالمائة بين 2009 و2013 بعد أن كان 1 بالمائة بين سنوات 2000 و2003 و4 بالمائة بين 2004 و2008، وهي معطيات تعكس البعد التنموي الذي أخذته الإستراتيجية المعتمدة في مجال الفلاحة بولاية الجزائر.
اعتماد الصحة الجوارية ومشاريع هامة قيد الاكتمال
شهد القطاع الصحي منتصف التسعينيات تراجعا معتبرا في عدد المرافق الصحية، بسبب تعرض العديد منها للتخريب من طرف الإرهاب، وكانت من بين أولويات السياسة المعتمدة في القطاع منذ تولي رئيس الجمهورية شؤون البلاد سنة 1999، إعادة بناء ما تم تخريبه من هذه المنشآت، والأكثر من ذلك أخذ برنامج الرئيس بعدا إصلاحيا في مجال الصحة، وكان ذلك بهدف الاستجابة للاحتياجات المطروحة والنقائص المسجلة على هذا المستوى. وحسب مدير الصحة لولاية الجزائر، السيد لكحل رابية، في تصريح ل"المساء"، فإن العمل في مجال الصحة ارتكز اعتبارا من سنة 1999 على فك العزلة، التي فرضها الإرهاب آنذاك على عدد من البلديات، بفعل تخريبه لمنشآتها الصحية، وتم خلال هذه الفترة برمجة بناء 6 مراكز صحية بكل من سيدي يوسف، حي الدكاكنة بالدويرة، حي شلالي بالخرايسية، أولاد فايت، عين الكحلة بهراوة وسيدي منيف بزرالدة، كما تم الانطلاق في إعادة بناء المرافق التي تم تخريبها بابن طلحة، سيدي موسى وأولاد علال، وفتح عيادة بسيدي موسى واستكمال المشاريع التي كانت متوقفة بسبب الإرهاب، منها العيادات المتعددة الخدمات بالسحاولة وبئر توتة وأولاد فايت والعاشور...
وعرفت وتيرة الإنجازات بحلول 2001، انقطاعا بسبب فيضانات باب الوادي، وتم التركيز حينها على التكفل بضحايا هذه الكارثة الطبيعية. ويضيف مدير الصحة أن الزلزال الذي ضرب ولايتي الجزائر وبومرداس في ماي 2003، زاد من عرقلة وتيرة إنجاز المشاريع وأدى إلى تضرر العديد من الهياكل الصحية، مما استدعى توجيه الاهتمام إلى المرافق المتضررة من مستشفيات ووحدات صحية بشرق ووسط العاصمة، منها مستشفى بارني والحراش والرويبة وعين طاية، ويصل عدد الوحدات الصحية التي هدمها الزلزال وطالها الترميم، 29 وحدة، واستفاد القطاع من 3 عيادات متعددة الخدمات بكل من درقانة والدار البيضاء وبباب الزوار. ويضيف السيد رابية، أن برنامج الرئيس اعتمد على تدعيم قدرات العلاج الجواري، باعتباره أساس كل سياسة صحية لتقريب المرفق الصحي من المواطن، وشهدت سنة 2005 انطلاق المشاريع الكبرى منها بناء عيادات متعددة الخدمات بكل من عين النعجة والمحمدية والجزائر الوسطى ثم الشراربة والدويرة، ويشمل البرنامج بناء 30 عيادة متعددة الخدمات، 10 منها في طور الإنجاز، وتم بالموازاة مع ذلك الانطلاق في تحديد الأحياء السكنية الكبرى والبناءات الجماعية الجديدة بالولاية لفتح قاعات للعلاج على مستواها، وتم في هذا الإطار إحصاء 18 حيا معنيا بهذه المشاريع، وتم لحد الآن انجاز 6 قاعات بكل من حي الشراربة، حي 936 مسكن بالكاليتوس، حي الهضبة الخضراء ببرج الكيفان، حي سيدي يوسف، حي 1000 مسكن بعين البنيان وحي القرية بزرالدة. وسيتم حسب المتحدث، فتح 3 مراكز وسيطة لعلاج المدمنين على المخدرات في كل من الشراقة وبرج الكيفان وسيدي محمد، كما سيتم فتح مركزين جواريين بكل من بني مسوس وبارني وتوسيع شبكة الوحدات العاملة بالمستشفيات على مدار 24 ساعة، وشمل البرنامج 48 عملية ترميم وإعادة تأهيل الهياكل القديمة، كما ستشهد نهاية السداسي الأول من السنة الجارية استكمال ترميم 30 مصحة استشفائية.
