كشف الأمين العام لوزارة التربية الوطنية السيد أبو بكر خالدي أن المدرسة الجزائرية تبنت ديناميكية فعلية للتوصل إلى تسجيل نسب نجاح عالية في مختلف الامتحانات المدرسية نوعا وكما. وأوضح السيد خالدي في ندوة صحفية عقدها أمس بمقر الوزارة أن الارتفاع المستمر لنسب النجاح في الامتحانات المدرسية المختلفة يترجم ويؤكد التنصيب الفعلي للمنظومة التربوية وبصفة دائمة وهيكلية على طريق النجاح. ودعا المسؤول إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود للوصول إلى الأهداف المسطرة ضمن برنامج الإصلاح لترقية المدرسة الجزائرية إلى مستوى النوعية العالمية. وأشار المتحدث إلى أن القفزة النوعية التي حققتها المدرسة الجزائرية في السنوات الأخيرة في امتحانات شهادة الطورين الابتدائي والتعليم المتوسط وكذا البكالوريا تندرج في إطار منطق التحسين المستمر للنتائج على المستويين الكمي والنوعي. وأضاف السيد خالدي أن التحسن النوعي لهذه النتائج يتجلى من خلال ارتفاع نسبة النجاح في امتحان التعليم المتوسط التي فاقت 66 بالمائة هذه السنة، مقابل نسب لم تتعد 42 بالمائة قبل الإصلاح، بينما فاقت نسبة النجاح في امتحان شهادة البكالوريا هذه السنة 61 بالمائة مقابل نسب لم تتعد 42 بالمائة قبل الإصلاح. وعن الجانب النوعي في تطور هذه النتائج، أوضح المسؤول أن ذلك يبدو جليا في عدد الناجحين بتقدير (معدلات تساوي أو تفوق 12 على 20) على مدار السنوات إلى أن وصلت هذه النسبة خلال هذا الموسم الدراسي إلى 49 ،43 بالمائة من العدد الإجمالي للناجحين. وأوعز السيد خالدي التطورات الملحوظة في نتائج الامتحانات إلى الآثار الطيبة لعمليات الإصلاح التي أجراها قطاع التربية الوطنية على المنظومة التربوية والتي كما قال أنها، ترتكز أساسا على الإصلاح البيداغوجي الذي مكن من تدعيم البعد النوعي في العملية التعليمية باعتماد برامج جديدة عصرية وذات نوعية، يصير معها التلميذ مركز اهتمامات وانشغالات السياسة التربوية المتطلعة نحو الأبعاد العلمية، حيث تم اعتماد ما لايقل عن 189 برنامجا جديدا في اطار الاصلاح منذ 2003 وإلى غاية 2008 إلى جانب تطوير جهاز مرافقة تطبيقها، لاسيما من خلال دعم الأساتذة وتوفير الكتاب المدرس حيث بلغت نسبة إنتاج الكتب المدرسة 100 بالمائة. وعن مرتكزات الإصلاحات، أشار السيد خالدي إلى أهمية تنصيب جهاز التقييم البيداغوجي بتفعيل التقويم التكويني مع فرض معدل مستوى يساوي او يفوق 5 على 10 او 10 على 20 للحصول على شهادات النجاح في مختلف الامتحانات المدرسية، مبرزا في هذا الصدد أهمية ترسيم الاستدراك او المعالجة البيداغوجية لفائدة التلاميذ الذين يعرفون صعوبات تعليمية، إلى جانب تنظيم حصص الدعم المدرسي وتدعيم متابعة انجاز البرامج التعليمية والتعميم التدريجي لاستعمال الإعلام الآلي لتحسين نوعية التعليم. وتوقف الأمين العام للوزارة عند تحسين نوعية التأطير البيداغوجي، مشيرا في هذا المجال إلى رفع المستوى الأكاديمي إلى مستوى ليسانس في التربية لحوالي 214 ألف أستاذ خلال العشر سنوات (2005-2015) من بينهم 78 ألف أستاذ في التعليم المتوسط و 136ألف أستاذ في الطور الابتدائي. كما يرى السيد خالدي بأن الجهود المبذولة في ميدان المنشآت المدرسية والوسائل التعليمية عبر التراب الوطني، قد سمح بتحسين مؤشرات التمدرس وتقليص حجم الفوج التربوي والتطور الايجابي لنسبة التأطير التربوي. وذكر بدور الدعم المدرسي الذي يستفيد منه المتمدرس، لاسيما في مجالات الوقاية الصحية والزيادة الكبيرة في عدد المطاعم المدرسية والداخليات ومنحة المتمدرس والنقل المدرسي ومجانية الكتاب المدرسي خاصة في المناطق النائية مما ساهم في تحسين نوعية التعليم. وبخصوص نسبة نتائج امتحان البكالوريا التي تحققت هذه السنة، ذكر السيد خالدي أنها بلغت ''نسبة معتبرة'' تقدر ب 61,23 بالمائة على المستوى الوطني مقارنة مع السنة الفارطة التي بلغت نسبتها 4 ر45 بالمائة وسنة 2008 قدرت بنسبة 19ر53 بالمائة. وقد تحصلت ولاية تيزي وزو على أعلى نسبة في نتائج البكالوريا قدرت ب 79,41 بالمائة مقارنة مع سنة 2009 حيث بلغت نسبة النجاح فيها 58,99 بالمائة، لترتفع إلى 74,89 بالمائة سنة 2008 . في حين سجلت اضعف نسبة نجاح في شهادة البكالوريا بولاية الجلفة بمعدل 38,09 بالمائة خلال هذه السنة و18,94 بالمائة عام .2009 وارجع السيد خالدي تسجيل هذا الضعف في نسبة النجاح في البكالوريا بالولاية المذكورة إلى نقص التأطير في تدريس اللغات الأجنبية، داعيا إلى ضرورة إعادة رسكلة أساتذة تعليم اللغات الأجنبية وتوفير الإمكانيات البيداغوجيه لهم.