يخوض المنتخب الوطني لكرة القدم الخميس، مواجهة أول مواجهة رسمية له في ظروف جد استثنائية بسبب انتشار فيروس "كورونا" المستجد، حين يستضيف نظيره الزيمبابوي بملعب 5 جويلية الأولمبي بداية من الساعة الثامنة ليلا، ضمن فعاليات الجولة الثالثة من تصفيات كأس إفريقيا 2022 المقررة شهر جانفي القادم بالكاميرون. وكانت مواجهة زيمبابوي مقرّرة في مارس الماضي، غير أنه تم تأجيلها إلى غاية اليوم، بسبب انتشار فيروس "كورونا" القاتل، الذي أدى إلى إيقاف كل النشاطات الرياضية والمنافسات الرسمية على مستوى الاتحاد الافريقي لكرة القدم (الكاف) لعدة أشهر. واكتفى المنتخب الوطني على مدار أزيد من عام كامل بإجراء مواجهتين وديتين فقط، شهر أكتوبر الماضي، أمام كل من نيجيرياوالمكسيك بالنمسا وهولندا على التوالي، ليعود اليوم إلى أجواء المنافسة الرسمية بمواجهة زيمبابوي في مباراة الذهاب بملعب 5 جويلية، قبل أن يغادر للعب مباراة الإياب في هراري يوم 16 نوفمبر الجاري، مع العلم أن رفقاء محرز كانوا قد حققوا الانتصار في أول جولتين من هذه التصفيات أمام زامبيا (5/0) وبوتسوانا (1/0). وسيدخل رفقاء الحارس رايس وهاب مبولحي، هذه المقابلة بنية الانتصار لا غير، لإضافة ثلاث نقاط إلى الرصيد وتعزيز فرصه في حسم بطاقة التأهل إلى كأس إفريقيا 2022 من جهة، ومن جهة أخرى لمواصلة سلسلة النتائج الإيجابية المحققة منذ عامين. وكانت آخر مباراة خسر فيها المنتخب الوطني أمام بنين في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية يوم 18 أكتوبر 2018، أي أزيد من عامين، وما يعادل 20 مباراة كاملة، وهو إنجاز كبير للمنتخب. وتحذو اللاعبين رغبة كبيرة لمواصلة سلسلة "اللا هزيمة"، لتحطيم وكسر الرقم القياسي في سلسلة أطول عدد من المواجهات دون هزيمة في القارة السمراء، ب24 مباراة كاملة، حيث ستكون المباراتان أمام زيمبابوي اليوم والاثنين المقبل لحساب تصفيات كأس إفريقيا-2021 فرصة سانحة للمنتخب الوطني للاقتراب من الرقم القياسي المصري بمباراتين. ويتصدر المنتخب الوطني المجموعة الثامنة برصيد 6 نقاط متبوعة بزيمبابوي (4 ن) وبوتسوانا (نقطة واحدة)، أما زامبيا فتتذيل الترتيب دون رصيد. ويتأهل المنتخبان اللذان يحتلان المركزين الأول والثاني إلى النهائيات الإفريقية التي تأجلت إلى 2022 بالكاميرون بسبب جائحة كورونا. القائمة لم تحمل مفاجآت كثيرة طوارئ في الخضر.. إصابات وغيابات وتعويضات وعريبي لأول مرة وتحسبا لهذه المواجهة، كان مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي قد استدعى 23 لاعبا، في قائمة لم تحمل مفاجآت كثيرة، حيث عرفت عودة الثنائي جمال بن العمري الذي وقع حديثا في نادي ليون الفرنسي وأيضا المدافع الأيمن لنادي نيس الفرنسي يوسف عطال، كلا اللاعبين غابا عن مواجهتي نيجيرياوالمكسيك ولكن لم يكتب لهما التواجد مرة أخرى مع "الخضر" بسبب إصابة عطال بفيروس "كورونا"، قبل تعرض مدافع ليون الفرنسي لإصابة على مستوى الكاحل في الحصة التدريبية للثلاثاء، ما اضطره هو الآخر لمغادرة تربص