تسببت الحرائق التي شهدتها المنطقة الشمالية لولاية خنشلة خلال منتصف جويلية وشهر أوت المنصرمين في إتلاف 19 ألف هكتار حسب حصيلة أعدتها لجنة تقنية ميدانية مجهزة بأجهزة قياس المساحات او ما يعرف ب"جبياس" حسب ما علم لدى محافظة الغابات بالولاية. وأوضح محافظ الغابات بالنيابة السيد محمد عجيب أن الأضرار الناجمة عن حرائق الغابات التي تزامنت مع شهر رمضان والارتفاع الملحوظ في درجة الحرارة التي كانت مصحوبة بهبوب رياح السيريكو وصعوبة المسالك كانت بغابات بلدية "لمصارة" التي تضرر بها 1200 هكتار منها 300 هكتار أحراش و200 هكتار من الحلفاء والباقي مساحات من أشجار الصنوبر والصنوبر الحلبي والبلوط الأخضر . وأشار المصدر أن أشجار الأرز الاطلسي المحمية بموجب القانون الدولي وكذا الحيوانات والطيور البرية كانت في منأى عن الحرائق لأن معظم المساحات التي تغطي أزيد من 11 ألف هكتار ترتكز بجهات غابات بلدية شلية وبني أوجانة ببوحمامة مفندا خبر إتلاف مساحات كبيرة بهذه المناطق من غابات الولاية. ونوه نفس المسؤول بالهبة التضامنية التي قام بها عشرات الشباب بهذه المناطق الغابية من بلديات مجاورة على غرار يابوس و طامزة و بوحمامة و شلية وتاوزيانت وخيران وششار وكذ مساهمة السكان القاطنين بالجهات الغابية في إخماد الحرائق التي عرفتها أجزاء من غابات بني ملول والبراجة وأولاد يعقوب على مستوى الكتلة الجبلية و الغابية بهذه الجهة الشمالية الغربية ذات التضاريس الصعبة بسلسلة جبال الأوراس إلى جانب الدور المنوط برجال الحماية المدنية والرتل المتنقل من ولايتي باتنة وتبسة وعمال الشركة الجهوية للهندسة الريفية المعروفة بالصفا والكائن مقرها بمقر دائرة قايس. وأوضح ذات المصدر أن الأشغال الحراجية الخاصة بتنظيف وتنقية الرقع الغابية الوعرة بعد الحرائق التي نشبت بها وأسندت الى الأعوان والحراس الموسميين وعديد المتطوعين قد تم إزالتها كلية بعد جمعها وإبعادها عن المحيط والفضاءات الغابية وأنه بامكان سكان المناطق الغابية استغلالها في أغراضهم المنزلية خاصة في فصل الشتاء. وأوضحت مصالح محافظة الغابات من جهة أخرى الى البرنامج الذي سيشرع فيها قريبا لإعادة الاعتبار للمساحات المتلفة جراء الحرائق بتخصيص عملية واسعة لتثمين القطاع الغابي بغرس آلاف الشجيرات من مختلف الأصناف الغابية وكذا المساحات المقطوعة المستغلة من قبل وحدات انتاج الخشب من قبل شركة الهندسة الريفية "الصفا". كما سيتم ضمن نفس البرنامج ايلاء عناية خاصة بتهيئة شبكة الطرقات وفك العزلة عن التجمعات السكنية المحاذية للغابات وذلك ببرمجة أزيد من 100 كلم من المسالك بما فيها المؤدية الى المناطق الوعرة داخل النسيج الغابي ودعم مخطط مكافحة حرائق الغابات وتصحح مجاري المياه في الأودية والمصبات وإنجاز بعض حواجز المياه. وتتوخى مصالح محافظة الغابات من جهة أخرى إعادة تهيئة مساحة واسعة من الحلفاء وحمايتها من الرعي الفوضوي والحرق فضلا عن البرامج الموجهة في الامتياز الفلاحي وكذا محافكة التصحر. للاشارة فإن قطاع الغابات بالولاية الذي يتربع على مساحة 164 ألف هكتار يشكل مصدرا لإنتاج الخشب يقدر ب25 ألف متر مكعب في السنة ويوفر مناصب شغل دائمة. ومؤقتة في مختلف الورشات التابعة للقطاع وفي البرامج التي ترصد له في كل سنة.