كشف الناخب الوطني جمال بلماضي عن سلاح محاربي الصحراء من أجل اكتساح المنافسين ومواصلة تحقيق الانتصارات خلال الفترة المقبلة. ووصل "الخضر " مؤخرا إلى خوض 22 مباراة بلا هزيمة في كل المناسبات بعد مباراتي زيمبابوي في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2022. ندخل جميع مبارياتنا بعقلية المُنتصر مهما كان هوية المُنافس أوضح بلماضي في تصريحات للإذاعة الجزائرية أن "العقلية الأمريكية"، التي تقتضي دراسة الخصم بشكل دقيق جدا ودخول المباريات دائما بعقلية المُنتصر مهما كان اسم المُنافس وقيمته على الساحة، هي السر وراء تفوق" الخضر " وتألقهم خلال الفترة الأخيرة. واعتبر بلماضي أن الاعتماد على هذه السياسة أعطى ثماره بشكل رائع خلال الفترة الماضية، مؤكدا أنه سيواصل على نفس النهج في المُستقبل، خاصة أن سقف التحديات سيكون مُرتفعا هذه المرة أمام "الخضر" عند انطلاق التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022، والتي يريد الفريق التواجد فيها مهما كانت الظروف من أجل تأكيد مُستواه أمام عمالقة العالم. وقال بلماضي: "لقد أدخلت في ذهن اللاعبين عقلية الأمريكان في التعامل مع جميع المُنافسين، حيث إننا عندما ندخل أي مباراة يكون لدينا هدف وحيد، وهو تحقيق الفوز ولا شيء غيره، بدليل أننا أصبحنا لا نرضى حتى بالتعادل خارج ديارنا مثلما حدث أمام زيمبابوي". وواصل في نفس السياق: "عندما نكون على موعد مع أي لقاء، فإننا مثل الأمريكان دائما، نقوم بدراسة كل نقاط قوة وضعف المُنافس بطريقة لا يمكنكم أن تتصوروها، مما يجعل لاعبينا واعين بما ينتظرنا فوق المُستطيل الأخضر، حتى قبل بداية المُباريات". واختتم بالقول: "هذا الأمر يخدمنا كثيرا، وتلك الخطة تسهل علينا الكثير من المباريات، ولو أن الكلمة العليا في نهاية المطاف تعود للاعبين، الذين يحسمون الأمر بفضل إرادتهم ومؤهلاتهم فوق الميدان". التواضع ووضع الارجل على الارض ابرز عوامل النجاح كشف بلماضي عن عدة عوامل بنى عليها خطته الناجحة مع محاربي الصحراء خلال الفترة الأخيرة. وكان بلماضي تولى قيادة منتخب الجزائر في أوت 2018، وأحدث نقلة نوعية على مستوى "الخضر" من وقتها ليقوده لمسيرة مظفرة شهدت 22 مباراة بلا هزيمة حتى الآن، وكان أبرز ثمارها التتويج بلقب كأس أمم أفريقيا 2019 دون أي خسارة. وقال بلماضي في هذا الشأن أن تلك البنود تشمل أولا ضرورة إظهار التواضع بشكل دائم رغم تحقيق الانتصارات، ووضع الأرجل على الأرض والتركيز على العمل دائما بلا توقف، وأن يأتي ذلك بالتوازي مع الانسيابية والسهولة في اللعب، والحرص دائما على إخراج الكرة من مناطق الدفاع بسهولة، والعمل على تشكيل خطورة على المنافس وتسجيل الأهداف قدر المستطاع. وأضاف أن البند السادس في تلك المعادلة يتمثل في ضرورة التكيف مع الظروف المناخية كالحرارة والرطوبة التي تميز القارة الأفريقية، من أجل عدم التأثر سلبا خاصة في رحلات الفريق الخارجية، مشددا على أن تلك العوامل هي سر تفوق "الخضر"، وأنه يجب العمل على تحسينها حتى يتطور الفريق بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة. اللاعبون يحاربون مع المنتخب اكثر من نواديهم ومحرز احسن مثال وضع بلماضي رياض محرز قائد "محاربي الصحراء" أمام أزمة محتملة مع ناديه مانشستر سيتي الإنجليزي في الأيام المقبلة. وفي معرض إشادته بمحرز، خلال حديث له خرج بلماضي بتصريحات قد تتسبب في أزمة للجناح الطائر مع ناديه، بعدما أكد أنه شارك في مباراتي "الخضر" الأخيرتين أمام زيمبابوي في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2022 وهو مصاب. وسجل محرز هدفا وقدم تمريرة حاسمة في مباراة الذهاب التي شهدت فوز الجزائر على زيمبابوي 3-1، كما سجل هدفا آخر بطريقة مذهلة في مباراة العودة التي انتهت بالتعادل 2-2، بعدما استقبل الكرة بكعب قدمه ووضعها أمامه قبل أن يراوغ مدافعي الخصم يمينا ويسارا أكثر من مرة ويضع الكرة بسهولة في الشباك. وقال بلماضي: "أصر محرز على لعب مباراتي زيمبابوي رغم معاناته من آلام حادة على مستوى الظهر، ورغم خضوعه لفحص طبي، وتعرضه لإرهاق السفر لمدة 10 ساعات، فقد أصر أيضا على المشاركة في مباراة العودة". وأضاف بلماضي: "لم يكن محرز يفكر مطلقا في مباراة فريقه مانشستر سيتي المهمة أمام توتنهام التى لعبت امس في الجولة التاسعة من الدوري الإنجليزي". وواصل: "تصرف محرز يعني الكثير بالنسبة لنا، فاليوم اللاعبون لديهم رغبة كبيرة