قال الروائي السعيد الهاشمي في حديثه ل "الجزائرالجديدة" أن الساحة الأدبية في الجزائر تعرف تقصا كبيرا في الأدب الثوري سواء في الرواية أو القصة أو الشعر، وأكد محدثنا أن السبب في ذلك يعود إلى قلة المختصين والمطلعين بشكل دقيق على الثورة الجزائرية، وجهلهم لأحداثها وجزئياتها، الأمر الذي يحد حسبه من الكتابة عن تلك الأحداث التي عرفتها الجزائر إبان الاستعمار الفرنسي ومن جهة أخرى اعتبر صاحب رواية" الاحتراق" ذلك إجحافا حسبه من قبل أدباء الجزائر وكتابها ومثقفيها في حق الشهداء والمجاهدين الذين ضحوا بالنفس والنفس من أجل رفع راية الوطن عاليا وتحريرها من دولة مستعمرة خلال القرن العشرين، ومن جهة أخرى أثنى الروائي على الكتاب الجزائريين الذين يقوا أوفياء للثورة التحريرية ويكتبون عنها رغم توالي الفنون وبقيت حية في خلو بهم وأعاب محدثنا عن الروائيين الجدد الذين لا يتحدثون في أعمالهم عن الثورة والتاريخ الطويل للجزائر، وبالمقابل دعى سعيد الهاشمي الأدباء سواء الروائيين أو الشعراء أو كتاب القصة إلى ضرورة تجنيد أقلامهم والكتابة عن الثورة وذلك لإبقائها حية بين الأجيال القادمة وتبيان ما عاناه السلف من الشهداء والجزائر على حد سواء من ويلات الاستعمار وكذلك للدفع بوثيرة الأدب الثوري الذي كان لوقت قريب حسب المتحدث رائدا وخاصة عند جيل من الروائيين الجزائريين الذين ظلت أقلامهم وفية للثورة التحريرية الكبرى والجزائر ككل وضرب صاحب رؤية "عاشور النور" مثلا بالروائي الجزائري الراحل الطاهر وطار وبن هدوقة ومحمد ديب والذين كتبوا عن الاستعمار وعن معاناة الشعب، واستطاعت أعمالهم أن تخترق الحدود بأساليبها الفنية الراقية ومن جهة أخرى أن تعرف العالم بالثورة التحريرية الكبرى وما دفعته الجزائر من فاتورة غالية من أجل الحصول على استقلالها. وللإشارة فإن الروائي سعيد الهاشمي قد شرع في كتابة رواية جديدة، تكملة الروائيين "الاحتراق" وعاشق النور وتحكي عن معاناة الشعب الجزائري إبان الثورة والاستعمار الفرنسي وعن الصورة الجزائرية أنا داك، وقد سلف الهاشمي الضوء في هذا الجزء على الاحتلال في الأرياف الجزائرية والمناطق النائية التي بقيت طي النسيان، ويحاول الروائي خلال هذا العمل الغوص في تفاصيل وجزئيات كثيرة لم يتعرض لها قبلا في إرادة منه إماطة اللثام عن تلك الحقبة التاريخية التي عاشها الريف الجزائري وما عاناه من جراء الاستعمار الغاشم الذي كان أشد بطشا منه في المدن. وللتذكير فإن سعيد الهاشمي كان قد تحصل على جائزة الهاشمي سعيداني التي كانت تنظمها جمعية الجاحظية أيام كان الطاهر وطار على رأسها عن روايته "عاشق النور" التي عالج خلالها هي الأخرى أحداثا تاريخية للحقبة الأربعينية التي سادت فيها ظروفا صعبة أناداك وتعتبر الروائية الجديدة تكملة للثلاثية التي ينافس فيها موضوع الاستعمار والثورة التحريرية الكبرى في إطار مايسمى بالرواية التاريخية. صباح شنيب