سيدي موسى، ويتم تعويضه بمدافع الترجي التونسي عبد القادر بدران الذي التحق في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء إلى مركز سيدي موسى، حيث يقيم رفقاء القائد رياض محرز تربصهم التحضيري لهذه المواجهة. فضلا عن عطال فإن مدافع لازيو روما الإيطالي محمد فارس، لم يسعفه الحظ ليكون بجانب زملائه في المنتخب بسبب الحجر الصحي المفروض على لاعبي النادي الإيطالي، بسبب كورونا، ليقوم بلماضي باستدعاء أيوب عبد اللاوي اللاعب السابق لاتحاد العاصمة والحالي لسيون السويسري. وسبق لعبد اللاوي أن شارك في 6 مباريات مع "محاربي الصحراء"، ويعود آخر ظهور له لشهر أكتوبر من السنة الماضية، تاريخ المواجهة أمام كولومبيا التي فاز بها "محاربو الصحراء" بنتيجة 3-0. ويمتاز الأخير بقدرته على اللعب في مركزي مدافع المحور والظهير الأيسر. وشارك عبد اللاوي في 3 مباريات خلال الموسم الحالي مع ناديه سيون السويسري، بواقع وقت لعب في حدود 236 دقيقة، لم يسجل أو يصنع فيها أي هدف. وبات هامش الاختيار واسعا أمام جمال بلماضي، في ظل تواجد عدة لاعبين مميزين في كل المراكز تقريبا. ناهيك عن ذلك، فإن مواجهة الخميس ستكون جد خاصة بالنسبة لمهاجم نيم الفرنسي عريبي، الذي وجه له المدرب بلماضي الدعوة لأول مرة للمشاركة مع "الخضر" في مواجهة رسمية. هداف النسخة الحالية لكأس رابطة أبطال إفريقيا مع ناديه السابق النجم الساحلي التونسي، حتى وإن كانت فرصه في المشاركة كأساسي أو حتى كبديل ضئيلة، إلا أن تواجده مع أبطال إفريقيا يعد خطوة إيجابية بالنسبة له، في انتظار نيل فرصته وإظهار قدراته وما يمكن تقديمه ل"الخضر" لكسب ثقة المدرب بلماضي في قادم التحديات. العودة إلى 5 جويلية.. بعد غياب 13 سنة بغض النظر عن الظروف الاستثنائية التي ستلعب فيها هذه المواجهة، فإن الحدث المميز الخميس هو عودة المنتخب الوطني مجددا لخوض مبارياته الرسمية في ملعب 5 جويلية الأولمبي بعد غياب دام 13 سنة كاملة، وبالضبط منذ لقاء غينيا ضمن تصفيات أمم أفريقيا 2008، التي فشل رفقاء المعتزل كريم زياني في الوصول إليها بعد خسارة تلك المباراة (2/0)، ما العلم أن هذه المواجهة ستلعب دون حضور الجمهور ولا حتى رجال الإعلام ما عدا صحفيي التلفزيون العمومي، بسبب الإجراءات الاحترازية للوقاية والحد من انتشار فييروس كورونا التي أقرها الاتحاد الجزائري لكرة القدم. اللاعبون لهم رغبة كبير في تحطيم الرقم القياسي: قال المدرب الوكني إن "للاعبين رغبة كبير في تحطيم الرقم القياسي الذي يحمله المصريون..أمور صغيرة مثل هذه لها أهمية كبيرة. ربما ليست من أهم الطموحات، فبالنسبة لي، منافسة كأس العالم التي تلوح في الأفق عن قريب، تهمني كثيرا ونريد أن نشارك فيها، كما هناك كأس إفريقيا-2021 (المؤجلة لعام 2022) أيضا"، وأضاف: "نحن حاملون للقب الإفريقي، لذا سنكون حتما الفريق الواجب قهره، كلها عوامل تحفيز واللاعبون يعشقون ذلك". جمال بن العمري: "لن نستصغر زيمبابوي وسنتعامل معه مثل المنافسين السابقين" أكد صخرة دفاع المنتخب الوطني