من جانب آخر، يشمل البرنامج الجديد مشاريع تخص إنجاز أقطاب صحية ذات مقاييس عالية في عدد من التخصصات الدقيقة، ويخص الأمر بناء - ولأول مرة - مستشفى متخصصا في الجراحة الخاصة بالأطفال ومركبا للأمومة والطفل والولادات العسيرة ومصلحة للإنعاش خاصة بحديثي الولادة، بالإضافة إلى مستشفى خاص بمعالجة المصابين بالحروق بالدار البيضاء، وسيتم تجهيزه بأحدث التكنولوجيات المعتمدة في هذا المجال، وكذا مستشفى متخصص في أمراض كبار السن، بالإضافة إلى بناء معهد وطني لطب وجراحة القلب خاص بالأطفال، كما ستشهد العاصمة انجاز 3 مستشفيات عامة تتسع ل 240 سرير بكل من براقي وأولاد فايت والدرارية، بالإضافة إلى إنجاز مراكز حضرية للولادة بكل من الدويرة والرويبة وعين البنيان وحيدرة، كما تم الانطلاق في بناء مركز ولائي لحقن وجمع وتخزين الدم ببلدية الشراقة.
قطاع التربية يتدعم ب 1140 مؤسسة تعليمية
ارتكز البرنامج المسطر في قطاع التربية، على القضاء على العمل بنظام الدوامين على مستوى الطور الابتدائي، وتغطية التجمعات السكنية الجديدة بالهياكل التربوية وترميم المنشات المتوفرة، بالإضافة إلى تجهيز المؤسسات التربوية بأجهزة الإعلام الآلي وتعميم التدفئة على مستوى المؤسسات ووحدات الكشف الطبي المدرسي وتطوير النشاط الرياضي في الوسط المدرسي.
وسجل القطاع بين سنوات 1999 و2008 إنجاز عدة مرافق تربوية وتعليمية جاءت حسب مدير التخطيط بوزارة التربية الوطنية، السيد خوجة بلجيلالي، لتدعيم الهياكل التربوية المتوفرة والاستجابة لاحتياجات التمدرس، وتم في ذلك انجاز 1140 مرفق تربوي جديد، منها 1079 ابتدائية، 42 متوسطة، 19 ثانوية و7 مطاعم مدرسية. وشهدت سنة 1999 بناء 13 مؤسسة ابتدائية، 3 متوسطات و3 ثانويات، وتم في 2000 بناء 31 ابتدائية و9 متوسطات، وتم تشييد 216 ابتدائية في 2001 و144 في 2002 و204 في 2004 و90 في 2005 و285 مؤسسة في 2006. وحسب البرنامج المسطر الخاص بتدعيم المرافق التربوية في الفترة الممتدة بين 2005 و2009، سيتم إنجاز ثانوية دولية ببلدية القبة و23 ثانوية و43 متوسطة، بالإضافة إلى إعادة تهيئة وترميم 10 ثانويات قديمة بالعاصمة.
الرفع من قدرة استيعاب المرافق و4 جامعات قيد الإنجاز
تميزت الفترة الممتدة بين 1999 و2008 في قطاع التعليم العالي، بإنجاز عدة مشاريع، منها توفير 7700 مقعد بيداغوجي جامعي و6600 سرير بالأحياء الجامعية و3400 مقعد إضافي في مجال الإطعام و4 مكتبات جامعية ب 950 مقعد، وحسب المعطيات الإحصائية الصادرة عن ولاية الجزائر، فإن القطاع احتوى في برنامجه حتى 2007، 60500 مقعد بيداغوجي و41 ألف سرير وعدد من الهياكل، وتم خلال السنة المذكورة الانطلاق في استغلال الهياكل الجديدة والقيام بدراسات تخص إنجاز هياكل أخرى، منها كلية الرياضات ب 2000 مقعد بيداغوجي بجامعة باب الزوار وإقامة جامعية بأولاد فايت بسعة 3000 سرير ومطعم جامعي ببوزريعة بقدرة استيعاب تقدر ب 800 مقعد وقاعة متعددة الرياضات بجامعة باب الزوار، بالإضافة إلى تهيئة المنشآت الرياضية بدالي إبراهيم وتوسعة مكتبة كلية الحقوق بابن عكنون. وبالموازاة مع هذا، تم الشروع خلال نفس الفترة في انجاز دراسة تخص توفير 32500 مقعد بيداغوجي و28100 مكان للإيواء، بالإضافة إلى برمجة 11 ألف مقعد بيداغوجي و4 آلاف سرير انطلقت أشغال إنجازها سنة 2007.
