الظاهر أن العلاقة بين مصر والمملكة السعودية ليست سمنا على عسل بعدما تحولت إلى زيت على نار هادئة، لدرجة أن الاستثمارات السعودية تكاد لا تظهر في بلاد الكنانة بينما دخلت قطر بقوة كبيرة في مجال الاستثمار بقيمة إجمالية تقدر 25 مليار دولار وهي ما يشكل 20 بالمائة من مجمل الأموال القطرية في صناديقها السيادية، والظاهر أيضا أن قطر لا تتوقف عند دعم الثورات وإزاحة الحكام العرب بل تريد الاستيلاء حتى على الاقتصاد في الدول التي عرفت ثورات عربية أو ما يسمى " بالربيع العربي"، سواء كان الأمر في مصر أو ليبيا او تونس وفي الغد سوريا، لتصير هذه القطر أعظم شأنا، وهنا نحن لا نلوم قطر بل هذه القطر لعبتها صح في الوقت الذي نام فيه العرب ونمنا نحن معهم وعشنا أوهام النصر على الإرهاب ولعبناها خطأ، ولم ندرك المصائب التي تتربص بنا والتي هي أعظم من الإرهاب، مشكلتنا أننا نعرف نلعب صح داخل بلادنا من خلال تهدئة الشعب بالمسكنات والعبث بالسياسة والأحزاب وصنع الانقلابات داخلها، لكننا لم نحسب لهذه الأيام التي كانت تحبك وتنسج في العتمة. و نتائج ترك الشعب لفقره وغياب إستراتيجية مستقبلية تتجسد لدى الجيران حين نرى قطر وما أدراك ما قطر التي لا تكاد تظهر في الخارطة تلتهم مصر الكنانة، وتلتهم ليبيا، وغدا لا أحد يعلم ما يخفى لنا ولغيرنا .