شكل المؤتمر الثامن لاتحاد النساء الصحراويات المنعقد منذ أمس السبت بأوسرد بمخيمات اللاجئين الصحراويين، فرصة لتكريم المرأة الصحراوية عن دورها في البناء المؤسساتي للدولة ونضالها المتواصل من أجل حق شعبها في تقرير المصير والتحرر إلى جانب كونها "الأم والأخت والزوجة التي تقدم تضحياتها بسخاء، تفقد فلذات كبدها بين شهيد ومفقود ومعتقل" كما أكد عليه الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي في هذا الحدث. فقبل أن يسترسل في تعداد ما قدمته المرأة الصحراوية في جميع محطات الكفاح والمكاسب التي حققتها إلى جانب الرجل، استهل الرئيس غالي وهو يفتتح المؤتمر بتوجيه تحية لكل الوفود النسائية وكل الشخصيات والضيوف الذين يحضرون هذا اللقاء. وأعرب لهم عن تقديره للمواقف التضامنية مع المرأة الصحراوية ومع كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والكرامة والاستقلال. كما توجه بتحية خاصة إلى الوفد القادم من الأراضي الصحراوية المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية، وقال أن "تواجد هذا الوفد بيننا اليوم هو رسالة تحدي وإصرار وشجاعة، تعكس موقف الجماهير الصحراوية في كل مواقع تواجدها، الرافض لواقع الاحتلال المغربي، المصمم على استكمال سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني". تأكيد على دور المرأة في المجتمع للتخلص من مخلفات الاستعمار من جهل وتخلف وفي هذه المناسبة تحدث الرئيس ابراهيم غالي عن النموذج الذي يجب أن يكون عليه المجتمع الصحراوي رغم قساوة الظروف، "عصريا منفتحا ومتسامحا، ويضمن صيانة قيمه وعاداته النبيلة"، وطالب نساء بلاده هنا ب"مواصلة وتعزيز دورهن الحيوي في خلق ديناميكية التغيير الإيجابي، والتطوير الضروري داخل هذا المجتمع، بما يخلصه من النقائص والسلبيات ومخلفات الاستعمار، من جهل وتخلف وغيرها، ويحصنه ضد كل أشكال الانحراف والتطرف". وأكد على أن جبهة البوليساريو وحكومة الجمهورية الصحراوية يعتزان "بتجربة الثورة الصحراوية التي آمنت منذ اللحظات الأولى بدور المرأة وقدراتها التي لا حدود لها، وعملت على تمكينها من المشاركة الميدانية الواسعة في كافة واجهات الكفاح، وتواجدت مع أخيها الرجل في السجون والمعتقلات والمخابئ السرية المغربية، وفي جبهات القتال". أيضا كان للمرأة الصحراوية مساهمات بالنصيب الأكبر في معترك البناء المؤسساتي للدولة الصحراوية في القطاعات الأكثر حيوية، على غرار التعليم والصحة والإدارة وغيرها، كما أنها تتولى اليوم الكثير من المناصب القيادية والمسؤوليات والمهام داخل هيئات الجبهة ومؤسسات الدولة الصحراوية ، يضيف الرئيس الصحراوي. إلى ذلك ،لم يفوت الرئيس ابراهيم غالي الفرصة في هذه المناسبة للتذكير بالاهتمام الدولي المتزايد بالنزاع بين الشعب الصحراوي، بقيادة جبهة البوليساريو، و المملكة المغربية وجدد الدعم للجهود التي يقودها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كوهلر وتعاون الجانب الصحراوي "الصادق من أجل استكمال تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، عبر تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال". كما رحب بموقف الاتحاد الإفريقي المبدئي الثابت، بتبني القضية الصحراوية، كقضية ومسوؤلية إفريقية، وإعطائها الأولوية المستحقة، بما في ذلك تشكيل ترويكا خاصة بها على مستوى الرؤساء. غير انه وفي تناوله لما جرى مؤخرا عبر تصويت البرلمان الأوروبي على اتفاقيات مع المغرب في مجال التجارة و الصيد البحري تشمل الاراضي الصحراوية المحتلة، دعا الرئيس غالي مرة أخرى إلى ضرورة حماية المثل والمبادئ التي تأسس عليها الاتحاد الأوروبي، والتحرك لإدانة وإلغاء أي اتفاق مع المملكة المغربية، يشمل المجال الإقليمي للصحراء الغربية المحتلة. وأكد أن الإقدام على مثل تلك الخطوة هو توريط مباشر وغير مسؤول للمواطنين الأوروبيين في عملية نهب مكشوفة، مخالفة لمقتضيات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقانون الأوروبي، وبالتحديد لقرارات محكمة العدل الأوروبية. للإشارة تتواصل أشغال المؤتمر الثامن لاتحاد المرأة الصحراوية، مؤتمر الشهيدة سيدمي المخطار أحمد، لغاية اليوم الاثنين، اليوم الثالث لهذا التجمع الجاري تحت شعار : "معا نسير نحو النصر والتحرير" ويشهد مشاركة كبيرة للوفود الأجنبية .