من جانب آخر، سيشهد القطاع تدعيم طاقاته الاستيعابية، من خلال إنجاز عدد من الوحدات الجامعية الجديدة منها كلية للحقوق بسعيد حمدين ببئر مراد رايس تتسع ل 10 آلاف مقعد بيداغوجي وكلية للطب بابن عكنون تتسع ل 10 آلاف مقعد وكلية الإعلام والاتصال بحيدرة تسع ل 2000 مقعد بيداغوجي ومعهد عال للتجارة بحيدرة يتسع ل 1000 مقعد.
تدعيم المرافق لتمكين جميع المستويات التعليمية من التكوين
ارتكز العمل في قطاع التكوين المهني منذ 1999 على التكفل بالطلب الاجتماعي في هذا المجال وتوفير اليد العاملة المتخصصة والمؤهلة، وتحول القطاع في برنامج الرئيس إلى دعامة هامة لسوق الشغل، وحاد في مضمونه عن احتواء المتسربين مدرسيا واتجه إلى استحداث يد عاملة مؤهلة وتمكين جميع الشرائح الشابة من الالتحاق بعالم الشغل المتخصص وفتح مجال التكوين والتمهين لصالح الشباب بدون مستوى تعليمي. وفي الجانب المتعلق بتوفير هياكل ومرافق التكوين، تدعم القطاع بمركزين للتكوين المهني بكل من باب الوادي ووادي قريش، كما تم الانطلاق في انجاز معاهد وطنية متخصصة ستسلم خلال الثلاثي الأول من هذه السنة، منها معهد في السياحة والفندقة بعين البنيان ومعهد في التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال بالرحمانية ومعهد متخصص في الصناعة الغذائية بتسالة المرجة، ويشمل البرنامج إنجاز أربعة مراكز للتكوين المهني المتخصص في التلحيم بالرويبة والتبريد ببئر مراد رايس.
تطوير المرافق الرياضية وتدعيم الترفيه الجواري
أخذ موضوع التكفل باحتياجات الشباب في ميدان الرياضة والنشاطات الشبابية والترفيهية، جانبا هاما في برنامج رئيس الجمهورية، وتم لذلك توفير وتطوير عدد من المرافق وهياكل الرياضة والترفيه الجواري، بالإضافة إلى إعادة تأهيل حظيرة الهياكل المتوفرة.
وتم بين 1999 و2008 إنجاز عدد كبير من المشاريع، منها المدرسة الوطنية لكرة القدم بسيدي موسى والمدرسة الوطنية للرياضة الشراعية ببرج البحري وانجاز 5 ملاعب جوارية بكل من بوشاوي والشراقة وبني مسوس والجزائر الوسطى وبئر مراد رايس، بالإضافة إلى تهيئة عدد من المرافق الرياضية، منها 15 قاعة متعددة الرياضات وكل من ملعب 20 أوت وبولوغين وزرالدة والرويبة وحي العلوم بالجزائر وأرضية ملعبي الحراش وبابا حسن والمركب الرياضي لكرة اليد بالرويبة و5 دور للشباب بكل من الحراش والمرسى والدرارية وسويدانية والحمامات، كما تم الانطلاق في انجاز دراسات تخص إعادة تأهيل وتجهيز كل من المركب الرياضي والقاعة المتعددة الرياضات بالرويبة و15 قاعة متعددة الرياضات وملعب المقراني بابن عكنون والمسبح شبه الأولمبي بباب الزوار، بالإضافة إلى إنارة جميع ملاعب الولاية.