الجزائري جمال بن العمري، أن الخضر سيتعالمون مع منافسهم القادم منتخب زيمبابوي كسائر المنتخبات التي واجهوها من قبل، ولن يفرقوا بينه وبين المواجهات السابقة سواء أمام منتخبات نيجيرياوالمكسيك أو كولومبيا، كما توقع أن تكون المباراة صعبة لاسيما بعد الصفة التي اكتسبها المنتخب الوطني منذ تتويجه بكأس أمم أفريقيا بمصر، إذ صار مستهدفا من جميع المنتخبات التي تريد الإطاحة بأبطال إفريقيا . وقال بن العمري، في تصريح لقناة "الاتحاد الجزائري لكرة القدم" على "يوتيوب". وقال: "سعيد جدا بالعودة إلى بلدي، والمنتخب الوطني، أتمنى أن أكون في مستواي المعهود، وأساهم في إسعاد أنصارنا كما تعودت عليه دائما". وأضاف: " تنتظرنا مباراة صعبة للغاية أمام زيمبابوي، وهذا الأمر يدفعنا إلى العمل بجدية كبيرة، خاصة أننا تعودنا على احترام جميع المنافسين في نفس المستوى ، وسنتعامل مع مباراة زيمبابوي بنفسه الإرادة والعزيمة التي خضنا بها مباريات المكسيكونيجيرياوكولومبيا، وعدم التساهل أبدا حتى في المباريات الودية". من جهة ثانية، كشف بن لعمري عن تعرضه للظلم في مشواره الكروي سابقا سواء مع المنتخب الوطني أو في بعض الفرق التي لعب لها سابقا، الأمر الذي دفعه إلى رفع التحدي لتحسين مستواه، ما سمح له بالتطور لهذا المستوى والانضمام إلى أولمبيك ليون الفرنسي. وقال: "البعض لم يكن يصدق أبدا بأن بن لعمري سينتقل إلى صفوف ليون من البطولة السعودية، ولكن المستحيل لم يكن جزائريا أبدا، ودائما ما رفع الجزائريون التحدي عندما يتعرضون للظلم، ونجحوا في كسب الرهان". وتمنى المدافع الأسبق لوفاق سطيف أن لا يتكرر ما وقع له خلال مسيرته الكروية مع المواهب الصاعدة، وأن يكون هو آخر لاعبا محليا تعرض للظلم. وقال: "لدينا الكثير من المواهب، ويجب علينا أن نؤطّرهم بشكل جيد حتى يتمكنوا من الحصول على تجربة احترافية في سن مبكر، ولا يتعرضون للظلم، مثلما حدث معي". لخضر بلومي: لا خوف على منتخبنا الليلة ولقاء الإياب سيكون صعبا أبدى نجم الخضر السابق، لخضر بلومي، تفاؤله بقدرة أشبال بلماضي على إضافة فوز جديد الليلة إلى سجلهم الحافل بالانتصارات، رغم أنه اعترف بصعوبة منتخب المحاربين، وقال الفائز بالكرة الذهبية الإفريقية إن منتخب زيمبابوي فريق محترم وخصم صعب. وتوقع لخضر بلومي أن المنافس سيعتمد على إثارة أعصاب زملاء محرز بهدف إخراجهم من اللقاء، كما حذر من خطورة لاعبيهم الذين ينشطون في مختلف البطولات الأوربية والأمريكية، وقال إن أي منتخب إفريقي يسعى جاهدا للإطاحة بأبطال إفريقيا، وأبدى تخوفه من لقاء العودة، حيث إن زملاء محرز سيلعبون لقاءين في ظرف أربعة أيام، وهم غير متعودين على هذه الأجواء التي تمتاز بالحرارة خاصة في لقاء الإياب، وهم ينشطون في البطولات الأوروبية التي تمتاز ببرودة الطقس، وأضاف أن 48 ساعة قبل لقاء العودة غير كافية للتأقلم مع الأجواء السائدة بزيمبابوي. ولم يخف لخضر تفاؤله الكبير بقدرة أشبال الناخب الوطني بالعودة بكامل الزاد، لأن الجزائر تملك منتخبا عالميا يزخر بنجوم