مرت 32 سنة منذ أن استعاد الجنوب افريقي نيلسون مانديلا حريته بعد أن قضى 27 سنة و 190 يوما في السجن عقب الحكم عليه بالسجن المؤبد خلال فترة التمييز العنصري مما يمثل حدثا تاريخيا سجل نهاية نظام الأبارتيد. ففي يوم 11 فبراير 1990, غادر رمز مكافحة التمييز العنصري نيلسون مانديلا الذي كان يبلغ 72 سنة آنذاك, السجن وهو يمسك بيد زوجته ويني الوجه المميز الآخر لمكافحة النظام العنصري حيث كان ذلك بمثابة حدثا تاريخيا بالنسبة لجنوب افريقيا وافريقيا والانسانية جمعاء. و قد غادر زعيم مكافحة التمييز العنصري السجن, بعد اعتقاله في ظروف صعبة, حيث احتفل الآلاف من سكان جنوب افريقيا أمام سجن غروت دراكنشتاين, بالخطوات الاولى لرجل حر. و قد تم توقيف مانديلا عدة مرات سنوات الستينيات. و في 1962, تم ايقافه بسبب شنه حملة ضد حكومة الأبارتيد. و في أبريل 1964, أكد المناضل ضد التمييز العنصري الذي حكم عليه بالإعدام رفقة سبعة معتقلين آخرين, أنه يناضل ضد هيمنة البيض والسود. كما صرح قائلا "أنا أسعى لتحقيق مجتمع حر وديمقراطي يعيش فيه جميع الأشخاص في انسجام ويتمتعون بتكافؤ الفرص. و يتعلق الأمر بهدف أمثل أعيش من أجله وأتطلع لتحقيقه وأموت لأجله ان تطلب الأمر". وقد شدت المحاكمة التي جرت يوم 12 يونيو 1964 انتباه المجتمع الدولي كما تعالت نداءات من جميع أنحاء العالم تدعو لإطلاق سراح المتهمين. == الجزائر جعلت مني رجلا == و كانت للحائز على جائزة نوبل للسلام والمعروف ايضا باسم "ماديبا" علاقة مميزة بالجزائر إذ كانت الثورة الجزائرية مصدر الهام له حيث كان يعتبرها "النموذج الأقرب" لمكافحة نظام الأبارتيد التي شنها شعبه. ففي مايو 1990، عاد نيلسون مانديلا إلى بلده الذي تبناه واعترف حينها بقوله "الجزائر هي التي جعلت مني رجلا". و كان جيش التحرير الوطني قد استقبل عدة مقاتلين من المؤتمر الوطني الإفريقي (وهو الحزب الذي قاد نضال شعب جنوب إفريقيا ضد التمييز العنصري) في معسكرات التدريب إلى جانب مجاهدي جيش التحرير الوطني. و ابتداء من سنة 1965، انتقل العديد من المناضلين من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي سرا إلى الجزائر للقيام بتدريبات عسكرية والاستعداد للعمليات بعد عودتهم إلى جنوب إفريقيا، كما تم افتتاح مكتب استخبارات حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في الجزائر برئاسة شخصيات بارزة من الحركة. هذا وكان دعم الجزائرلجنوب إفريقيا في كفاحها ضد نظام الأبارتايد أكثر بروزا خلال ترأسها للجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1974، حيث تم طرد ممثل نظام الأبارتايد من القاعة. و بعد أربع سنوات من إطلاق سراحه سنة 1994، أصبح نيلسون مانديلا أول رئيس منتخب ديمقراطيا لجنوب إفريقيا، وقد توفي سنة 2013 عن عمر ناهز ال 95 سنة، وصفته حينها الصحافة العالمية ب "آخر عملاق سياسي في القرن العشرين". و يأتي الاحتفال بالذكرى 32 لإطلاق سراح مانديلا، بطل الكفاح في إفريقيا ضد التمييز العنصري الممنهج والشخصية المحبوبة دون منازع من خلال الدفاع عن قيم حقوق الإنسان، في سياق يواجه فيه عديد البلدان الإفريقية عدة تحديات أمنية وسياسية واقتصادية. و هكذا لايزال نيلسون مانديلا شخصية معترف بها عالميا في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، ومعترف به كأب لبلد جنوب إفريقيا متعدد الأعراق وكامل الديمقراطية، بحيث أصبحت توصف بدولة "قوس قزح". الوسوم مانديلا نيلسون