لا أحد ينكر الإنجازات الكبيرة للرياضة الجزائرية في الألعاب الاولمبية، التي صنعتها أسماء طال بعضها النسيان على غرار الملاكمين موسى وزاوي، بينما ظلت أخرى في الواجهة من خلال تواجدها المستمر في أهم المواعيد الوطنية والدولية كضيوف شرف مثل نور الدين مرسلي وحسيبة بولمرقة. وباستثناء دورة 1976 بسبب مقاطعة غالبية بلدان افريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية لهذه المحطة، احتجاجا على مشاركة جنوب افريقيا البلد الذي كان يمارس سياسة التمييز العنصري، اتسم الحضور الجزائري في الاولمبياد بالانتظام، غير أن التألق ظل محصورا على رياضتين هما العاب القوى (3 ذهبيات وبرونزيتين) والملاكمة (ذهبية و5 برونزيات).. وانتظر الجزائريون الى غاية طبعة لوس انجلس ليتحقق حلمهم في رؤية الراية الوطنية ترفرف، وكان ذلك بفضل الملاكمين محمد زاوي (- 75 كلغ) وموسى مصطفى (81 كلغ)، اللذين كان بإمكانهما التتويج بالذهب لولا نقص الخبرة والتجربة. وتواصل حصاد الملاكمة في دروة برشلونة بفضل الفقيد مبارك سلطاني (ميدالية برونزية)، قبل ان يحرز الميدالية الذهبية اربع سنوات بعد ذلك في العاب اطلانطا (1996) رفقة محمد بخاري (1996)، وأخيرا محمد علالو ومحمد بحاري (2000) بسيدني.. لكن تبقى العاب القوى صاحبة الحصاد الأكبر بإجمالي ست ميداليات منها ثلاث ذهبيات في اختصاص 1500 متر (رجال وسيدات).. وتم ذلك في البداية بواسطة حسيبة بولمرقة التي دوى بفضلها نشيد "قسما" في الملعب الاولمبي الكبير ببرشلونة، بعد فوزها في السباق النهائي، ثم تمكن نور الدين مرسلي من تدارك ما فاته في اسبانيا، حيث كان في الموعد بعد اربع سنوات بصعوده على اعلى منصة التتويج.. واخيرا، جاءت المفاجأة من الاختصاصية الاخرى في 1500 متر نورية بنيدة عندما انتزعت الميدالية الذهبية في سيدني. والى جانب المعدن النفيس، تحصلت العاب القوى الجزائرية على برونزيتين بفضل سعيد قرني جبير (800 متر) وعبد الرحمان حماد (القفز العالي)، بينما الميدالية الفضية التي توج بها سعيدي سياف علي في مسافة 5000 متر خلال دورة سيدني (2000)، وهي الميدالية ال12للجزائر التي سحبت منه من قبل اللجنة الاولمبية الدولية بتهمة تعاطي المنشطات، ومع مع ذلك سيكون سياف حاضرا في بكين والطموح يحدوه لاسترجاع "ميداليته".