كبار، كما هو الشأن لصانع أفراح مانشستر سيتي رياض محرز، مؤكدا في تصريحه ل"الشروق"، أن محاربي الصحراء لديهم كامل المقومات التي تؤهلهم للفوز بالنقاط الثلاث، خاصة وأن الضغط سيكون على أشبال المدرب زاد رافكو لوغاروسيك، وطالب أشبال بلماضي بأخذ الحيطة والحذر لتفادي أي مفاجأة غير سارة، وتوقع أن زملاء محرز سيواصلون سلسلة نتائجهم الإيجابية في المقابلة رقم 21، معبرا عن تفاؤله بقدرتهم على إضافة فوزين متتاليين في المواجهة المزدوجة ضد منتخب زيمبابوي، واعتبر غياب وسط الميدان مارشال مونيستي عن المواجهة المزدوجة بداعي الإصابة بمثابة ضربة موجعة للمدرب زاد رافكو لوغاروسيك الذي بنى خطته على هذا اللاعب القادر على تنشيط الخط الهجومي، وطالب بلماضي بانتهاج خطة هجومية، وهو ما يسهل من مأمورية زملاء محرز باختراق دفاع المحاربين الثقيل، أما عن الغيابات فقال إن بلماضي يملك منتخبين، وطمأن الجميع بأن البدائل موجودة، وأن أي لاعب يتم استدعاؤه إلى المنتخب فهو مؤهل للعب في التشكيلة الأساسية وأي لاعب سيتخلف عن المباراة فالأكيد أن بديله سيعطي كل ما لديه وأكثر، وتوقع أن الناخب الوطني جمال بلماضي سيتفوق على التقني زاد رافكو لوغاروسيك تكتيكيا. لأول مرة منذ تعيينه في جانفي الفارط الوزير خالدي يزور المنتخب الوطني عشية لقاء زيمبابوي زار وزير الشباب والرياضة، سيد علي خالدي، سهرة الثلاثاء، المنتخب الوطني بالمركز التقني لتحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، قبل 48 ساعة من مواجهة منتخب زيمبابوي في تصفيات "الكان"، أين التقى بالمدرب جمال بلماضي، كما تجاذب أطراف الحديث مع عدد من لاعبي المنتخب الوطني وأخذ معهم صورة تذكارية، علما أنها أول زيارة للوزير سيد علي خالدي للمنتخب الوطني منذ تعيينه على رأس الوزارة في ال 2 من شهر جانفي من العام الجاري 2020. وقال المسؤول الأول عن الرياضة في الجزائر، عبر حسابه الرسمي على "الفايسبوك"، عقب زيارته لزملاء محرز، عشية خوض المباراة الثالثة في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2022 أمام منتخب زيمبابوي: "تشرفت بزيارة منتخبنا الوطني لكرة القدم على مستوى مركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، تحسبا للقاء الذي سيجمعه ضد نظيره الزيمبابوي، في إطار التصفيات المؤهلة إلى كأس إفريقيا للأمم"، قبل أن يضيف الوزير خالدي قائلا: "وقد كانت هذه الزيارة فرصة لأهنئ منتخبنا الوطني على النتائج المشرفة التي حققها ولأحمل عبارات الشكر والعرفان للاعبي المنتخب وللطاقم الفني بقيادة الناخب الوطني جمال بلماضي وكذا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم ولكل من ساهم من قريب أو من بعيد في تحقيق هذه النتائج، التي طالما كانت مصدر فخر واعتزاز لكل الشعب الجزائري"، ليختم خالدي: "كما جددت لمنتخبنا الوطني، باسمي الخاص وباسم الحكومة، دعم الدولة الكامل والمتواصل ومساندتها وتشجيعها للمنتخب من أجل تحقيق المزيد من النجاحات في قادم المنافسات القارية والدولية إن شاء الله".