وشهدت سنة 2007 الانطلاق في دراسة عدة مشاريع، منها انجاز مأوى للشباب بعين البنيان والرويبة واسطاوالي، مخيم للشباب ببلدية هراوة، دور للشباب بكل من الدرارية وأولاد فايت، مسبح اولمبي بجسر قسنطينة، مركب للترفيه العلمي بباب الوادي، مسبح شبه اولمبي بالدرارية، قاعة متخصصة بكل من المعالمة والسويدانية، قاعتين متعددتي الرياضات بأولاد فايت والدرارية ومركبين للرياضة والترفيه الجواري بالمحمدية وبوزريعة. ومن المنتظر إنجاز مسبح شبه اولمبي بالقبة وثلاثة أخرى بالدرارية، بالإضافة إلى مسابح اولمبية بكل من الدويرة وعين النعجة، 10 قاعات متعددة الرياضات بعدد من البلديات، 8 مركبات جوارية وقاعتين متخصصتين و4 مأوى للشباب بعين البنيان وعين طاية واسطاوالي والرويبة، بالإضافة إلى 10 دور للشباب ببلديات الرغاية، جسر قسنطينة، الدرارية، براقي، اسطاوالي، أولاد فايت والمعالمة، كما سيتدعم القطاع في إطار البرامج الكبرى الهيكلية بمركز لتجمع الفرق الوطنية بالسويدانية يضم جناح إقامة ومسبحا وملاعب متخصصة وممرات للركض الفردي وملعبا يتسع ل 40 ألف مقعد ببراقي، بالإضافة إلى انجاز ملعب يتسع ل 40 ألف مقعد بالدويرة.
قطاع الأشغال العمومية... قطاع تتقاطع فيه كبريات المشاريع
جاءت المشاريع المنجزة في قطاع الأشغال العمومية، لتطوير القطاع ومعالجة المشاكل المرتبطة بالاختناقات المرورية على مستوى الطرق الوطنية ومفترقات الطرق والرفع من قدرات هذه الشبكات التي عانت الأمرين لعقود من الزمن.
وقد سجل القطاع منذ 1999 عدة انجازات هامة شملت تهيئة عدد من مفترقات طرق بكل من حي 5 جويلية بباب الزوار وبوشاوي ونادي الصنوبر وبئر مراد رايس وعين الله بدالي إبراهيم، بالإضافة إلى انجاز طرق اجتنابية بكل من عين طاية وبابا حسن وبرج الكيفان والشطر الأول للطريق الاجتنابي بأولاد فايت وطريق جديد باتجاه مطار الجزائر ومحول حي زرهوني وانجاز ممر علوي على مستوى الطريق الوطني رقم 5 وطريق يربط بين شارع جيش التحرير الوطني وفرنان حنفي.
وعرفت سنة 2007 الانطلاق في دراسة انجاز الطريق الرابط بين حي المنظر الجميل بالقبة والطريق العرضي الجنوبي ومحول الطريق العرضي الجنوبي والطريق الوطني رقم 8 وانجاز الشطر الثاني من الطريق الاجتنابي بأولاد فايت.
وشمل القطاع برامج أخرى هيكلية منها الطريق السيار الثاني للجزائر ويخص انجاز دارة للطريق السريع مع شريط عازل مركزي وشريط للتوقف الاضطراري على طول 65 كلم منها 32 كلم تربط زرالدة ببودواو عبر ولاية الجزائر وازدواجية للطريق الوطني رقم 11 وتشمل دارة للطريق السريع مع شريط عازل مركزي وشريط للتوقف الاضطراري على طول 1.7 كلم، مع تهيئة مفترق الطرق وازدواجية أخرى بالطريق رقم 24 على طول 9 كلم مجهزة بشريط عازل مركزي ومنشأتين فنيتين ونفق ارضي و3 مفترقات طرق دائرية وخط رابط بين الصنوبر البحري وبرج البحري على امتداد 3 كلم.
ومن جملة المشاريع الأخرى المبرمجة، إنجاز ازدواجية الطريق الوطني رقم 36، يتوزع على جزئين، منها ما هو خاص بالطرق الرئيسية على امتداد 20 كلم ومنها ما هو خاص بالطرق الفرعية منها المنحدرات والمداخل على امتداد 3.5 كلم، ويشمل المقطع الثاني بابا حسن والطريق الوطني رقم 11، ويشمل أيضا إعادة تهيئة محول الشراقة الغربية الذي هو قيد الانجاز وتهيئة مفترق الطرق عين الله ويضم نفقين أرضيين مركبين فوق بعضهما البعض الأول باتجاه ابن عكنون وغابة ديكار على طول 451 مترا، والثاني يربط العاشور ببني مسوس على طول 164 مترا منها 47 مترا مغطاة بالإضافة إلى تهيئة محول سطحي.