في اللعب للمنتخب مقارنة بالأندية، وهذا السلوك لم يكن موجودا من قبل". واختتم بالقول: "مسؤولو الاتحاد الجزائري ساعدونا على توفير مناخ هادئ وملائم ويسهل على كل اللاعبين الاندماج في الفريق بسهولة ويجعلهم يتوقون إليه كثيرا". يذكر أن محرز يواجه انتقادات كثيرة خلال الفترة الأخيرة من جماهير مانشستر سيتي بسبب تذبذب مستواه مع الفريق، وهو عكس ما يظهر عليه في مباريات منتخب محاربي الصحراء التي يظهر فيها تألقا كبيرا في كل الأوقات. هناك ازمة في الدفاع وسأحلها قريبا اعترف بلماضي بوجود أزمة في خط دفاع محاربي الصحراء، وهو ما ظهر جليا خلال المباريات الأخيرة. وقال بلماضي ، إن خط الدفاع يعد الركيزة الأهم لفريقه والتي أدت لتحقيقه إنجاز الفوز بكأس أمم أفريقيا 2019 التي استضافتها مصر وتغلب فيها محاربو الصحراء على كبار القارة السمراء. وأوضح أن المباريات الأخيرة أظهرت وجود ثغرات في ذلك الخط الاستراتيجي، مؤكدا أنه سيضع النقاط على الحروف بخصوص هذه المسألة، وسيعالجها بطريقته الخاصة في أقرب الآجال. وأكد بلماضي أنه يرفض توجيه أي لوم لجمال بلعمري مدافع ليون الفرنسي، وزميله في المحور الدفاعي عيسى ماندي لاعب ريال بيتيس الإسباني، بخصوص الأهداف التي دخلت شباك رايس وهاب مبولحي حارس منتخب الجزائر خلال المواجهتين الأخيرتين أمام زيمبابوي في التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا 2022 وفي هذا الصدد: "بلعمري خلال 8 أشهر لم يلعب سوى 40 دقيقة، وبالتالي فإنه يعود إلى مُستواه بشكل تدريجي، وأود أن أشير الى أن تماسك خط الدفاع ليس مسؤولية اللاعبين الناشطين فيه فقط، بل مسؤولية جميع اللاعبين الذين يُشاركون في التشكيلة الأساسية". وأوضح أفضل مدرب في أفريقيا لعام 2019 أن أزمة خط الدفاع لا تقلقه كثيرا، وأنه واثق من تخطيها بكل تأكيد في قادم المباريات التي تنتظر لاعبيه خلال الأشهر المقبلة. وأضاف بلماضي: "هذه الأزمة أنظر إليها من الناحية الإيجابية، حيث إنها تمثل تحديا جديدا بالنسبة لي وللاعبين وبقية أعضاء الطاقم الفني، وسنعمل على مُعالجة هذه النقطة" وختم بالقول: "هذه المشكلة توضح أننا لا نزال نمتلك هامشا كبيرا للتطور، وهو ما يعني آليا أن مُستوانا سيرتفع لا محالة عندما نتجاوز هذه المُعضلة". التأهل للمونديال لن يكون سهلا قال بلماضي إن المنافسة على التأهل إلى مونديال قطر 2022، لن تكون سهلة، مشيرا إلى أن الفريق قادر على المزيد من التطور شريطة تحسين بعض الجوانب وفي هذا الصدد قال : "هدفنا القادم واضح جدا وهو التأهل إلى مونديال قطر 2022، وفي حال عدم التأهل فإن ذلك سيكون فشلا". وأضاف: "نحن على يقين بأن التأهل لن يكون سهلا وعلى الجميع أن يدرك ذلك. نحترم كل المنافسين وسنواصل العمل من أجل تحقيق هدفنا وبعدها يمكن الحديث عما سنستهدفه لاحقا في المونديال". وأوقعت قرعة تصفيات مونديال قطر 2022، الجزائر في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات بوركينافاسو والنيجر وجيبوتي، حيث ستلعب الجولتين الأوليين في جوان المقبل. وتابع بلماضي: "مباراتا مارس في تصفيات كأس أمم أفريقيا مهمة للغاية".وأردف: "ستكون تلك التي نلعبها على أرضنا (أمام بوتسوانا) فرصة لبعض اللاعبين الذين لم يظهروا كثيرا معنا أو أولئك الذين لم يظهروا بعد مع المنتخب". وأوضح: "في حين ستكون المواجهة خارج الديار (أمام زامبيا) إعدادية لمواجهة بوركينافاسو في الجولة الثانية من تصفيات المونديال لكونها ستلعب في نفس الظروف". وتأهلت الجزائر إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2021 بالكاميرون والمؤجلة إلى مطلع 2022 بسبب فيروس كورونا قبل جولتين من ختام التصفيات. بلايلي يفتقد للاحترافية اللازمة تحدث بلماضي، عن اللاعب يوسف بلايلي، المنضم حديثا إلى نادي قطر، بحسرة، مؤكدا أنه كان بإمكانه اللعب في توتنهام أو أتلتيكو مدريد لو كان بنفس احترافية عيسى ماندي، مدافع بيتيس الإسباني، أو حتى إسماعيل بن ناصر، لاعب خط وسط ميلان الإيطالي". ونبه بلماضي اللاعب، وقال إنه يتعين عليه، أن يستغل الفرصة حتى لا يتحسر بعد نهاية مشواره الكروي، معترفا بأنه منزعج كثيرا لعودته إلى نقطة الصفر. وأكد: "من الصعب تقبل ما حدث مع بلايلي، هو يدرك أنني مهتم به مثل بقية اللاعبين. يعرف ماذا يجب أن يعمل إذا أراد العودة للمنتخب والأمر متروك له".وختم : "عليه أن يتوقف عن الوقوع في الأسباب التي تمنعه من الاستمرار في المستوى العالي".