نبذ الغضب، المحبة، القومية العربية، السلام والمصير المشترك هي مضمون الرسالة التي حملها بالي كركلا في عمله الجديد الذي قدمه على ركح الكازيف أول أمس، والذي حمل عنوان "فرسان القمر"، حيث طاف البالي بالحضور في الصحاري والبحار حيث نصبت الشباك لاصطياد اللؤلوء وجلس العشاق الحيارى أمام الخيام والديار حيث فاح عطرالحطب المحترق بالنار ليروي شوق العاشق الولهام الأمير دحام الذي هام بعشق الأميرة نور هدى حداد التي أسرها عشق فارس الفرسان (الأمير بندر). فعلى مدار ساعتين من الزمن استطاع طاقم البالي أن يأسر العقل ويسحر الخيال حيث كانت لغة الجسد الكوليغرافية المترجم الرائع لتفاصيل القصة التي دارت أحداثها على أنغام الطبلة والناي والدبكة اللبنانية والأنغام الخليجية على صوت الرماح والسيوف وصهيل الخيول.. حيث تتحدث القصة الهاربة من عالم الملوك والأمراء عن اختفاء الأمير بندر إبن الشيخ رحال والذي أدى دوره الفنان القدير سيمون عبيد، ليقع بيدي سحر الغجرية لتتولى تربيته ابنتها سمر الليل، يكبر الطفل ويغدى فارسا مغوارا فتقع في حبه الأميرة نور والتي أدت دورها الفنانة هدى حداد شقيقة المطربة فيروز التي صدحت بصوتها القوي الرائع ترانيم العشق وسحره للذات.. لتجد نفسها حائرة بين حبها لفارس الفرسان وعشق الأمير دحام صاحب القوة والبأس لها ليشتد الصراع بين الرجلين ينتهي الفصل الأول من المشهد الكوليغرافي. وبين الألوان الزاهية والتصاميم الراقية لملابس الراقصين والراقصات تواصل الأحداث ويقع فارس الفرسان أسيرا بعدما يتم أسر من يظن أنها والدته سمر الليل والتي أدت دورها الفنانة فاتن مشرف.. حيث يعكس كركلا الحالة النفسية الصعبة للأسير وعذاب عزيز النفس إذا وقع بين يدي العدو.. لتظهر الحبيسة نور وهي تطلب من دحام أخذ روحها قبل حبيبها.. لتحدث المفاجأة حيث تكشف سمر الليل أن فارس الفرسان هو الشقيق الضائع للأمير دحام.. فتذوب الغيرة.. ويحتضن الشقيقان بعضهما في أجواء من الصفاء والود وهنا يحرص الطاقم على بعث رسالة شفاهية غنائية فحواها أن المحبة تقف في وجه الغضب وأن التفاهم والترابط العربي وحده القادر على كتابة المجد، كما قدم البالي دعاء خالصا لأمان وسلم الجزائر. للتذكير ليالي الكازيف من تنظيم الديوان الوطني للثقافة والإعلام.