وتتضمن المشاريع الهيكلية الكبرى الخاصة بالقطاع، مشروع تهيئة مفترق الطرق الوئام ببئر مراد رايس ويضم نفقين أرضيين مركبين فوق بعضهما البعض، ويخص الأول اتجاه الينابيع والبليدة على طول 310 متر، منها 195.4 متر مغطاة، والثاني باتجاه مزدوج بين البليدة وبئر مراد رايس على طول 180 متر منها 62.5 مغطاة، بالإضافة إلى تهيئة محول سطحي وتهيئة مفترق الطرق بحيدرة، ويحتوي المشروع على جزء يمثل المنشآت الفنية مخصص للطريق وتهيئة المداخل ومفترق الطرق وتهيئة نهج أولمان خليفة، ويشمل انجاز نفقين أرضيين وجسر وتهيئة طريق يقدر ب3.5 كلم.
الحفاظ على الموروث الثقافي والإرث التاريخي
أخذ الجانب الثقافي قسطا كبيرا من الاهتمام في برنامج رئيس الجمهورية، من خلال تثمين التراث المادي والمعنوي للعاصمة، على غرار المدن الأخرى، ولأن العاصمة تتمتع بخصوصية وتنوع ثقافي وتراثي هام، تم في هذا الإطار اعتماد برامج هامة تهدف إلى الحفاظ على ما هو موجود من تراث مادي ومعنوي وتثمينه وإعادة إحياء المواقع التراثية والأثرية التي طالها التدمير المتعمد من طرف الاستعمار الفرنسي.
وحسب مديرة الثقافة لولاية الجزائر، السيدة بديعة ساطور، فإن برنامج الرئيس في الجانب الثقافي تضمن عدة محاور هامة، منها الاهتمام بترميم القصبة، وهي عملية كبرى أخذت بعدا استعجاليا، وعلى هذا الأساس فإن الأشغال تعرف الآن تقدما معتبرا ويتم في ذلك الاعتماد على آليات الترميم التي حددها القانون رقم 98 /04 وتم لحد الآن الانتهاء من ترميم دار عبد اللطيف ب"رويسو"، وجاء حسب مديرة الثقافة ترميم هذا المعلم التاريخي بناء على توجيهات رئيس الجمهورية خلال الزيارة التي قام بها إلى المعلم عقب زلزال 2003. وثم في نفس الإطار حسب ممثلة القطاع تسطير برنامج آخر يخص ترميم 50 قصرا هي الآن في طريق الاكتمال، منها راحة الداي ببولوغين وجنان الأخضر بالمدنية وجنان محي الدين بسيدي محمد.
وفي إطار الاهتمام بالتراث غير المادي وتثمين التراث الشعبي، يتم التركيز على إحياء الأعياد الشعبية ومآثر الشخصية العاصمية والمأثور من الشعر الشعبي العاصمي، بالإضافة إلى تنظيم مهرجانات محلية بالعاصمة في إطار التبادل بين مختلف ولايات الوطن، فضلا عن تفعيل دور الجمعيات الثقافية.
من جانب آخر، يركز البرنامج المعتمد في المجال الثقافي على تشجيع المقروئية والرفع من مستواها بالعاصمة إلى مستوى مقاييس منظمة اليونسكو، وتم في هذا الإطار خلال سنة 2005 اقتناء أكثر من 32 ألف كتاب تم توزيعها على 66 مكتبة وقاعة مطالعة وتم في 2007 اقتناء ما يقارب 30 ألف كتاب وتوزيعها على 43 مكتبة وقاعة مطالعة، وتم في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية اقتناء أكثر من 21 ألف كتاب على دفعتين ويقدر عدد الكتب الموزعة بين 2005 و2008 ب 131879 كتاب.
مشاريع كبرى تدعم قطاع النقل بالولاية
شهد قطاع النقل مطلع سنة 2000، إعادة بعث عدد من المشاريع الكبرى، منها ما كان متوقفا منذ مطلع السبعينيات، على غرار مشروع مطار الجزائر الدولي ومترو العاصمة، وإنجاز أخرى هامة، منها كهربة خط السكك الحديدية ومشروع التراموي، بالإضافة إلى إعادة بعث وإحياء نشاط مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لولاية الجزائر (إيتوزا) مطلع 2003، بعد أن كادت تحل بسبب الأزمة المالية التي مرت بها منذ منتصف التسعينيات وتعرض هياكلها للتخريب من طرف الإرهاب آنذاك...
