أكد أمس الأول الباحث المصري يوسف شعبان بقصر المعارض في العاصمة أن الاهتمام المصري بكتابات الثورة التحريرية الكبرى كان كبيرا جدا، وقال أن الجزائر حضيت بمكانة هامة في الأدب المصري حيث كانت تنشر العديد من الكتب عن الثورة الجزائرية و الأدب الجزائري وأشار المتحدث إلى الانشغال الكبير للإعلام المصري بأدباء الجزائر الذين كتبوا عن الثورة التحريرية الكبرى مؤكدا أن العلاقة الكبيرة التي كانت بين مصر والقضية الجزائرية وأضاف :" ما كتب في مصر عن الجزائر هو أكبر مما كتب عن الوطن العربي ككل نظرا للعلاقة الحميمة التي تجمع الطرفين واهتمام المجتمع المصري بالقضية الجزائرية قضيته لدرجة تأليف كتاب عنونه " عارنا في الجزائر " واضاف شعبان خلال محضرة بالصالون الدولي للكتاب في طبعته 17أن الكتاب الجزائريين أناداك أسالوا الكثير من الحبر وراجت أعمالهم في مصر وتصدر يوميا في الصحف والمجلات المصرية وأعطى مثلا عن دراسات الناقد المصري الكبير أنور مالك الذي أفرد سلسلة مقالاته في مجلة " المجلة " للروائيين الجزائريين خصوصا محمد ديب وهي المقالات حسب المتحدث التي حفزت المصريين على مطالعة الأدب الجزائري كما أشار لعديد الكتب التي تناولت الإبداع في بلادنا على غرار كتاب:" أضواء على الأدب الجزائري " الذي صدر في مصر سنة 1958 وأخص كل من الروائيين مولود معمري ومحمد ديب ومولود فرعون بالدراسة وبخصوص حضور الثورة في الأدب المصري تحدث الناقد عن البطلة المجاهدة جميلة بوحيرد التي كانت رمزا أسطوريا وموضوعا عالميا وأصبحت تشكل بورتريهات عن الثورة الجزائرية وبطلة مسرحيات وروايات وقصائد مع الشاعر حسان فتح الباب وغيره كثيرون . من جهته تحدث الروائي وسيني الأعرج عن الأثر الذي تركته الثورة في الأدب الجزائري لدرجة أنها أنتجت تيمات وأشكالا تعبيرية جديدة وظهر شكل الرواية كفن مكتمل خصوصا منها المكتوبة باللغة الفرنسية بالنظر إلى اللغة العربية التي كانت محاربة والقوانين الفرنسية المجحفة ضدها لدرجة أن الشكل الروائي ظهر خارج الجزائر مع أحمد رضا حوحو بنصه "غادة أم القرى " الذي كتبه في السعودية وأصدره بتونس مضيفا :" أحمد رضا حوحو كان على اتصال كبير بالأدب الفرنسي وخاصة المسرح وهو ما سمح له بالإطلاع على الأدب " وما أهله لكي يكتب رواية" إذن وحسب صاحب رواية " رماد الشرق " فإن للثورة دور كبير في إزاحة الأشكال التعبيرية القديمة رافقه ظهور أشكال تعبيرية جديدة. وأشار وسيني إلى قضية مهمة ظهرت أيضا مع الثورة وهي الترجمة حيث ترجمت النصوص الجزائرية التي كتبت بالفرنسية إلى العربية كرواية " نجمة " لكاتب ياسين وثلاثية محمد ديب التي ترجمها سامي دروبي .