تعيش بيننا نوعية من الناس يستثمرون في كل شيء، من الزيت و الدقيق مرورا بالحليب و الاعلاف و صولا إلى(سيتيرنات) الماء التي ارتفعت أسعارها بين و عشية وضحاها، و الأكيد أن مقولة خطبني طيار و لم اقبل ستليها مقولة خطبني تاجر (سيتيرنات) و لم اقبل،و هكذا حتى تكتمل الصورة. مشكلتنا كشعب اننا لا نصمد أمام اية أزمة مهما كانت صغيرة و لا نعرف تسييرها و لا الاستثمار فيها و ابتكار الحلول، بل أمام أي أزمة نسلم رقابنا لسمسار و بعد أن تم استغلالنا بداية كورونا من خلال رفع أسعار المواد الغذائية التي هجمنا عليها كالجراد ها نحن يتم استغلالنا و وضعنا في سيتيرنا، و المشكلة الكبرى ان اهل الحل و الربط لا يفكرون في الحلول إلا بعد حدوث الأزمات، و هنا أجدني اطرح سؤالا و آخر و من حقي أن ابحث عن حكاية مشاريع تحلية مياه البحر، و عن مشاريع السدود، أين كل هذا ؟ ثم لماذا ما زلنا نسير باستراتيجية احييني اليوم و اقتلني غدا و ليس استراتيجية التخطيط و التفكير لنصف قرن أو حتى قرن، و بعد أن تحدث الأزمة نصبح رهينة تجار (السيتيرنات) أو سماسرة الحديد و الزيت؟ كل الأمم تتوقع الأوبئة و تستعد لها، و تتوقع الجفاف و تستعد له و تتوقع الكوارث الطبيعية و تستعد لها، أما نحن ننتظر الكارثة ثم نترك السماسرة يسيرون الوضع إلى أن وصلنا إلى تاجر (السيتيرنات) ليدخل بدوره على الخط بعد أن دخل هذا الخط سماسرة الأعلاف و الحليب و الزيت و ما يخطر على البال و ما لا يخطر.