الرئيس السوداني يصف اتهامات المحكمة الدولية ضده ب "الأكاذيب" وصف الرئيس السوداني عمر البشير امس ب"الأكاذيب" الاتهامات التي وجهها له المدعي العام بمحكمة الجنايات الدولية بارتكاب مجازر ضد الانسانية في اقليم دارفور. وادلى الرئيس السوداني بهذا التصريح امس، لدى وصوله الى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وسط اجراءات امنية غير مسبوقة ضمن جولة تقوده الى ولايات الاقليم الثلاثة وتدوم يومين يعلن خلالها عن مبادرة سلمية لإنهاء النزاع القائم في هذا الاقليم منذ خمس سنوات. وقال البشير مباشرة بعد وصوله الى الفاشر امام المئات من السكان الذين كانوا في استقباله ان "ما قاله اوكامبو حول دارفور يبقى مجرد اكاذيب لا اساس لها من الصحة". في اشارة الى مذكرة التوقيف التي اعلن عنها المدعى العام بمحكمة الجنايات الدولية الارجنتيني لويس مورينو اوكامبو. ولكن الرئيس عمر البشير استدرك واكد على ضرورة ايجاد حل سلمي للنزاع القائم في دارفور وقال "انني جئت الى هنا لأقول شيئا واحدا ان كل شخص هجر يجب ان يعود الى منطقته الاصلية وعلى الحكومة ان توفر للجميع كل الخدمات الاجتماعية اللازمة. وينتظر ان ينتقل الرئيس السوداني ضمن هذه المساعي الجديدة للحكومة السودانية لاحتواء النزاع المسلح في هذا الاقليم المضطرب حيث ينتظر ان يحل اليوم بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور لتدشين عدة مشاريع تنموية بهدف تحسين الاوضاع المعيشية للسكان وتمكينهم من فرص عمل تساعد على استقرارهم في قراهم الاصلية . وتسعى السلطات السودانية من خلال هذه الزيارة الاولى من نوعها للرئيس السوداني منذ اكثر من عام الى دارفور في سياق تحركات مكثفة للتصدي لاتهامات محكمة الجنايات الدولية التي تلاحق الرئيس عمر البشير والمطالبة باحالته على المحكمة الدولية. وقال هذا الاخير في اولى تصريحات له منذ توجيه هذه الاتهامات ضده قبل قرابة اسبوعين "الى سعي بعض الدول والدوائر المعادية مع قرب التوصل لتحقيق سلام فى الجنوب إلى اشعال فتيل الأزمة في دارفور واستغلال الاوضاع الامنية هناك من اجل تحقيق أغراضها الخاصة. واتهم هذه الجهات دون ان يسمها "بوضع مخططات تهدف الى تفتيت السودان وتمزيقه واستهدافه في موقعة وموارده الضخمة بوصفه جسرا للثقافة العربية والإسلامية للدول الأفريقية". وأكد الرئيس السوداني رفض بلاده لأي تدخل في شؤونه الداخلية ولأي إبتزاز سياسي وضغوط تمارس ضده. وقال "إننا لن نركع ولن نستسلم ولن نسلم أي مواطن سوداني لأي جهة خارجية ولن نرهن قرارنا وبلدنا ومواطنينا لإرادة خارجية". وضمن سياق هذه الزيارة اكد حاكم ولاية شمال دارفور عثمان كبر أن ولايته وضعت خطة لعودة النازحين إلى مناطقهم . مؤكدا أن أعدادا كبيرة منهم أبدوا رغبتهم في العودة إلى مناطقهم بعد أن شهدت استقرارا تاما . واعلن عثمان بكر تأييد شمال دارفور للرئيس السوداني في مساعيه الرافضة لقرار محكمة الجنايات الدولية. ومن جهة اخرى نفى زعماء ثلاث قبائل باقليم دارفور مزاعم المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو بارتكاب الرئيس السوداني عمر البشير "جرائم إبادة جماعية" ضدها. ونفى زعماء قبائل الزغاوة والفور والمساليت وهي القبائل التي أدعى أوكامبو ارتكاب البشير لجرائم إبادة في حق سكانها "ما وصفوه بأكاذيب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية وقالوا "اننا نؤكد للعالم أجمع أن ما أورده أوكامبو ليس الا مجرد افتراءات". وأكد زعماء القبائل الثلاثة في تظاهرة بمدينة الفاشر بحضور الرئيس السوداني مساندتهم لموقف الحكومة السودانية الرافض للتعامل مع المحكمة الجنائية الدولية. يذكر ان زيارة الرئيس السوداني تاتي اسبوعا ونصف بعد مطالبة مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو بإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس البشير بتهمة "ارتكاب إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية" في دارفور.