يشهد وادي "بني عزة" بولاية البليدة حالة من التلوث الخطير أصبح معها يهدد صحة و بيئة المواطنين سيما منهم القاطنون بالبيوت الهشة بمحاذاة مجرى هذا الوادي العابر لبلديات البليدة و أولاديعيش و كذا بني مراد على امتداد 30 كلم. و يلاحظ الزائر للولاية خطورة و تأزم الوضع من خلال حجم النفايات الملقاة به بشتى أنواعها المنزلية و الصناعية و كذا بقايا الأشغال المنزلية التي تلقى به يوميا راسمة بذلك صورة تشمئز لها النفوس و تتحسر لها القلوب وتبعث روائح تزكم الأنوف سيما بمنطقة بني عاشور حيث تراكم النفايات أصبح ديكورا ملازما لسكان المنطقة الوافدين إليها من مختلف ولايات الوطن. و كان هؤلاء قد شيدوا بجنبات الوادي بيوتا قصديرية استقروا بها منذ أكثر من عشرية من الزمن هروبا من ويلات الإرهاب. و قد تسببت هذه الوضعية "الاستثنائية" التي يعيشها الوادي في تقليص مجراه بفعل الاعتداءات المتواصلة عليه من طرف المواطنين دون الاكتراث منهم بخطورة الوضع. و لعل ما زاد من تأزم الوضع هو افتقار المدينة إلى مواقع مرخصة لرمي مختلف النفايات من جهة و غياب محطات لتطهير مياه الأودية من جهة أخرى مما جعل هذا الوادي مرتعا لمختلف الحشرات و الحيوانات القارضة المنتشرة بالمكان مما قد يتسبب لسكان المنطقة في كارثة صحية و بيئية خطيرة. و تحمل مياه وادي "بني عزة" -التي تنبع من منطقة "سيدي الكبير" حيث تنطلق عذبة نقية -مختلف النفايات بمجرد وصولها إلى منطقة "ابن عاشور" مرورا بكل من وادي لكحل و وادي فتيس بالبليدة و وادي مزفران بولاية تيبازة لتلقى إلى البحر مباشرة دون معالجة.
ولاية البليدة بأكثر من مليون نسمة لا تتوفر على أية محطة لتصفية المياه القذرة ولا تتوفر ولاية البليدة التي تحصي زهاء المليون و 200 ألف نسمة و عدد هام من المناطق الصناعية على أية محطة لتصفية المياه القذرة و ذلك بعد توقف المحطة الوحيدة بها ب"بني مراد" عن العمل منذ أكثر من 4 سنوات نتيجة حالة التدهور و التسيب التي عرفتها هذه المنشأة التي يعود تاريخ انجازها لسنوات الثمانينات. و قد انعكست هذه الوضعية السلبية التي تعيشها الولاية على حالة المدينة التي تحولت مناطقها ووديانها على غرار سيدي الكبير مرتعا لرمي مختلف النفايات راسمة بذلك نقطة سوداء تلاحق المسؤولين المحليين.
مشروع لإعادة الاعتبار لمحطة"بني مراد" المتوقفة من أربع سنوات و أمام هذا الوضع "الخطير" للتلوث الذي ألت إليه الولاية قررت السلطات المحلية تسجيل عملية مستعجلة لإعادة الاعتبار لمحطة "بني مراد" المتوقفة عن العمل منذ أربع سنوات فيما سطرت السلطات المحلية برنامجا واعدا يقضي بانجاز محطات جديدة تتكفل بمعالجة مياه الجهات الأربع للولاية. و في هذا الصدد ستستفيد خلال الأيام القليلة القادمة محطة "بني مراد" من عملية واعدة تهدف إلى إعادة تأهيلها و توسيع طاقة معالجتها حسب ما كشفت عنه مصادر من مديرية الري للولاية. و رصد لهذه العملية الممركزة حسب ما ذكره ل/وأج رئيس مصلحة التطهير السيد ابن بوزيد محمد غلاف مالي بقيمة أربعة (4) ملايير دج ستوجه إلى تأهيل كافة المعدات التي تضمها و توسعة نشاطها و رفع من طاقات التصفية بها من 70 ألف م3 من المياه المعالجة يوميا إلى 450 ألف متر مكعب من المياه. و ستعمل المحطة التي تم منح تسييرها إلى الديوان الوطني للتطهير بعدما كانت هذه المهمة مسندة إلى مصالح بلدية البليدة منذ إنشائها سنة 1989 على معالجة مياه زهاء 500 ألف نسمة من سكان البليدة الكبرى التي تضم أربع بلديات و هي أولاديعيش و بوعرفة و البليدة و بني مراد بدل 420 ألف نسمة سابقا. و من شأن هذه العملية التي طالما انتظرتها الولاية حماية البيئة بها والطبقة الجوفية التي تعد المصدر الأول لتموينها بالمياه الشروب علاوة عن استغلال المياه المعالجة في سقي المساحات الفلاحية المجاورة حيث ستوفر يوميا كمية من المياه المستعملة تقدر ب 70 ألف م3.
مشاريع لانجاز خمس محطات تصفية للمياه القذرة عبر الولاية ويرتقب مخطط العمل المسطر من طرف مديرية الري للولاية استحداث خمس (5) محطات تصفية للمياه القذرة و ذلك في كل من بني شقران (موزاية) ستتكفل ببلديات الجهة الغربية للولاية (الشفة و العفرون و موزاية و عين الرمانة) فيما ستستفيد بلدية وادي جر الواقعة بأقصى غرب الولاية من نظام خاص لتصفية مياهها المستعملة باعتبار أن المنطقة بعيدة و ذات تضاريس وعرة تتطلب الكثير من الإمكانيات المادية. و ستتكفل هذه المحطة التي تنتظر الولاية تسجيلها في أقرب وقت ممكن بمعالجة مياه زهاء 200 ألف نسمة من قاطني هذه البلديات. كما يرتقب المخطط انجاز محطة مماثلة في بلدية بن خليل هي مسجلة و ستنطلق الأشغال بها قريبا وستعنى بمعالجة مياه بلديات بني تامو (الزاوية) و وادي العلايق و بن صالح و بن خليل و بن شعبان و بوفاريك رصد لها غلاف مالي بقيمة 7ر3 مليار دينار. أما معالجة مياه الجهة الشرقية للولاية فتتكفل بها حسب المخطط المسطر للقضاء على مشكل انعدام محطات تصفية المياه القذرة بالولاية و انتشار التلوث بها كل من محطتي مفتاح التي ستتولى معالجة مياه زهاء 120 ألف نسمة من سكان بلديتي مفتاح و الجبابرة و كذا محطة الأربعاء التي تتكفل بدورها بمياه سكان بلديات أولاد سلامة و الأربعاء و بوقرة البالغ عددهم 120 ألف نسمة. و يضاف إلى هذه المحطات محطة بوعينان التي ستتولى تصفية مياه سكان المدينةالجديدة المرتقب انجازها بهذه البلدية. فهي اذن مشاريع ينتظر سكان ولاية البليدة التي اقترن اسمها بمدينة "الورود" تجسيدها على أرض الواقع للقضاء على مشكل التلوث الذي أخذ منعرجا خطيرا أضحى يهدد سلامة و صحة المواطن. كما ستساعد عملية معالجة المياه المستعملة من جانب آخر الفلاحين و حتى الصناعيين في أغراض صناعية و فلاحية أخرى.