ولد نيلسون مانديلا في 18 جويلية 1918، وهو أحد أبرز المناضلين والمقاومين لسياسة التمييز العنصري التي كانت متبعة في جنوب إفريقيا. لقبه أفراد قبيلته ب(ماديبا) Madiba وتعني العظيم.دائما ما اعتبر مانديلا أن المهاتما غاندي المصدر الأكبر لإلهامه في حياته سواء لفلسفته حول نبذ العنف والمقاومة السلمية ومواجهة المصائب والصعاب بكرامة وكبرياء. لكن عدل عن هذا الطرح وأقتنع حد الثمالة بأن الكفاح الثوري المسلح وحده كفيل باسقاط نظام الابارتيد وأتخذ مانديلا من الثورة الجزائرية معنى للحرية والسيادة. ينحدر نيلسون مانديلا من منطقة ترانسكاي في أفريقيا الجنوبية. كان والده رئيساً لقبيلة التيمبو الشهيرة، إلا انه انتخب مكان والده، الذي توفي وهو لايزال صغيرا. وبدأ في المعارضة السياسية لنظام الحكم الذي كان بيد الأقلية البيضاء، الذين ينكرون الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للأغلبية السوداء. وانضم في الأربعينات إلى حزب «المجلس الوطني الإفريقي»، المعارض للتمييز العنصري، ودعا في البداية للمقاومة غير المسلحة ضد نظام الابارتيد، لكن بعد إطلاق النار على متظاهرين عزل في عام 1960، وإقرار قوانين تحظر الجماعات المضادة للعنصرية، قرر مانديلا وزعماء المجلس الوطني الإفريقي فتح باب المقاومة المسلحة. في عام 1961 أصبح مانديلا رئيسا للجناح العسكري للمجلس الإفريقي القومي. اعتقل 1962عام وحُكم عليه ب5 سنوات سجنا بتهمة السفر غير القانوني، والتدبير للإضراب. وفي عام 1964 حكم عليه مرة أخرى بتهمة التخطيط لعمل مسلح والخيانة العظمى فحكم عليه بالسجن مدى الحياة. خلال سنوات سجنه السبعة والعشرين، أصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمزا لرفض سياسة التمييز العنصري. في عام 1985 عُرض على مانديلا إطلاق سراحه مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة، الا أنه رفض. وبقي في السجن حتى 11 فيفري 1990 عندما أثمرت جهود حزب المجلس الوطني الإفريقي، والضغوط الدولية. بأمر من رئيس الجمهورية فريدريك ويليام دى كليرك، الذي حصل مع نيلسون مانديلا عام 1993 على جائزة نوبل للسلام. وأصبح أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا (من ماي 1994 إلى جوان 2000). بعد ان تم الانتقال من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية. ترك مانديلا الحياة السياسية عام 1999، وتفرغ للنشاط مع الجمعيات والحركات المنادية بحقوق الإنسان في العالم.