يعتبر فيتامين C خيارًا شائعًا لدعم المناعة، ولكن هناك عنصر غذائي رئيسي آخر لجهاز المناعة هو فيتامين D، الذي يتم اعتباره مجرد فيتامين للحفاظ على قوة العظام، إلا أن فيتامين D في الواقع يفعل الكثير لجسم الإنسان، ومن بين أهم فوائده دعم جهازه المناعي. وتشير الدراسات إلى أن فيتامين D يمكن أن يساعد في منع التهابات الجهاز التنفسي أو تقليل شدتها، خاصة لمن يعانون من نقصه. وتقول الدكتورة جاسلين تولينتينو، طبيبة في مركز Parsley Health الطبي في لوس أنجلوس، إن فيتامين D يساعد في تعزيز الجهاز المناعي للإنسان وبالتالي الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا. وتوضح الدكتورة تولينتينو أنه يمكن الحصول عليه من مصادر غذائية مثل الطعام أو المكملات الغذائية أو التعرض لأشعة الشمس. وتشرح تولينتينو أن "فيتامين D قابل للذوبان في الدهون وتستخدمه أجسامنا لامتصاص والحفاظ على مستويات صحية من الكاليسيوم والفوسفور، وهي ضرورية لنمو العظام والحفاظ عليها". فيتامين D والصحة المناعية أظهرت الأبحاث العلمية أن فيتامين D يلعب دورًا مهمًا في وظيفة الجهاز المناعي، بل يؤدي نقصانه بالجسم إلى زيادة القابلية للإصابة بالأمراض. وتقول الدكتورة تولنتينو: "أظهرت بعض الدراسات أن نقص فيتامين D مرتبط بشكل أكبر بخطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي. علاوة على ارتباطه بانخفاض مستويات الكالسيديول في الدم (وهو شكل من أشكال نقص فيتامين D) والتي تزيد من قابلية الإصابة بالعدوى بأمراض مثل السل والإنفلونزا والالتهابات الفيروسية في الجهاز التنفسي العلوي". كما تتمثل إحدى الوظائف الرئيسية لفيتامين D في المساعدة على تنشيط الخلايا التائية، المعروفة أيضًا باسم "الخلايا القاتلة" في الجسم، وتطلق عليها هذه الصفة لأنها تكتشف بالفعل مسببات الأمراض الغريبة مثل الفيروسات وتدمرها. وتردف الدكتورة تولينتينو قائلة: إن "هذه الوظيفة تجعل فيتامين D مهمًا بشكل خاص للحفاظ على نظام مناعي فعال قادر على مقاومة مسببات الأمراض الفيروسية". الجرعات المناسبة من فيتامين D اعتبارًا من عام 2014، توقع الخبراء أن حوالي 1 مليار شخص في جميع أنحاء العالم لديهم نقص أو مستويات منخفضة من فيتامين D مما يجعله إحدى أكثر حالات نقص الفيتامينات شيوعًا في العالم. وتتراوح توصيات الأطباء، وفقا لنتائج التحليل الخاص بفيتامين D، للبالغين ما بين 600-800 وحدة دولية، وإن هناك جدلا مستمرا بين مجتمع العلماء والأطباء حول مدى فاعلية تلك الجرعة. يمكن أن يحصل الجسم على احتياجاته من فيتامين D عبر 3 طرق هي الوجبات الغذائية والتعرض المباشر لأشعة الشمس والمكملات الغذائية. أغذية غنية بفيتامين D وتضيف الدكتورة تولينتينو: يتوافر "فيتامين D بشكل طبيعي في صفار البيض وكبد اللحم والسمك الدهني مثل السلمون والتونة وسمك أبو سيف والسردين وزيوت كبد السمك، بالإضافة إلى المنتجات الغذائية التي يضاف إليها فيتامين D مثل الحليب وعصير البرتقال". أشعة الشمس يساعد التعرض لأشعة الشمس على البشرة بشكل مباشر لمدة 15 دقيقة يوميا في إنتاج الجسم لفيتامين D. وتلفت الدكتورة تولينتينو الانتباه إلى ضرورة مراعاة عوامل رئيسية مثل المواسم والتوقيت المناسب والموقع الجغرافي، موضحا أن "الأشعة فوق البنفسجية من الشمس تؤدي إلى تحضير فيتامين D في جسم الإنسان، ولكن يجب مراعاة نصائح الأطباء المحليين حسب كل بلد لتجنب الوقوع في مشكلات صحية بسبب التطبيق الخاطئ للإرشادات العامة. وتحذر الدكتورة تولينتينو من المغامرة بالبقاء في الشمس لفترات طويلة من الزمن، خاصة بدون حماية من الشمس، لأن فيه خطر الإصابة بسرطان الجلد. مكملات غذائية ونظرًا لأنه من الصعب الحصول على ما يكفي من فيتامين D من الطعام أو أشعة الشمس، فربما يحتاج الكثيرون إلى اللجوء إلى تناول مكمل غذائي للحصول على جرعات مناسبة من فيتامين D، خاصة لمن يعيشون في بلدان تقع فوق خط العرض 37 درجة شمالًا. وتشرح الدكتورة تولينتينو أن "مكملات فيتامين D تتوافر بشكل عام في شكلين هما D2 وD3. يُشتق D2 من النباتات وغالبًا ما يُوجد في الأطعمة المدعمة، أما D3 فهو فيتامين D الذي ينتجه جسم الإنسان بشكل طبيعي وهو أيضا النوع الذي يتم الحصول عليه من المصادر الحيوانية". من أجل نتائج أفضل وتنصح الدكتورة تولينتينو بتناول فيتامين D3 إلى جانب فيتامين K2، حيث ترى أن K2 يعمل بشكل متآزر مع D3 ويحافظ على مستويات تركيز جيدة في الدم لفترة أطول من الزمن. وتختتم الدكتورة تولينتينو نصائحها قائلة إنه طالما أن فيتامين D قابل للذوبان في الدهون، فإن تناوله مع مصدر الدهون يساعد الجسم على امتصاصه بشكل أفضل أيضًا.