ويعد مطار الجزائر الدولي من أكبر الإنجازات التي سجلها قطاع النقل بين 2002 و2006 وهو - مثلما هي عليه المطارات الدولية بالنسبة لبلدانها - المرآة الأولى للجزائر، فقد تم تشييده بمقاييس عالمية جد متطورة في مختلف المجالات، وجاء لتدعيم حركة النقل الجوي للمسافرين وتسهيل حركة الملاحة الجوية المدنية في بلادنا، وهو مؤهل بفعل طاقة استيعابه الهامة لاستقبال 6 ملايين مسافر سنويا.
كما يعد مترو الجزائر من ضمن المشاريع الضخمة التي تم بعثها من جديد، وكلف ميزانية الدولة 110 ملايير دينار وهو مدرج ضمن المشاريع الكبرى في القطاع، وهو مؤهل لنقل 41 ألف مسافر كل ساعة، يمتد خطه الأول على طول 9.5 كلم ويضم 10 محطات انطلاقا من البريد المركزي باتجاه حي البدر، ومن حي البدر باتجاه الحراش على امتداد 4 كلم ويغطي 4 محطات، كما يضمن النقل انطلاقا من البريد المركزي باتجاه ساحة الشهداء على امتداد 1.8 كلم ويضم المشروع محطتين وخطا يربط حي البدر بعين النعجة على امتداد 2.7 كلم.
وتشمل البرامج الكبرى للقطاع مشروع التراموي الذي انطلقت أشغال انجازه في مارس 2007، وهو يمثل نمطا جديدا من النقل في العاصمة وبإمكانه نقل حوالي 185 ألف مسافر يوميا ويغطي 23 كلم من الخطوط ويضم 40 محطة ويتوفر على 21 قاطرة كل واحدة منها قادرة على نقل 400 مسافر. ويضم المشروع الذي سيسلم الشطر الأول منه نهاية هذه السنة، 3 مقاطع يربط الأول منها برج الكيفان بالمحمدية ويربط الثاني المحمدية حي مختار زرهوني بحي المعدومين والمقطع الثالث يربط برج الكيفان بدرقانة.
وفي مجال النقل بالسكك الحديدية وبهدف الوصول إلى تغطية النمو المتزايد لحركة المرور، تم كهربة 350 كلم من السكك الحديدية بالعاصمة وانجاز 3 محطات فرعية للتزود بالطاقة، وتم في نفس الإطار الرفع من عدد القاطرات المستعملة يوميا من 110 إلى 220 على المحطات، بالإضافة إلى التخفيض من الوقت المستغرق في الرحلات والفارق الزمني الخاص بمرور القطارات.
وزارة العمل ومديري السكن، النقل والتعمير يمتنعون عن تقديم حصيلة عهدتي الرئيس
للإشارة... نحيط علما قراءنا الكرام، بأن عددا من المديرين التابعين لولاية الجزائر، امتنعوا عن تقديم حصيلة برنامج رئيس الجمهورية، منهم مدير السكن لولاية الجزائر الذي تغيب عن ثلاثة مواعيد حددها لنا، مديرا التعمير والنقل اللذين امتنعا أصلا عن تحديد موعد لنا وهذا بعد تأكيدهما لنا تلقيهما طلبنا من ديوان والي الولاية، الذي أعطى لهما الضوء الأخضر لإجراء لقاءات صحفية معنا.
وما تجدر الإشارة إليه هو أن عرضنا لحصيلة هذه القطاعات، جاء اعتمادا على معطيات تحصلنا عليها من ولاية الجزائر وحرصنا على عدم القفز على تقديمها لأهميتها وثقلها في برنامج رئيس الجمهورية.. بالمقابل، وبسبب عدم توفر المعطيات الرقمية والإحصائية الخاصة بقطاع العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، لم نتمكن "مجبرين " من تقديم حصيلة هذا القطاع، رغم أهميته وما تحقق فيه من انجازات، والسبب يرجع بشكل مباشر إلى تعمد المكلفة بالإعلام على مستوى هذه الدائرة الوزارية، عرقلة عملنا وعدم تسهيل مهمتنا رغم استجابتنا "المتكررة" لطلبها الخاص بإرسال طلب مكتوب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.