اكد مدير التعليمين الابتدائي والمتوسط بوزارة التربية الوطنية السيد ابراهيم عباسي اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة ان التطور الايجابي المسجل عموما في نسب النجاح في امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي يبين بأن الاداءات المدرسية تندرج في سياق "منطق التحسن المتدرج على المستويين الكمي والنوعي". واوضح السيد عباسي في تقييمه لمستوى اداءات نتائج هذا الامتحان في دورته لماي 2012 في ندوة صحفية نشطها لتقديم نتائج امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي بأن التحسن الكمي لهذه النتائج يتجلى من خلال ارتفاع نسبة النجاح التي بلغت 76 بالمائة مقابل نسبة لم تتعد 54 بالمائة سنة 2005 و هي السنة التي تم فيها –كما قال-- تأسيس امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي. كما تطورت هذه النتائج ايضا من الجانب النوعي حيث تجلى ذلك من خلال ارتفاع عدد الناجحين بتقدير (تحقيق معدلات تساوي او تفوق 6/10 على مدى السنوات الى ان وصلت هذه النسبة خلال هذا الموسم الدراسي الى 30ر 79 بالمائة من العدد الاجمالي للناجحين). واعتبر السيد عباسي هذه التطورات انعكاسات للعمليات التي قام بها قطاع التربية الوطنية في اطار اصلاح المنظومة التربوية. وترتكز هذه العمليات حول محور الاصلاح البيداغوجي الذي مكن --كما اكد عليه المسؤول الاول على التعليم الابتدائي -- من تدعيم البعد النوعي في العملية التعليمية عن طريق تنصيب برامج تعليمية جديدة ذات نوعية وعصرية ومكيفة وفق ما نص عليها القانون التوجيهي للتربية الوطنية. وأشار ذات المسؤول في هذا الصدد الى أن القطاع شرع في التنفيذ التدريجي للبرامج الجديدة في بداية السنة الدراسية 2003-2004 لتنتهي العملية خلال السنة الدراسية 2007-2008 . وعرفت هذه الفترة تنصيب ما لا يقل عن 51 برنامجا جديدا مع ادراج بعض التخفيفات في محتوياتها اضافة الى تطوير جهاز خاص لمرافقة هذه البرامج بهدف تسهيل مقروئيتها وفهمها وتطبيقها بفضل مرفقات بيداغوجية لدعم الاساتذة ومساعدتهم في تطبيق المحتويات الجديدة والسيرورة البيداغوجية المبرمجة. كما تطرق السيد عباسي بالمناسبة الى مسألة توفر الكتاب المدرسي وتحسين نوعيته مشيرا الى انه تم انجاز 36 نوعا لمرحلة التعليم الابتدائي وان نسبة انتاج الكتب المدرسية تفوق 100 بالمائة من الحاجيات. ومن بين العوامل التي ادت الى تحسين مستوى النتائج المدرسية وفق تقديرات الوصاية تنصيب جهاز تقييم بيداغوجي تميز بتفعيل التقويم التكويني ورفع وتيرته وضبط مؤشرات الانتقال من مستوى الى آخر وفرض معدل سنوي يساوي او يفوق 5/10. ويوجد من بين العوامل ايضا تحسين نوعية التأطير البيداغوجي بواسطة تنصيب نظام تحسين المستوى الاكاديمي لاساتذة التعليم الابتدائي منذ سنة 2005 والبالغ عددهم حوالي 136 الف استاذ. وتحدث ذات المسؤول في نفس الوقت عن دعم التمدرس من خلال المجهودات التي تبذلها الوزارة في ميدان المنشآت المدرسية والوسائل التعليمية عبر كامل التراب الوطني والذي سمح --حسبه-- بتحسين مؤشرات التمدرس وتقليص حجم الفوج التربوي. واشار في هذا الصدد الى الاهتمام المتزايد الذي اصبح يبديه اولياء التلاميذ في المشاريع التربوية من خلال مشاركة ابنائهم في العملية التعليمية. وخلص السيد عباسي الى القول بان الارتفاع المستمر لنسب النجاح في الامتحانات المدرسية المختلفة "يترجم مدى نجاح الاصلاحات المطبقة على المنظومة التربوية" مبرزا في ذات الوقت الى ان "الاهم يكمن في مضاعفة الجهود لبلوغ الاهداف المسطرة ضمن برنامج الاصلاح بغرض ترقية المدرسة الجزائرية الى مصاف النوعية العالمية".